مارتينيز يعوّض وقتا ضائعا مع الأرجنتين

الحارس الدولي استغل الفرصة ليكون بطل المباراة فيما بدت الأرجنتين على وشك مواجهة المزيد من المعاناة في كأس العالم.
الأحد 2022/12/11
فرصة جديدة للبروز

الدوحة - أنقذ حارس الأرجنتين إيميليانو مارتينيز منتخب بلاده من الخروج أمام هولندا في مباراة دراماتيكية، من خلال تصديه لركلتين ترجيحيتين ليلة الجمعة، واضعا فريقه في الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 ومعوّضا بروزه المتأخر على الساحة الدولية.

وحذا مارتينيز بالتالي حذو حارس مرمى المغرب ياسين بونو الذي أنقذ ركلتي ترجيح في مواجهة إسبانيا، والكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش الذي تصدى لثلاث ركلات ضد اليابان في ثمن النهائي وواحدة ضد البرازيل في ربع النهائي.

ولم يُختبر حارس مرمى أستون فيلا إلا في ما ندر على مدار 90 دقيقة. وتقدمت الأرجنتين بهدفين قبل أن يسجل الاحتياطي فاوت فيخهورست هدفين، ثانيهما في الدقيقة الحادية عشرة من الوقت بدل الضائع.

واستغل مارتينيز (24 مباراة دولية) الفرصة ليكون بطل المباراة، فيما بدت الأرجنتين على وشك مواجهة المزيد من المعاناة في كأس العالم. وارتمى ابن الثلاثين عاما إلى يمينه ليبعد محاولة فيرجيل فان دايك الافتتاحية. وبعدها نجح ميسي في منح منتخب بلاده التقدم، ثم تصدى مارتينيز لمحاولة ستيفن بيرخهوس.

وأهدر إنسو فرنانديس فرصة حسم النتيجة في صالح الأرجنتين عندما سدد خارج الخشبات الثلاث، لكن لاوتارو مارتينيز لم يفوّت الفرصة، ليضرب فريقه موعدا مع كرواتيا التي فاجأت البرازيل بالسيناريو ذاته.

وقال مارتينيز "أشعر بالتأثر. ما أفعله، أقوم به من أجل 45 مليونا (أرجنتينيا) يمرون بأزمة اقتصادية سيئة". وتابع "منح الفرح للناس هو أفضل شيء يحدث لي في الوقت الحالي". وأوضح "كان الشباب متعبين، شعرت أنهم في حاجة إلى المساعدة لكنني لم أتمكن من فعل أي شيء. لحسن الحظ، تمكنت من القيام بذلك لاحقًا من خلال ركلتي ترجيح".

في سن الخامسة والثلاثين يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الخامسة والأخيرة له
أنقذنا من ورطة الركلات.. لا أريد أن ينتهي حلمي هنا 

ولم يحافظ الفوز على حلم ميسي بالحصول أخيرا على كأس العالم فحسب، بل جاء بعد ساعات فقط من خروج البرازيل من البطولة بركلات الترجيح أمام الكرواتيين.

وفي سن الخامسة والثلاثين، يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الخامسة والأخيرة له، وتتويجه باللقب سيجعله يحتل مكانة أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق إلى جانب مواطنه الراحل دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه.

لكن كان من الممكن أن ينتهي كل شيء لولا مارتينيز الذي لعب أيضا دورا رئيسا في فوز الأرجنتين ببطولة كوبا أميركا 2021 والذي أنهى فترة صيام للأرجنتين استمرت 28 عامًا في البطولة القارية.

وأنقذ مارتينيز ثلاث محاولات في الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح على كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في الفوز 1 - 0 على مضيفه البرازيل في المباراة النهائية.

وقال مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني "كنا ندرك كما فعل ضد كولومبيا قدرته على إنقاذ بعض ركلات الترجيح". كان الطريق طويلا ومتعرجا للوصول إلى القمة بالنسبة إلى لاعب قضى 10 سنوات مع أرسنال الإنجليزي، قبل أن يجد أخيرا مكانا له في صفوف أستون فيلا.

وتلقى خمسة أهداف في ظهوره الثاني مع أرسنال في كأس الرابطة في أكتوبر 2012، في مباراة عاد فيها فريقه بالنتيجة بعد أن تخلف 0 – 4 أمام ريدينغ قبل أن يخرج فائزا 7 – 5.

وقضى مارتينيز وقته في أرسنال في الغالب على سبيل الإعارة في الدرجات الدنيا الإنجليزية وبدا متجها نحو مسيرة هامشية، قبل أن يتعاقد معه أستون فيلا مقابل 20 مليون جنيه إسترليني (24.5 مليون دولار) في سبتمبر 2020.

وأصبح حارس أستون فيلا أساسيا وبحلول نهاية ذلك الموسم ظهر كخيار أول للأرجنتين، حيث شارك لأول مرة بعد 10 سنوات من استدعائه لأول مرة.

وعلى مدار الموسم الماضي، رسخ نفسه كالحارس الأول للأرجنتين بلا منازع. يبقى أن يساهم في إحراز منتخب بلاده إلى اللقب الثالث في تاريخها بعد عامي 1978 و1986 ليرسخ اسمه بأحرف ذهبية في صفوف منتخب بلاده.

19