مانسشتر سيتي يعمق أزمات المان يونايتد

كان مانشستر سيتي يخشى قبل سنوات الحلول ضيفا على جاره في المدينة الواحدة مانشستر يونايتد على ملعب “أولد ترافورد” لكنه رسم المدينة باللون الأزرق مرة جديدة بفوزه بسهولة بالغة على يونايتد بثلاثية في عقر داره لتأكيد هيمنته عليه في السنوات الأخيرة.
مانشستر (إنجلترا) - كشفت تقارير صحفية مصير الهولندي إريك تين هاغ مدرب مانشستر يونايتد، بعد السقوط أمام السيتي (0 – 3).
وعانى مانشستر يونايتد من هزيمة أخرى على يد غريمه التقليدي السيتي، وهي الخامسة له في أول 10 مباريات بالدوري. وهذه هي المرة الأولى منذ العام 1986 التي يتكبد فيها مانشستر يونايتد 5 هزائم في أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي. وقدم يونايتد عرضا سيئا أمام السيتي، لكن صحيفة “مانشستر إيفنينج نيوز”، أكدت أن تين هاغ لا يزال يحظى بدعم الإدارة، وأن موقفه ليس تحت التهديد.
وأشارت إلى أن “ريتشارد أرنولد (الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد)، يرى أن النادي يحرز تقدما جيدا، على الرغم من أن الفريق يتأخر بـ8 نقاط عن المراكز الـ4 الأولى بالدوري، كما أنه يعاني في دوري أبطال أوروبا”.
من المتوقع أن يترك أرنولد، الذي كان في “أولد ترافورد” لحضور ديربي مانشستر، منصبه إذا تمت الموافقة على عرض قدمه السير جيم راتكليف لشراء حصة في النادي بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني. ويتعرض تين هاغ، الذي يرتبط بعقد حتى عام 2025، لضغوط متزايدة أيضا وسط بداية يونايتد السيئة هذا الموسم.
تراجع يونايتد بقيادة غلايزر تزامن مع صعود مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا كقوة مهيمنة في كرة القدم الإنجليزية
سجل المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند ثنائية ومرر كرة الهدف الثالث إلى فيل فودين، ما جعل كتيبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا تتقدم بفارق تسع نقاط عن يونايتد الثالث برصيد 24 نقطة بعد 10 مباريات فقط من موسم الدوري الإنجليزي الممتاز. منذ أنّ توج مانشستر يونايتد للمرة الأخيرة ببطولة الدوري بإشراف مدربه العظيم السير أليكس فيرغوسون في موسمه الأخير معه (2012 – 2013) لم يتمكن “الشياطين الحمر” من إنهاء منافسات بريميرليغ متقدمين على الجار سيتي والأمر مرجح للاستمرار هذا الموسم أيضا نظرا للفارق الشاسع بين الفريقين.
وسخرت جماهير سيتي التي تواجدت في مدرجات “أولد ترافورد” الأحد بإطلاقها هتافات تعبّر عن الأمل في بقاء عائلة غلايزر، مالكة يونايتد التي لا تتمتع برصيد شعبي لدى انصار الأخير، لمدة “10 سنوات أخرى”. وكان التفاؤل في أوجه عندما قررت عائلة غلايزر بيع النادي في نوفمبر عام 2022 بعد أن استحوذت على ملكيته عام 2005، لكن هذا التفاؤل لم يكن في محله إذ من المقرر أن يتملك الملياردير البريطاني جيم راتكليف حصة أقلية بعد عام من المفاوضات.
تزامن تراجع يونايتد بقيادة غلايزر مع صعود مانشستر سيتي كقوة مهيمنة في كرة القدم الإنجليزية، وذلك بفضل دعم الشيخ الإماراتي منصور بن زايد. لكن المال ليس هو السبب الوحيد للتفاوت في أداء الناديين. فقد أنفق يونايتد مبلغا أكبر من سيتي في سوق الانتقالات في السنوات الأخيرة، لكنه أهدر الملايين في هذه العملية. على الرغم من معاناة فريقه في تسجيل الأهداف هذا الموسم، ترك مدرب يونايتد الهولندي إريك تن هاغ المهاجمين البرازيلي أنتوني ومايسون ماونت على مقاعد البدلاء يوم الأحد. على النقيض من ذلك، يتمتع سيتي بعملية بارعة خلف الكواليس تتماشى مع كرة القدم الاستعراضية التي يقدمها على أرضية المستطيل الأخضر.
وإذا كان غوراديولا قرر عدم الاستمرار طويلا على رأس الجهاز الفني لبرشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني فهو يخوض موسمه الثامن مع مانشستر سيتي، وقال بعد فوزه السابع على ملعب “أولد ترافورد” كمدرب لسيتي “أعرف ما فعلناه. لم أتوقع ذلك. لقد قلت عدة مرات إننا في نفس الاتجاه – الرئيس والمدير الرياضي والمدير الفني واللاعبون، نذهب إلى هناك. عندما نخسر أو لا تسير الأمور على ما يرام، لا نلقي اللوم على شخص ما. نحاول القيام بالأمور بشكل أفضل وإيجاد الحلول”.
وحسب شبكة “سكواكا” للإحصائيات، فإن غوارديولا حصد انتصارات على ملعب أولد ترافورد في البريميرليغ كمدرب لمانشستر سيتي (5)، أكثر من أرسنال وتوتنهام (4)، علما بأن المدرب الإسباني تولى تدريب السيتي عام 2016.
كما تفوق غوارديولا على سجل مانشستر سيتي قبل توليه المسؤولية، حيث لم يحقق الفريق السماوي الفوز في أولد ترافورد بالبريميرليغ قبل وصول بيب سوى 4 مرات. ولا يتفوق على مدرب برشلونة السابق في هذه القائمة، سوى تشيلسي (6 انتصارات) وليفربول (7). وأصبح مجموع انتصارات السيتي على يونايتد في أولد ترافورد بالدوري الإنجليزي الممتاز (9)، أكثر من أي فريق آخر.
ويبدو أن العثور على حلول للنهوض من كبوته هي أولوية بالنسبة إلى تن هاغ قبل خروج الأمور عن السيطرة كليا. نال المدرب الهولندي الإشادة في موسمه الأول مع يونايتد لأنه أنهى صياما عن الألقاب استمر 6 سنوات بعدما قاده إلى إحراز كأس الرابطة بفوزه على نيوكاسل 2 – 0 في المباراة النهائية، ونجح في قيادته إلى المركز الثالث المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
لكن بعد أن أنفق أكثر من 200 مليون يورو للتعاقد مع لاعبين جدد، تراجع مستوى يونايتد بشكل مخيف حيث يحتل المركز الثامن في الدوري حاليا. خسر الفريق خمس مرات في أول 10 مباريات في الدوري ليحقق بالتالي أسوأ بداية له منذ موسم 1986 – 1987، كما يواجه خطر عدم التأهل إلى الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال بعد خسارته أول مباراتين له قبل أن يحقق فوزا صعبا على كوبنهاغن الدنماركي 1 – 0.
وقال قائد يونايتد السابق روي كين الذي يعمل كمعلق مع شبكة “سكاي سبورت”، “يعاني لاعبو يونايتد من النقص في كل الجوانب، من الناحيتين الفنية والتكتيكية. طريق العودة سيكون طويلا لهذا الفريق”. حث أسطورة مانشستر يونايتد، روي كين، النادي على تجريد اللاعب البرتغالي برونو فرنانديز من شارة القائد. وفي هذا الصدد قال كين، خلال تصريحات صحفية “بعد مشاهدته (برونو) مرة أخرى اليوم، سأجرده من شارة القيادة بالتأكيد.. أعلم أنه قرار كبير، لقد سحبوا الشارة من هاري ماغواير.. لكن فرنانديز ليس قائدا”.
وأضاف “إنه لاعب موهوب، لا شك في ذلك، لكن أعتقد أن ما رأيته معه اليوم مرة أخرى، يتذمر، ويئن، ويرفع ذراعيه في الهواء باستمرار.. هذا غير مقبول حقا”. وتابع “أود أن أخلصه من مهمته.. فيرنانديز لاعب كرة قدم رائع، لكن في ما يتعلق بالقدرات القيادية، فهو عكس ما أريده في القائد”.