ماجلان يلهم مستكشفي العالم بعد خمسة قرون

الرحالة البرتغالي فرديناندو ماجلان لا يزال مصدر إلهام رغم مرور خمسة قرون، لأنه كان الرائد في حقبة كان الكثير من مستكشفيها الذين ينطلقون إلى المجهول لا يعودون.
الثلاثاء 2019/08/06
ألبرت أينشتاين المستكشفين

لشبونة- لا يزال الرحالة البرتغالي فرديناندو ماجلان مصدر إلهام للمستكشفين في العالم أجمع خصوصا بفضل جرأته وتصميمه، إذ يرى فيه الكثير رمزا للنهم على الاستكشاف بعد 500 سنة على انطلاق رحلته حول العالم.

وقال الفرنسي فابيان كوستو، وهو سينمائي ومستكشف بحري كجدّه جان إيف كوستو، إن “ماجلان لا يزال مصدر إلهام رغم مرور خمسة قرون، لأنه كان الرائد في حقبة كان الكثير من مستكشفيها الذين ينطلقون إلى المجهول لا يعودون”.

ولم ينه الرحالة البرتغالي جولته حول العالم التي أطلقها في العاشر من أغسطس 1519 على أسطوله المؤلف من خمس سفن على متنها 237 رجلا انطلقوا من ميناء إشبيلية في جنوب إسبانيا.

وهو قضى في معركة ضد سكان جزيرة تقع حاليا في الفلبين، فيما أنهى الإسباني خوان سيباستيان إلكانو الجولة التي استمرت ثلاث سنوات مع حوالي عشرين شخصا بقوا على قيد الحياة على متن سفينة فيكتوريا، وهي الوحيدة التي نجحت في العودة إلى نقطة الانطلاق.

وأوضح كوستو على هامش مؤتمر نظمته جمعية “ذي إكسبلورر كلوب” الأميركية مطلع الشهر الفائت في لشبونة أن “ماجلان دفع الثمن الأغلى، لكنّ فريقه نجح مع ذلك في الجولة العالمية وسطّر إنجازا تاريخيا غيّر العالم”.

وأكد المؤرخ الأميركي لورنس برغرين وهو مؤلف كتاب سيرة عن ماجلان، أول مستكشف اجتاز المحيط الهادئ الذي تولّى تسميته، أن هذه الجولة “لا تزال حتى اليوم من أهم الإنجازات في تاريخ الملاحة البحرية”.

غراف

وقال الأميركي آلان ستيران، المهندس في وكالة ناسا والمدير العلمي لمهمة “نيو هورايزنز”، إن هذه الرحلة “تشكل لحظة تاريخية غيّرت مسار البشرية التي عانقت للمرة الأولى العالم برمّته”.

وأضاف “أظن أيضا أن رحلة ماجلان تمثّل الحدث الكوني الأول، بالطريقة عينها التي سجل يوري غاغارين أول حدث خارج كوكب الأرض”، في إشارة إلى رائد الفضاء الروسي الذي كان أول إنسان ينطلق في رحلة إلى الفضاء سنة 1961. وقد طبع ماجلان أيضا الجغرافيا من خلال اكتشاف المضيق بين المحيطين الأطلسي والهندي، والذي يحمل اسمه في أقصى جنوب القارة الأميركية.

كما كان للرحالة البرتغالي أثر على استكشاف الفضاء مع اكتشاف مجرتين يمكن رؤيتهما بالعين المجردة في نصف الكرة الجنوبي أطلق عليهما اسم “سحب ماجلان”، بالإضافة إلى تلسكوب عملاق سيرى النور في تشيلي سيحمل اسمه. واقترح برغرين الذي دعته وكالة ناسا إلى تسمية بعض الأجزاء من سطح كوكب المريخ، أسماء منسوبة إلى ماجلان على خلجان ومناطق في باتاغونيا.

وأشار برغرين إلى أن أفراد وكالة ناسا ينظرون إلى الرحالة البرتغالي على أنه “ألبرت أينشتاين المستكشفين”. وأفاد رائد الفضاء السابق في ناسا دافيد وليامز الذي شارك في مهمتين فضائيتين “الكثير منّا في البرنامج الفضائي يعرفون ماجلان ومستكشفين آخرين من بينهم أولئك الذين غزوا القطبين”. وأوضح الكندي البالغ 65 عاما “يعلموننا أنه من أجل تحضير المهمات طويلة الأمد، فإن دروس المستقبل تُكتب في الماضي”.

وقد ألهم الرحالة البرتغالي أيضا إنجازات معاصرة، من بينها إنجاز الثري الأميركي فيكتور فيسكوفو المتمثل بتسلق أعلى سبع قمم في العالم من أكونكاغوا إلى إيفرست، والتزلج لأكثر من مئة كيلومتر حتى القطبين الشمالي والجنوبي. وقال رجل الأعمال البالغ 53 عاما إنه اكتشف ماجلان حين كان لا يزال على مقاعد الدراسة، موضحا “هو شخص ذكي للغاية ويتمتع بعزيمة كبيرة، وهو بالطبع قائد عظيم”.

24