مانشستر سيتي يخوض اختبار الحقيقة أمام ليفربول

لندن - تختلف أهداف مانشستر سيتي وضيفه ليفربول عندما يلتقيان اليوم السبت في قمة منافسات المرحلة التاسعة والعشرين من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على عكس السنوات الأخيرة، في حين سيحاول أرسنال المتصدر الاستفادة من أي تعثر لمطارده من أجل الاقتراب أكثر إلى لقبه الأول منذ 2004.

ولئن كانت المواجهات بين سيتي وليفربول في المواسم الأخيرة تأتي في سياق الصراع على اللقب، فإن سيتي بقي وحده هذا الموسم ساعيا إلى الحصول عليه في حين يكتفي ليفربول بالمنافسة على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا.

ويرفض مانشستر سيتي التنازل عن لقبه من دون كفاح، إذ فاز في آخر ست مباريات في جميع المسابقات وسجل 13 هدفا في آخر مبارياته ضد لايبزغ الألماني في دوري الأبطال وبيرنلي في منافسات الكأس. لكنّ هناك هامشا ضئيلا للخطأ في محاولة سيتي للفوز باللقب الخامس في الدوري خلال ستة مواسم.

مشوار أسهل

يتمتع سيتي بمشوار أسهل نسبيا من أرسنال على الورق في الأمتار الأخيرة من الدوري، لكن تركيزه مشتت في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في قمة مبكرة ضد بايرن ميونخ الألماني ونصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد شيفيلد يونايتد، في حين أن فريق المدفعجية ودّع قاريا من يوروبا ليغ ومن منافسات الكأس.

ولكي يظل سيتي على مقربة مع أرسنال، عليه أن يتخطى عقبة ليفربول صاحب المركز السادس للمرة الأولى في الدوري منذ عامين. وقد يخوض سيتي المواجهة من دون النجم المهاجم إرلينغ هالاند الذي غاب عن المنتخب النرويجي مؤخرا بسبب إصابة في الفخذ. وفشل ليفربول في التسجيل خلال 7 مباريات مختلفة في الدوري الممتاز هذا الموسم، 6 منها خارج الديار، وتجاوز هذا الرقم في موسم  2011 - 2012 بالفشل في التسجيل 8 مباريات. وفي جميع المسابقات، يمكن أن يخسر ليفربول 3 مباريات متتالية دون تسجيل أهداف للمرة الأولى منذ أكتوبر 2009.

وسجل محمد صلاح أهدافا في جميع مباريات ليفربول الثلاث ضد مانشستر سيتي هذا الموسم، في الدوري الممتاز ودرع المجتمع ومنافسات كأس الدوري الإنجليزي. وآخر لاعب من ليفربول سجل أهدافا في 4 مباريات مختلفة ضد منافس واحد في موسم واحد، كان إيان راش الذي سجل في 5 مباريات أمام إيفرتون في الموسم 1986 - 1987.

وسجل إيرلينغ هالاند ما نسبته 42 في المئة من أهداف مانشستر سيتي في الدوري الممتاز هذا الموسم (28 من 67)، وتساوت أهدافه مع ما مجموعه 20 نقطة للفريق.

والإحصائيات الثلاث (28 هدفا و42 في المئة و20 نقطة) هي الأعلى للاعب في مانشستر سيتي بموسم واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز. وسجل هالاند 42 هدفا في جميع المسابقات لمانشستر سيتي هذا الموسم، بما فيها 6 ثلاثيات “هاتريك” (كلها في ملعب الاتحاد)، ولاعبان فقط سجلا أكثر في موسم واحد لفريق بالدوري الممتاز منذ موسم (1992 - 1993)، هما رود فان نيستلروي في 2002 - 2003 ومحمد صلاح في 2017 - 2018 (44 هدفا لكل منهما).

سيكون أرسنال مترصدا لأي هفوة من هذه القمة عندما يستقبل ليدز يونايتد السبت مع عودة عجلة الدوري إلى الدوران بعد توقف دام قرابة 12 يوما بسبب النافذة الدولية.

وقبل 10 مباريات من النهاية يبدو أرسنال على الطريق الصحيح نحو لقب أول في الدوري منذ 19 عاما، بعد أن حقق ستة انتصارات تواليا في البريميرليغ ليبتعد بفارق 8 نقاط عن سيتي الثاني (69 مقابل 61). وخاض النادي اللندني عددا من المباريات أكبر مما خاضه مطارده ويتحتّم عليه الفوز بعد السفر إلى مانشستر لمواجهة رجال المدرب الاسباني بيب غوارديولا في 26 أبريل، لكن مصيره يبقى بين يديه.

وقليلون توقعوا أن يكون أرسنال قريبا من المجد هذا الموسم بعد أن فشل في إحراز المركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا في المراحل الأخيرة من الموسم الماضي. لكن المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا قام بعمل رائع مع مجموعة لا تضم أسماء رنانة، لكنها مليئة بالشغف والروح التنافسية.

منافسة شرسة

قال أرتيتا قبل زيارة ليدز إلى شمال لندن “لدينا المستوى المناسب من المنافسة والتعاون لأنهم يريدون حقا مساعدة بعضهم البعض، لكن يتعين عليهم تحدي بعضهم البعض أيضا”. وتابع “السر هو ربما الوحدة والعمل الجماعي بينهم. يحبون قضاء الوقت مع بعضهم البعض، يحبون اللعب مع بعضهم البعض. هذا أمر جيد جدا”.

وخلف المركزين الأولين تحتد المنافسة على آخر مركزين مؤهلين لدوري الأبطال، حيث يحتل مانشستر يونايتد المركز الثالث بـ50 نقطة من 26 مباراة مقابل 47 لنيوكاسل الخامس من العدد ذاته و49 لتوتنهام الرابع من 28 مباراة. لذا ستكون المباراة بين نيوكاسل وضيفه مانشستر في غاية الأهمية ضمن الصراع على المراكز القارية.

ويخوض الشياطين الحمر المباراة بغياب لاعب الارتكاز البرازيلي كازيميرو الذي طرد خلال التعادل مع ساوثهامبتون في الدوري، ما أدى إلى إيقافه لأربع مباريات بدلا من ثلاث كونه ثاني طرد هذا الموسم.

وانتصر في المباراة الأولى على فولهام في ربع نهائي منافسات الكأس ليبقى يونايتد ينافس على ثلاث جبهات هذا الموسم بعد تحقيقه لقب كأس الرابطة، فهو يواجه إشبيلية الإسباني في ربع نهائي يوروبا ليغ.

وسيحل توتنهام ضيفا على إيفرتون في ختام المرحلة الاثنين في أول اختبار منذ الانفصال عن المدرب أنطونيو كونتي بعد تردي النتائج وتصريحات نارية من الإيطالي بحق الفريق وإدارة النادي اللندني. أما تشيلسي صاحب المركز العاشر فيتطلع للعودة إلى سكة الانتصارات بعد اكتفائه بتعادل على أرضه مع إيفرتون قبل الاستراحة.

ويشهد صراع الهبوط معركة ملحمية، إذ تفصل أربع نقاط بين صاحب المركز الثاني عشر كريستال بالاس الذي عيّن روي هودجسون خلفا للفرنسي باتريك فييرا، وساوثهامبتون المتذيل.