ليفربول يُتوج بلقب مونديال الأندية لأول مرة في تاريخه

ليفربول يعانق كأس العالم للأندية 2019 بهدف حاسم لفيرمينو أمام فلامنجو البرازيلي.
الأحد 2019/12/22
لاعبو ليفربول يشيدون بأداء الفريق وأحقيته بالبطولة

الدوحة ـ نجح ليفربول الإنجليزي، بفك "عقدته" التي دامت لأربعة عقود، وتوج بلقب كأس العالم للأندية مساء السبت، بعد انتصاره الصعب على فلامنغو البرازيلي.

وأشاد لاعبو الفريق بأداء فريقهم خلال بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في الدوحة وأكدوا على أحقية الفريق بالفوز في البطولة بعد فوزهم على فريق فلامنجو البرازيلي مساء السبت.

وشدد الإنجليزي جوردان هندرسون قائد فريق ليفربول على أن عقلية البطل والروح القتالية في مباراة فلامنجو البرازيلي هي التي قادت فريقه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخ النادي.

وقال هندرسون في تصريحات بعد المباراة "لقد كانت المباراة مثيرة للغاية وحسمناها في الأشواط الإضافية بعد أن لعبنا بشكل رائع وبعقلية الأبطال".

ومن جانبه أشاد المدافع فيرجيل فان دايك بالمجهود الكبير الذي بذل من قبل اللاعبين خلال مباراة فلامنجو البرازيلي من أجل تحقيق الفوز والتتويج باللقب.

واعترف فان دايك بأن المواجهة مع فلامنجو لم تكن سهلة على الإطلاق، وانتظر الفريق حتى الوقت الإضافي، لكن في النهاية حسم اللقب وحصد الكأس لأول مرة في تاريخ النادي.

وبدوره قال البرازيلي أليسون بيكر حارس مرمى الفريق أن فريقه استحق الفوز والحصول على لقب كأس العالم للأندية، مضيفا أن المواجهة كانت مذهلة واستثنائية وواجهنا خصما قويا وعنيدا ، ولكن نجحنا في حسم اللقب بجدارة بعدما لعبنا بروح قتالية من أجل التتويج.

ودخل حامل لقب دوري أبطال أوروبا مونديال الأندية الذي استضافت الدوحة نسخته السادسة عشرة، كالفريق "الأفضل" في العالم، بلسان مدربين واجهاه: أنطونيو محمد مدرب مونتيري المكسيكي في نصف النهائي، والبرتغالي جورج جيزوس في النهائي.

في المرتين، كان فيرمينو الحاسم: هدف الفوز 2-1 في المباراة الأولى في الدقيقة 90+1 بعيد دخوله بديلا، والدقيقة 99 في النهائي على ستاد خليفة الدولي، بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي أمام 45416 متفرجا.

لكن الأهم هو أن فريق المدرب الألماني يورغن كلوب ثبت زعامته على الكرة العالمية، في موسم يريد خلاله العودة الى معانقة لقب بطولة إنجلترا بعد انتظار ثلاثة عقود، وبعدما اكتفى في الموسم الماضي بمركز الوصافة بفارق نقطة يتيمة عن مانشستر سيتي.

وهذا الموسم، يبدو ليفربول اقرب من أي وقت مضى، اذ يتصدر بفارق 10 نقاط (ومباراة أقل) عن مطارده ليستر سيتي الذي تلقى للمفارقة، خسارة في اليوم ذاته أمام مانشستر سيتي 1-3.

وقال جيزوس عن ليفربول "لعبنا ضد خضم يملك امكانيات كبيرة ويمر في أفضل اللحظات في تاريخه".

واختير المهاجم البرازيلي أفضل لاعب في النهائي، بينما نال زميله المصري محمد صلاح جائزة أفضل لاعب في البطولة.

وقال البرازيلي "كنا نريد ان نفوز باللقب واستطعنا ذلك"، ضد فريق كان يقدم "موسما مميزا" بعدما فاز منذ تولي جيزوس تدريبه في يونيو الماضي، بلقب سادس في الدوري البرازيلي وثانٍ في كوبا ليبرتادوريس.

من جهته، حاذر كلوب في الإفراط بالبناء على اللقب العالمي كمقدمة للتتويج باللقب الإنجليزي، وقال ردا على سؤال عن احتمال تتابع الاثنين كما حصل مع دوري الأبطال ومونديال الأندية "لا فكرة لدي".

وهي المرة الأولى التي يتوج فيها النادي الأحمر بطلا للعالم في تاريخه الممتد لـ127 عاما، وبات ثاني فريق إنجليزي يحرز لقب هذه البطولة بصيغتها الحالية، بعد مانشستر يونايتد عام 2008.

وإضافة الى خسارته نهائي مونديال الأندية عام 2005 بنتيجة صفر-1 أمام ساو باولو، فشل ليفربول مرتين في رفع كأس انتركونتيننتال، وذلك بخسارته أمام فلامنغو عام 1981، وإنديبينديينتي الأرجنتيني في 1984.

بداية سريعة

ليفربول "يفك العقدة" ويحرز مونديال الأندية
ليفربول "يفك العقدة" ويحرز مونديال الأندية

كان ليفربول قد فاز على مونتيري 2-1، بينما تغلب فلامنغو على الهلال السعودي 3-1 في مباراتي نصف النهائي الثلاثاء والأربعاء.

ودفع كلوب بتشكيلته الأساسية المعتادة تقريبا (باستثناء الغائبين للإصابة)، معيدا إليها قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك بعد غيابه عن نصف النهائي بسبب وعكة صحية، وبدلاء المباراة الأولى الظهير الأيمن ترنت ألكسندر-أرنولد والمهاجمين السنغالي ساديو مانيه وفيرمينو.

واعتمد جيزوس على تشكيلة نصف النهائي، معولا على غابريال باربوسا وبرونو هنريكي، والقائد إيفرتون ريبيرو وحارس المرمى دييغو ألفيش والظهير الأيمن رافينيا.

وضغط ليفربول من البداية وسدد ثلاث مرات في الدقائق الست الأولى، فوق العارضة عبر فيرمينو (1) والغيني نابي كيتا (5)، وقرب القائم من ألكسندر-أرنولد من خارج المنطقة. لكن فلامنغو استوعب الضغط وبدأ التقدم مدفوعا بتشجيع آلاف من جماهيره التي ملأ صخبها المدرجات.

وكان الأخطر في تحركات فلامنغو برونو هنريكي الذي اخترق في الدقيقة 26 وسدد في اتجاه مرمى مواطنه أليسون بيكر، لكن الكرة أبعدت الى الركنية بتدخل من جو غوميز.

وسارع "الحمر" الى الضغط في بداية الشوط الثاني، وكانوا أخطر بعدما قدم فيرمينو فاصلا مهاريا رائعا من خلال مراوغة المدافع رودريغو كايو ورفع الكرة من فوقه، قبل أن يسدد كرة ارتدت من القائم الأيمن (47).

وتلت هذه المحاولة فرصة خطرة لصلاح عندما انبرى "على الطاير" لكرة عرضية منخفضة وحولها قريبة من القائم الأيسر (50).

وبدا ليفربول أسرع وقادرا على الوصول الى قلب منطقة الجزاء بشكل أفضل، من دون ان ينجح في اللمسة الأخيرة لتحول الكرة الى الشباك، رغم صيحات الآلاف من مشجعيه على وقع هتافات "صلاح صلاح صلاح" التي كانت تقابل بصافرات من مشجعي فلامنغو.

فيرمينو المنقذ

ليفربول زعيما للعالم في عام السعي للقب إنكلترا
ليفربول زعيما للعالم في عام السعي للقب إنكلترا

ورد فلامنغو على الإيقاع الإنكليزي بمثله، وهدد المرمى مرتين عبر باربوسا، الأولى بتسديدة بعيدة (53) علت العارضة، والثانية أرضية قوية من داخل المنطقة ارتمى نحوها أليسون وأبعدها الى ركنية.

وأجرى كلوب أول تبديل في الدقيقة 75 بإخراج أليكس أوكسلايد-تشامبرلين بعد إصابته إثر احتكاك قوي، قبل ثوانٍ من هز صلاح الشباك بهدف ألغاه الحكم القطري عبد الرحمن الجاسم بداعي التسلل. وبدا لاعب ليفربول على عكازين بعد المباراة، بينما ألمح كلوب الى أن إصابته لا تبدو خطرة.

وتدخل ألفيش في الدقيقة 85 ليبعد تسديدة لقائد ليفربول جوردان هندرسون.

وحفلت اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي بالتشويق، اذ احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح ليفربول في الدقيقة 90+1 بعد سقوط مانيه في خضم محاولة من رافينيا لوقف تقدمه. لكن الجاسم عاد الى تقنية المساعدة بالفيديو ("في ايه آر") وألغى الركلة، بعدما أظهرت عدم وجود احتكاك، ملغيا معها أيضا بطاقة صفراء كان قد رفعها في وجه الظهير الأيمن.

ودخل ليفربول الوقت الإضافي بنية واضحة للتسجيل، وهو ما تحقق بعدما مرر هندرسون كرة طويلة في العمق الى مانيه الذي عكسها نحو منطقة الجزاء لفيرمينو، فتعامل معها بكل مهارة: هيأها، راوغ، غالط الحارس والمدافع رودريغو كايو، قبل ان يسدد بقوة في الشباك (99).

وتلت الهدف محاولتان لليفربول، عبر تسديدة التفافية رائعة من صلاح من خارج المنطقة بالقدم اليسرى أبعدها ألفيش بصعوبة (101)، تلتها تسديدة لفان دايك من داخل المنطقة تصدى لها الحارس.