مانشستر يونايتد يخطط لمحاكاة الحقبة الذهبية للسيتي

لعبة الأرقام تطبع نهائي كأس إنجلترا.
الجمعة 2023/06/02
لقاء العمالقة

يتواجه مانشستر يونايتد مع جاره اللدود مانشستر سيتي في نهائي بطولة  كأس الاتحاد الإنجليزي، المقرر لها يوم غد السبت، على ملعب ويمبلي بالعاصمة لندن. وستكون المباراة أول مباراة نهائية كبرى بين قطبي مانشستر.

لندن – أحدث مانشستر سيتي تحوّلا زلزاليا في كرة القدم الإنجليزية قبل 12 سنة، بفوزه على جاره اللدود مانشستر يونايتد الباحث آنذاك عن ثلاثية نادرة، في ملعب ويمبلي. ويقف سيتي الآن على مقربة من ثلاثية تاريخية يهدّدها يونايتد نفسه عندما يلتقيان غدا السبت في نهائي الكأس العريقة. بعد حسم سيتي لقب الدوري (برميرليغ) مرّة ثالثة تواليا وخامسة في آخر ست سنوات، يحلم بأن يصبح ثاني ناد إنجليزي يحقق الثلاثية النادرة في موسم واحد، بعد يونايتد في 1999، في حال فوزه بلقبي الكأس المحلية على حساب جاره ودوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان الإيطالي في العاشر من يونيو الحالي. لم يكن ممكنا تصوّر نجاحات سيتي الحالية ووضع يونايتد الطامح للخروج من الكبوات، عندما التقيا في نصف نهائي كأس 2011 في ويمبلي.

تناقض صارخ

بعد أسابيع قليلة على تلك المباراة، ضمن يونايتد لقب الدوري للمرة الرابعة في خمس سنوات، فيما بلغ أيضا نهائي دوري أبطال أوروبا. وفي تناقض صارخ مع العصر الذهبي ليونايتد تحت إشراف مدرّبهم السير الأسكتلندي أليكس فيرغوسون، كان سيتي يضمّد جروحه بعد عقود من الخيبات وتوجّه إلى ويمبلي في خضم فترة جفاف عن الألقاب أصبحت مصدر إحراج لجماهيره. كان تفوّق يونايتد صريحا على جيرانه، إلى درجة أن جماهيره عرضوا لافتة في مدرّج ستراتفورد أند في ملعب أولد ترافورد، تظهر عدد السنوات التي مرّت دون إحراز سيتي أي لقب. وللمزيد من الإحباط للطرف الأزرق في المدينة، كان الرقم يشير إلى 35 في عام 2011.

لكن مع مغادرته ملعب ويمبلي بعد ظهر يوم رمادي في أبريل، وجّه سيتي إنذارا شديد اللهجة أنسى جماهيره هذه اللافتة المهينة. كان أوّل ديربي لمدينة مانشستر في ملعب ويمبلي، المكان المناسب للإدلاء بهذا البيان عالي اللهجة في تاريخ الكرة الإنجليزية. منذ استحواذ سيتي من قبل الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان عام 2008، أصبح إنفاقه الهائل على اللاعبين محط حديث متابعي الدوري الإنجليزي. استبعد فيرغوسون منافسة محتملة من سيتي عندما وصف خصومه عام 2009 بـ”الجيران المزعجين”. لكن سيتي تطوّر تدريجا تحت إشراف المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، وكان نصف نهائي الكأس بمثابة مرحلة بلوغ فريقه سن النضج. بعد إهدار يونايتد فرصا عدّة، سجّل لاعب الوسط العاجي يحيى توريه، أحد القادمين بصفقة كبيرة، هدف المباراة الوحيد بعد سبع دقائق على انطلاق الشوط الثاني. بضربة واحدة، أُزيلت الروح الانهزامية التي رافقت سيتي لعقود.

نقطة تحوّل

uu

كان جوليون ليسكوت فردا في دفاع أبقى يونايتد بعيدا عن الشباك، ويتذكّر قلب الدفاع السابق المباراة كمنعطف في تاريخ الناديين “كان نصف نهائي الكأس تحوّلا حقيقيا للإيمان بالنادي، للإيمان بنا كلاعبين، والجماهير، لكن أيضا ليونايتد”. وأضاف “اقتنعوا بأننا نشكّل تهديدا حقيقيا. كانت نقطة تحوّل حقيقية. لقد دفعتنا حقا”. وفاز سيتي بعدها في النهائي على ستوك، مبعدا سلاح التهكّم من يد جماهير “الشياطين الحمر”، وممهدا الطريق لبناء حقبة زرقاء في مدينة مانشستر.

سحق رجال مانشيني يونايتد 6 – 1 العام التالي في ملعب أولد ترافورد في الدوري، محرزين اللقب على حساب خصومهم، بفضل هدف تاريخي متأخر من الأرجنتيني سيرجيو أغويرو ضد كوينز بارك رينجرز. يتذكّر لاعب الوسط الهولندي نايجل دي يونغ أحد أفراد الفريق المتوّج “لم نعد مجرّد جيران مزعجين، كنا صاخبين للغاية!”. منذ الفوز على يونايتد في نصف نهائي كأس 2011، أحرز سيتي 15 لقبا كبيرا، بينها 7 في الدوري، خصوصا بعد قدوم المدرب الإسباني بيب غوارديولا.

هذا النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي هو الثاني عشر للسيتي، حيث فاز بستة مرات وخسر خمسة من الإحدى عشرة السابقة

في المقابل، أحرز يونايتد ستة ألقاب في تلك الفترة، آخرها في كأس الرابطة هذه السنة مع مدربه الجديد الهولندي إريك تن هاغ، منهيا فترة جفاف عن الألقاب دامت ست سنوات. لا شكّ بأن الفوز بكأس الرابطة والحلول ثالثا في الدوري قد يشجّع يونايتد، لكن التغلّب على جاره اللدود في أول ديربي لمانشستر في نهائي الكأس، قد يحمل طعما ألذّ لجماهير الفريق الأحمر. وقال تن هاغ “من الواضح أننا نلعب راهنا أمام الفريق الأفضل، لكن من الواضح إنه لا تزال هناك فرصة. ويجب أن نقدّم كلّ شيء”. ومع احتمال بيع النادي لمستحوذ ثري، تحلم جماهير يونايتد بتقليد طفرة سيتي غير المتوقعة التي بدأت من ملعب ويمبلي قبل نحو عقد من الزمن.

هذا النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي هو الثاني عشر للسيتي، حيث فاز بست مرات وخسر خمسا من الإحدى عشرة السابقة. لقد تناوب بين الخسارة والفوز في آخر أربع مباريات، وفاز مؤخرا على واتفورد 6 – 0 في عام 2019. وبعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، يمكن لمانشستر سيتي أن يفوز بثنائية الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الثانية في تاريخه، بعد 2018 – 2019. وسيكون الفريق الثالث الذي يفعل ذلك في أكثر من مناسبة بعد مانشستر يونايتد (1993 – 1994، 1995 – 96، 1998 – 99) وأرسنال (1970 – 71، 1997 – 98، 2001 – 02).

السيتي لم يستقبل شباكه أي هدف في كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الموسم، كما يعد أكثر فريق تسجيلا للأهداف في كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الموسم (الجولة الأولى فصاعدا) برصيد 17 هدفا. كان آخر فريق يسجل أكثر في موسم واحد هو السيتي أيضا، حيث سجل 26 هدفا في طريقه إلى رفع الكأس في عام 2019. وبعد أن فاز بالفعل بكأس الرابطة ضد نيوكاسل هذا الموسم، يتطلع مانشستر يونايتد إلى الفوز بكأس المسابقات المحلية الكبرى في موسم واحد للمرة الأولى. وسيكون خامس فريق مختلف بشكل عام يحقق ذلك، بعد أرسنال (1992 – 93) وليفربول (2000 – 01 و2021 – 22) وتشيلسي (2006 – 2007) ومانشستر سيتي (2018 – 19).

وفاز مانشستر يونايتد بخمسة من آخر ست لقاءات له في كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مان سيتي، وكان آخرها فوزا خارج أرضه 3 – 2 في يناير 2012. وكان الاستثناء الوحيد في تلك الجولة هو فوز مانشستر سيتي في الدور نصف النهائي في 2010 – 11. وسيكون هذا هو اللقاء الثالث بين السيتي ويونايتد في ملعب ويمبلي، حيث كان الاثنان الآخران في عام 2011. وفاز السيتيزينز بمباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1 – 0، بينما فاز الشياطين الحمر 3 – 2 في الدرع الخيرية.

ee

 

17