ماغات ينتقد ظاهرة المدربين الشبان في ألمانيا

برلين – انتقد فيليكس ماغات، صانع الألعاب السابق، والمدرب السابق لفريق هامبورغ الألماني لكرة القدم، تعيين النادي للمدرب هانيس فولف في منصب المدير الفني، كما انتقد بشكل عام انتشار المدربين الشبان بأندية الدوري الألماني (بوندسليغا).

وأعلن هامبورغ، المنافس في دوري الدرجة الثانية، تولي هانيس فولف منصب المدير الفني للفريق خلفا لكريستيان تيتز.

وجاءت إقالة تيتز بسبب تواضع نتائج هامبورغ في أول مواسمه في دوري الدرجة الثانية الألماني لكرة القدم. وقال رالف بيكر مدير الكرة لنادي هامبورغ “وصلنا إلى استنتاج بأننا لسوء الحظ لم نشاهد التطور المأمول ونرى خطرا متزايدا بشأن عدم تحقيق أهدافنا المرسومة للموسم”.

وخلال مشواره في الموسم الحالي فاز هامبورغ مرة واحدة فقط في آخر خمس مباريات وتعادل ثلاث مرات سلبيا، من بينها التعادل أمام سانت باولي في مباراة الديربي وكذلك الهزيمة الكاسحة على ملعبه أمام روزنبرغ بخمسة أهداف دون رد. وتولى هانيس فولف المدرب المساعد لتيتز المسؤولية خلفا للمدير الفني السابق. وتولى تيتز تدريب هامبورغ في مارس لكنه فشل في الإبقاء على الفريق بدوري الدرجة الأولى.

تكرار الإنجاز

كان فولف (37 عاما) قاد شتوتغارت في العام الماضي للعودة إلى دوري الدرجة الأولى، ويأمل هامبورغ أن يكرر معه الإنجاز نفسه عبر أول موسم للفريق في دوري الدرجة الثانية. لكن ماغات (65 عاما) قال في تصريحات صحافية، إنه شعر بشيء من الحيرة لدى تلقيه تلك الأنباء. وقال ماغات “أجد صعوبة في استيعاب سبب تعيين مدربي فرق المراحل العمرية، في أندية البوندسليغا”، موضحا أن فارقا كبيرا يفصل بين كرة القدم بقطاعات الناشئين والهواة والمحترفين. وأضاف ماغات “ترون كيف يفكر رؤساء الأندية في اتخاذ القرار إذا احتاج أحدهم إلى جراحة في القلب؟ هل سيفكرون في طبيب شاب تخرج حديثا بتفوق أم في طبيب يتمتع بخبرة وجراح أجرى العملية ألف مرة من قبل؟”.

ويشتهر المدرب الألماني فيليكس ماغات بالتركيز على اللياقة البدنية للاعبيه إلى درجة أنه تم تحريف اسمه وخرجت نكات عنه بهذا الخصوص. اللياقة البدنية للاعبين هي أهم ركيزة بالنسبة للمدرب الألماني فيليكس ماغات (64 عاما)، الذي فاز كمدرب بالدوري الألماني ثلاث مرات، مرتين مع بايرن ميونخ وواحدة مع فولفسبورغ.

هامبورغ، المنافس في دوري الدرجة الثانية، يعلن تولي هانيس فولف منصب المدير الفني للفريق خلفا لكريستيان تيتز

كما فاز بكأس ألمانيا مرتين مع البافاري، لكن بسب ضغوطه على اللاعبين في التدريبات حرّف البعض اسمه إلى “كفيليكس”، ويقصدون المعذب. أنقذ ماغات أندية من الهبوط من الدوري الألماني، ولكن من شدة تركيزه على اللياقة البدينة، قال أحدهم ساخرا “لا أعرف هل كان بمقدور ماغات أن ينقذ السفينة تيتانيك أم لا، غير أن الناجين منها ستكون لياقتهم البدنية على أعلى مستوى”. في فبراير عام 2014 خاض ماغات تجربة قصيرة في إنكلترا، حيث تولى تدريب فريق فولهام، لكنه لم يستطع إنقاذه من الهبوط إلى الدرجة الثانية، رغم أنه كان يستخدم نفس طريقته في التدريب بألمانيا. ويحكي لاعب فولهام السابق ستيف سيدول كيف عاقبهم فيليكس ماغات بعدما خسروا مباراة خارج ملعبهم. وقال سيدول إن زملاءه قدموا أداء شديد التواضع في تلك المباراة، وبعد عودتهم وبمجرد نزولهم من حافلة الفريق قال لهم ماغات “أريد أن أرى كل واحد منكم هنا في الساعة الثامنة صباح الغد، سنقوم بالتدريب”.

الأندية البارزة

يعد فولف، المدرب السابق لفريق الناشئين لبوروسيا، واحدا من عدة مدربين شبان بالأندية البارزة في ألمانيا، إلى جانب دومينيكو تيديسكو (33 عاما) مدرب شالكه وناجلزمان (31 عاما) مدرب هوفنهايم وفلوريان كوفيلت (36 عاما) مدرب فيردر بريمن. وخلال مسيرته توج ماغات مع هامبورغ بلقب البوندسليغا 3 مرات إلى جانب لقب الكأس الأوروبية للأبطال ولقب الكأس الأوروبية لأبطال الكؤوس. بعدها تولى ماغات تدريب هامبورغ، كما درب بايرن ميونخ وقاده للفوز بثنائية الدوري والكأس مرتين كما قاد فولفسبورغ إلى لقب في البوندسليغا.

وكان هامبورغ قد عجز عن الفوز بمعركة البقاء، ليكن سادس ناد في “القارة العجوز” سبق له أن توج بلقب دوري أبطال أوروبا ثم هبط إلى دوري الدرجة الثانية. وكان هامبورغ قد فاز بلقب دوري أبطال أوروبا بنظامها القديم في عام 1983، وذلك عندما تفوق في النهائي بهدف نظيف على نادي يوفنتوس الإيطالي الذي كان يضم، آنذاك، جيله الذهبي الأول، حيث كان يضم الفريق الألماني في صفوفه ترسانة من الأسماء اللامعة. وقبل هامبورغ تجرعت خمسة أندية نالت اللقب القاري الأغلى مرارة مغادرة دوري الأضواء، سواء لأسباب فنية بسبب تراجع نتائجها أو لأسباب إدارية بسبب إدانتها بتهمة التلاعب بنتائج المباريات.