مأزق جديد يحاصر نهائي دوري أبطال أفريقيا

القاهرة - ينتظر فريق الأهلي المصري تسمية طاقم حكام المباراة النهائية في دوري أبطال أفريقيا بينه وبين فريق الوداد المغربي في الثلاثين من مايو الجاري، ليقرر ما إذا كان يتمادى في تصعيده ضد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أو تهدأ الأمور.

ويخشى الأهلي من اختيار طاقم تحكيم مشكوك في نزاهته، بعد أن أسند الكاف إدارة مباراة قبل النهائي بين الوداد وبيترو أتليكتو الأنغولي إلى الحكم الجنوب أفريقي فيكتور غوميز، وهو أهم حكم في القارة حاليا، ويعني ذلك أنه لن يدير المباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أفريقيا، بما يفتح المجال أمام تكهنات بأسماء أخرى لدى الأهلي اعتراضات كبيرة عليها.

أخذت العلاقة بين الجانبين بعدا حادا منذ أن أعلن الكاف إقامة المباراة النهائية على مركب (ملعب) محمد الخامس في الرباط، وهو ما اعتبره الفريق المصري مؤشرا على عدم الحياد من الجهة المنظمة للبطولة، حيث اختارت إقامة المباراة النهائية على ملعب أحد طرفيها، وهو ما يخل بالحياد المطلوب أن تلتزم به، ولا يلتزم بتوفير الضوابط اللازمة للعب النزيه.

عقد مجلس إدارة النادي الأهلي اجتماعا قبل أيام حدد فيه موقفه بوضوح، ولم يحمل فريق الوداد المغربي ذنبا في الأزمة الحالية، وحصر معركته مع الكاف فقط، واتهمه بالتعنت وفقدان الموضوعية المطلوبة في هذه البطولات، وقرر الشكوى واللجوء إلى المحكمة الرياضية في الوقت نفسه، وهو ما تزامن مع رواج هاشتاغ "فساد الكاف" الذي حظي بمتابعة كبيرة من الجمهور المصري، كنوع من المناشدة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الدخول على خط الأزمة بعد أن زادت مشاكل الكاف.

المعركة بين الأهلي والكاف، غير أن البعض في المغرب أساء تفسير تعامل الفريق المصري معها، وبدأت تأخذ أبعادا أخرى

قرر الأهلي خوض المباراة في المغرب وتجاهل نداءات طالبته بالانسحاب منها كنوع من الاعتراض على الكاف، إذ ناشد اللاعب المصري الدولي، والمحلل في شبكة بي إن سبورت القطرية محمد أبوتريكة إدارة الأهلي بالانسحاب من المباراة النهائية وتوجيه لطمة إلى الكاف على ما ارتكبه من تصرفات خاطئة.

تجاهل الأهلي هذه المناشدة وغيرها جاءت من جمهوره ومحبيه، خوفا من الإساءة للعلاقات الودية التي تربطه بالأندية المغربية عموما، وخشية التعرض لعقوبات وخسائر مادية في البطولة التي حصدها الأهلي عشر مرات، وكان بطلا لها في آخر نسختين، والتي منحته شعبية كبيرة على مستوى القارة وأهلته للعب في بطولة كأس العالم للأندية والفوز بالميدالية البرونزية في النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر.

ومع أن المعركة أصلا بين الأهلي والكاف، غير أن البعض في المغرب أساء تفسير تعامل الفريق المصري معها، وبدأت تأخذ أبعادا أخرى، فالاعتراض ليس على اللعب في المغرب، حيث سبق أن فاز الأهلي على فرق مغربية وسط جمهورها العريض، بل على طريقة إدارة الكاف الذي أعلن في التاسع من مايو إقامة المباراة النهائية على مركب محمد الخامس بعد أن ظهرت ملامح تقول إن طرفيها الأهلي والوداد.

كان من المفروض أن يعلن الكاف عن المكان في وقت مبكر عندما جرى تصويت في أبريل الماضي والاختيار بين المغرب والسنغال فقط، واستبعدت الثانية، ولو جرى ذلك لما استطاع الأهلي الاعتراض، فلم تكن المؤشرات ظهرت لتحديد طرفي المباراة النهائية في ذلك الوقت.

كما أن المندوب المصري في الكاف أدلى بصوته لدعم المغرب، كدليل على المساندة لها، لكن المشكلة جاءت من تأخير الإعلان عن الدولة المستضيفة بما حمل اختيارها مآرب لا تشير إلى حياد الكاف الذي اتسع نطاق معاركه مع أندية أفريقية عديدة.

الأهلي المصري قرر خوض المباراة في المغرب وتجاهل نداءات طالبته بالانسحاب منها كنوع من الاعتراض على الكاف
 

يأخذ الأهلي على الكاف ما تحتويه قراراته من تناقضات، فقد استبعد نيجيريا من الترشيح لاستضافة نهائي دوري أبطال أفريقيا بحجة عدم جاهزية ملعب المباراة المقترح، بينما أسند إليها (نيجيريا) استضافة المباراة النهائية في كأس أفريقيا، بين نهضة بركان المغربي وأورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي.

لم يستطع كاف تبرير تأخير إعلانه اختيار مركب محمد الخامس أو تفسير اختيار نيجيريا بعد استبعادها من استضافة نهائي دوري الأبطال، وضاعف صمته من هواجس الأهلي وشكه في وجود خطة تحاك ضده لصالح الوداد الذي خسر من قبل هذه البطولة أمام الترجي التونسي بأخطاء فادحة من حكم المباراة المعين من الكاف.

نسج البعض من المصريين في خيالهم وجود مؤامرة من الكاف لمنح البطولة الراهنة للوداد كنوع من الترضية عن خطأ سابق، وراجت أحاديث على مواقع التواصل الاجتماعي تعزز هذه الفرضية، مدعومة بمعلومات وشائعات حول قدرة فوزي لقجع رئيس الجامعة المغربية وعضو اللجنة التنفيذية في الكاف على السيطرة على مفاتيح الإدارة داخله وتسخيرها لصالح بلاده، مع أن مقر الاتحاد يقع في القاهرة.

خرجت معركة الأهلي مع الكاف عن الروح الرياضية مع زيادة الحماس في هذا الملف ودخول أطراف أساءت التعامل معه، حيث نشرت مجلة الأهرام الرياضي الصادرة عن مؤسسة الأهرام في عدد الأربعاء الماضي على غلافها الخارجي رسما يضع صورة لقجع وكأنه يتحكم في أعضاء الكاف مثل عرائس الماريونت.

هاجمت صحف مغربية الأهلي المصري بذريعة أنه يخشى اللعب وسط الجمهور المغربي، واستنكرت مطالبته الكاف بمنحه نصف أعداد تذاكر المباراة النهائية في مركب محمد الخامس، وأدانت مناشدته السلطات في المغرب تسهيل دخول جماهيره ومنحهم تأشيرات سريعة لحضور المباراة، وكادت المعركة مع الكاف تتسبب في أزمة مباشرة بين الأهلي والوداد، مع أن الأخير ليس المقصود منها.

زادت الأزمة مع دخول الصحافة الجزائرية على الخط وانحيازها إلى مطالب الأهلي واتهام الكاف بمجاملة الوداد المغربي، وحدث ما يشبه تصفية حسابات رياضية بين الصحافة في البلدين، وبعض الأسماء الجزائرية الرياضية الشهيرة، مثل حفيظ دراجي معلق "بي إن سبورت"، هاجمت الكاف لظلمه الأهلي ومجاملة الوداد.