مانشستر يونايتد ينهي حقبة رونالدو الجدلية

قبل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بتضحية مالية ضخمة، ضمن عملية فسخ عقده بالتراضي مع مانشستر يونايتد.
الأربعاء 2022/11/23
علاقة متوترة

لندن - ستنتهي فترة كريستيانو رونالدو الثانية الجدلية مع مانشستر يونايتد باتفاق متبادل وبمفعول فوري، وفق ما كشف كل من النادي الإنجليزي والنجم البرتغالي، قبل ساعات على إعلان بطل إنجلترا 20 مرة أن عائلة غلايزرز الأميركية المالكة تفكر في بيع النادي.

ويأتي رحيل رونالدو عن يونايتد بعد المقابلة التلفزيونية المدوية التي أجراها الأسبوع الماضي وقال فيها إنه شعر بالخيانة من مسؤولي النادي، متهما إياهم بمحاولة إطاحته وأنه لا يكنّ احتراما للمدرب الهولندي إريك تن هاغ. وجاء في بيان للنادي "كريستيانو رونالدو سيغادر مانشستر يونايتد باتفاق متبادل وبمفعول فوري"، قبل قرابة ستة أشهر على نهاية عقده. وتابع "يشكره النادي على مساهمته الهائلة خلال فترتين في أولد ترافورد، حيث سجل 145 هدفا في 346 مباراة، ويتمنى له ولأسرته التوفيق في المستقبل".

اتفاق متبادل

كما أصدر رونالدو بيانا خاصا به قال فيه "بعد محادثات مع مانشستر يونايتد اتفقنا بشكل متبادل على إنهاء عقدنا في وقت مبكر". وتابع "أنا أحب مانشستر يونايتد وأحب الجماهير، وهذا لن يتغير أبدا. مع ذلك، يبدو أنه الوقت المناسب بالنسبة لي للبحث عن تحد جديد. أتمنى للفريق كل التوفيق في بقية الموسم وفي المستقبل".

وبعد ساعات، أعلن مالكو يونايتد الذين لم يسلموا من انتقادات رونالدو أنهم مستعدون لبيع النادي. وجاء في بيان أن "مجلس الإدارة سينظر في جميع البدائل الإستراتيجية، بما في ذلك الاستثمار الجديد في النادي أو البيع أو الصفقات الأخرى التي تشمل الشركة". تملك عائلة غلايزرز النادي منذ العام 2005، لكن شاب عهدها تراجع مردود الفريق على أرض الملعب، لاسيما في السنوات التسع الأخيرة، واحتجاجات المشجعين المتكررة.

وعاد رونالدو في صيف 2021 إلى مانشستر يونايتد قادما من يوفنتوس الإيطالي، بعد أن غادره في 2009 إلى ريال مدريد الإسباني في أعقاب فترة أولى بدأت في 2003 حقق خلالها لقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات ودوري أبطال أوروبا 2008 في العام الذي توج به بجائزة الكرة الذهبية للمرة الأولى من أصل 5. لكن النتائج مع عودته لم تكن كما يرغب، إذ حل الفريق سادسا الموسم الماضي الذي كان رونالدو أفضل هدافيه مع 24 هدفا في جميع المسابقات وفشل بالتالي في التأهل إلى دوري الأبطال.

حاول وفق وسائل إعلام ومقربين مغادرة أولد ترافورد خلال الصيف لهذا السبب. لكن الأندية الإنجليزية والأوروبية الكبيرة لم تقدم عروضا للاعب الذي لم يعد يقدم مستوياته المعهودة في سن الـ37، ولا يزال يتقاضى راتبا أسبوعيا يبلغ حوالي 500 ألف جنيه إسترليني (593 ألف دولار). ومع ذلك، فقد أجرى "سي.آر 7" محادثات مع بايرن ميونخ الألماني وارتبط بعودة عاطفية إلى سبورتينغ الذي نشأ فيه قبل الانضمام إلى يونايتد.

تراجع دوره 

تراجع دوره في تشكيلة "الشياطين الحمر" منذ تولي تن هاغ القادم من أياكس أمستردام المسؤولية في شهر مايو الماضي، وعوقب هذا الموسم بإيقافه عن مباراة تشيلسي (1 - 1) لرفضه الدخول كبديل في الفوز ضد توتنهام. رغم ذلك، عاد إلى الفريق في الأسابيع الأخيرة وحتى أنه حمل شارة القيادة في الخسارة 3 - 1أمام أستون فيلا، فيما غاب عن المباراة الأخيرة للفريق قبل انطلاق كأس العالم للراحة.

لكن هجومه الأخير ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث انتقد أيضا مالكي النادي، عائلة غلايزر الأميركية، زاعما أنها "لا تهتم" بالنجاح الرياضي للفريق، ما مهّد لبداية نهايته مع الفريق. حتى أنه انقلب على زميليه السابقين في الفريق غاري نيفيل وواين روني، قائلا "ليسا صديقَي" بعد انتقادات من الثنائي مؤخرا. وكان الرد الأول ليونايتد بعد المقابلة أنه "سينظر في الرد بعد التأكد من الحقائق الكاملة".

ختم النادي في بيانه الثلاثاء "لا يزال الجميع في مانشستر يونايتد يركزون على مواصلة تقدم الفريق تحت قيادة إريك تن هاغ والعمل معا لتحقيق النجاح على أرض الملعب". في عام 2009، غادر رونالدو يونايتد إلى ريال مدريد الذي حقق معه نجاحات غير مسبوقة وتوج معه بلقب دوري الأبطال أربع مرات والدوري الإسباني مرتين، وبات هدافه التاريخي وأضاف أربع كرات ذهبية.

التحق بعدها بيوفنتوس وتوج بلقب الدوري الإيطالي مرتين قبل أن يعود إلى أولد ترافورد. سجل ثلاثة أهداف فقط هذا الموسم في جميع المسابقات، ويستعد أفضل هداف دولي في التاريخ (117 هدفا) الآن لخوض نهائيات كأس العالم مع منتخب بلاده في قطر.