مادة مهلوسة في الفطر تعالج الاكتئاب

واشنطن – يقترح علماء أميركيون طريقة علاجية جديدة يمكن أن تخفف معاناة مرضى الاكتئاب وتعتمد هذه الطريقة على مادة مهلوسة توجد في “الفطر السحري”.
وتوصل العلماء إلى أن الذين يعانون من الاكتئاب يمكنهم التخفيف من أعراضه الخطيرة على الصحة النفسية والجسدية يوما ما باستخدام "الفطر السحري".
ويقول العلماء إن هذا النهج العلاجي غير التقليدي، يمكن أن يوفر دواء سريع المفعول ويحدث ثورة في مقاومة هذا المرض في المستقبل.وكشف العلماء في كلية الطب بجامعة فيرجينيا كومنويلث عن هذه النتائج بعد استكشاف آثار المخدر على الاكتئاب.
وعلى وجه الخصوص، وجدوا أن جرعة واحدة من “السيلوسيبين”، وهو مركب كميائي مهلوس يوجد في أكثر من 200 نوع من الفطر، لها تأثير مضاد للاكتئاب سريع المفعول، عادة ما يظهر خلال بضع ساعات، في حين أن مضادات الاكتئاب التقليدية تستغرق وقتا أطول بكثير لتعطي مفعولا لا يدوم طويلا.
وقال خافيير غونزاليس مايسو، وهو طبيب في قسم علم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية “يحتاج المرضى المصابون بالاكتئاب إلى تلقي مضادات الاكتئاب لمدة أسابيع أو حتى لأشهر”، وأضاف “ليس ذلك فحسب، فخلال تلك الفترة الزمنية يرتفع خطر الانتحار”.
وأشار الدكتور غونزاليس مايسو إلى أن دراستهم وجدت أن 80 بالمئة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان عضلي والاكتئاب، والذين تلقوا جرعة واحدة من مادة السيلوسيبين واصلوا إظهار تحسن في المزاج بعد ستة أشهر.
وأوضح الدكتور ماريو دي لا فوينتي ريفينجا، من كلية الطب بجامعة فيرجينيا كومنولث، أن المادة تعد علاجا واعدا للاكتئاب، إلا أن استخدامها الدوائي سيحتاج إلى “أدلة علمية قوية”.
ويحاول أفراد الفريق الآن اكتشاف التغييرات الأساسية التي يؤدي إليها “الفطر السحري” في الدماغ، قائلين “إذا فهمنا على المستوى الجزيئي كيف تحفز المادة النشاط المضاد للاكتئاب، يمكننا تصميم أدوية علاجية أفضل بكثير مما لدينا في الصيدليات”.
وتعرف منظمة الصحة العالمية الاكتئاب بأنه مرض يميّزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي يتمتع فيها الشخص عادة، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل. وإضافة إلى ذلك، يبدي المصابون بالاكتئاب العديد من الأعراض التالية في العادة: فقدان الطاقة، وتغيّر الشهية، والنوم لفترات أطول أو أقصر، والقلق، وانخفاض معدل التركيز، والتردّد، والاضطراب، والشعور بعدم احترام الذات أو بالذنب أو باليأس، والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
ويسبّب الاكتئاب ألما نفسيا للفرد ويؤثر في قدرته على القيام حتى بأبسط المهام اليومية، ويخلّف أحيانا عواقب مدمرة على علاقته مع أسرته وأصدقائه. ويمكن أن يؤدي الاكتئاب في أسوأ الأحوال إلى الانتحار.
ويمكن الوقاية من الاكتئاب وعلاجه بفعالية، وعادة ما ينطوي علاجه على التحدّث عنه أو أخذ الأدوية المضادة له، أو على توليفة من هذين العلاجين.