ليفربول يختتم لعبة الأرقام بنجاح في الدوري الإنجليزي

اختتم ليفربول موسمه التاريخي، الذي أحرز من خلاله لقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ عام 1990، بالفوز على نيوكاسل. وحسم فريق المدرب يورغن كلوب، اللقب قبل 7 جولات من النهاية ليتفوق على مانشستر يونايتد (2000-2001) ومانشستر سيتي (2017-2018) اللذين حسما اللقب قبل 5 جولات من النهاية.
لندن - اختتمت منافسات موسم 2019-2020 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وذلك بعد 11 شهرا من انطلاق منافساته وبعد العديد من الأحداث المثيرة وحالات الجدل.
ورغم التوقف الاضطراري للمنافسات طوال 100 يوم بدأت في مارس الماضي بسبب جائحة فايروس كورونا، واصل ليفربول تحطيم الأرقام القياسية في الموسم الذي شهد تتويجه بلقب الدوري للمرة الأولى خلال 30 عاما، وقد حسم اللقب لصالحه في 25 يونيو الماضي إثر فوز تشيلسي على البطل السابق مانشستر سيتي 2-1.
كلوب يتوقع منافسة شرسة الموسم المقبل
ليفربول - توقع يورغن كلوب مدرب ليفربول بطل إنجلترا أن يواجه فريقه صراعا أقوى وأصعب على لقب الدوري الممتاز الموسم المقبل بعد أن فرض سيطرة شبه تامة على الموسم الحالي.
وبعد أن حقق الفريق الأحمر لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2018-2019 وكأس العالم للأندية في ديسمبر الماضي، توقع الكثيرون أن يتمكن النادي بقيادة الألماني من بناء جيل ذهبي وتحقيق لقب ثان متتال في الدوري للمرة الأولى منذ عام 1984. إلا أن كلوب يتوقع منافسة شرسة على اللقب الموسم المقبل، ليس فقط مع سيتي بطل الموسمين الماضيين، بل أيضا مع كل من الغريم الأزلي مانشستر يونايتد الذي أنهى الموسم ثالثا وتشيلسي الرابع.
وقال كلوب “مهما يقول الناس، لن يكون مهما للموسم المقبل لأنه علينا أن نكون جاهزين”. وتابع مدرب بوروسيا دورتموند السابق “لقد رأينا عودة يونايتد. ظن الناس أن ليس لديهم فرصة (لتحقيق أحد مراكز دوري الأبطال) ولكن رأينا أنه مع قدوم لاعب أو اثنين، كم هم جيدون وما هي إمكاناتهم، وبالطبع لن يكونوا أسوأ الموسم المقبل، وهناك تشيلسي أيضا الآن”. وأردف صاحب الـ53 عاما “لن ينحصر الأمر بيننا وبين سيتي. في العامين الماضيين سيطرنا مع سيتي على قمة جدول الترتيب، وسيطر سيتي عليها لأربع أو خمس سنوات قبل ذلك”.
ورغم أن النادي أنهى الموسم مبتعدا 18 نقطة عن البطل إلا أنه يبقى المرشح الأبرز للمنافسة على لقب الدوري الموسم المقبل. ورغم حاجة “سيتزنز” لتحسين دفاعه حيث بدا الضعف في الخط الخلفي بعد رحيل فنسان كومباني وإصابة المدافع أيميريك لابورت في بداية الموسم، إضافة إلى رحيل دافيد سيلفا مع نهاية الموسم الحالي بعد عشرة أعوام في النادي، إلا أن كلوب لا يتوقع أي تراجع في أداء سيتي الذي اكتسح ليفربول برباعية نظيفة في أول مباراة له بعد حسم اللقب.
وشهد الموسم تطبيق نظام حكم الفيديو المساعد (فار) للمرة الأولى في المسابقة، وأثيرت حالة من الجدل حول العديد من القرارات الخاصة باحتساب أهداف وضربات جزاء. وشهدت خمسة أندية تغيير المدير الفني خلال الموسم، وقام نادي واتفورد، الذي حسمت المرحلة الأخيرة هبوطه إلى دوري البطولة الإنجليزية، بتغيير مديره الفني ثلاث مرات.
وقاد المدير الفني يورغن كلوب فريق ليفربول لحسم لقب الدوري قبل سبع مراحل من نهايته، وهو أسرع حسم للقب في تاريخ المسابقة، حيث حافظ الفريق على الصدارة منذ المرحلة الثانية، وحقق خلال الموسم عددا من الأرقام القياسية.
وحصد ليفربول 79 نقطة خلال 27 مباراة ليحقق بذلك أفضل بداية لفريق في موسم على مستوى مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، قبل أن يحقق أفضل رقم في تاريخه بتسجيل 32 انتصارا خلال الموسم وحصد 99 نقطة.
وقال كلوب، الذي تولى تدريب ليفربول في عام 2015 “قبل عامين، قلت إننا نرغب في كتابة قصصنا الخاصة وتاريخنا الخاص”. وأضاف “هو إنجاز من نوع خاص. فالأرقام مذهلة، هي قصة رائعة حقا كتبها الأولاد على مدار أعوام، لكنها لم تنته بعد. ونحن من سيقرر متى ستنتهي”.
ونجح مانشستر يونايتد في إحراز المركز الثالث ليتأهل برفقة ليفربول ومانشستر سيتي وكذلك تشيلسي صاحب المركز الرابع إلى دوري أبطال أوروبا. واستفاد مانشستر يونايتد، الذي يدربه المدير الفني أولي غونار سولسكاير، بشكل كبير من صفقة التعاقد مع برونو فيرنانديز مقابل 47 مليون جنيه إسترليني (68 مليون دولار) في يناير الماضي، وقد سجل اللاعب تسعة أهداف وصنع سبعة أهداف أخرى.
وتأهل ليستر سيتي إلى الدوري الأوروبي بعدما أحرز المركز الخامس بينما فاز المهاجم جيمي فاردي بجائزة الحذاء الذهبي بعدما توج هدافا للدوري برصيد 23 هدفا.
وكان ليستر سيتي قريبا من انتزاع التأهل لدوري الأبطال لكن نتائجه تراجعت بعد استئناف المنافسات، بإقامة المباريات دون جماهير. وألغيت عدة أهداف في المسابقة طبقا لقرارات اتخذت عبر نظام حكم الفيديو المساعد (فار)، بسبب حالات تسلل بفوارق ضئيلة كشف عنها فار. وبلغ متوسط الفترة الزمنية لاتخاذ قرارات احتساب ضربات الجزاء عبر فار، 45 ثانية.
وعندما اعترفت رابطة الدوري الإنجليزي باتخاذ قرارات خاطئة في ثلاث مباريات في التاسع من يوليو الجاري، قال جوزيه مورينيو المدير الفني لتوتنهام إنه يعتقد أن نظام فار بحاجة إلى إصلاحات.
وقال مورينيو “نحن نسير في اتجاه يبدو سيئا حقا بالنسبة للعبة الجميلة”. وأضاف “أعتقد أن الحكم يجب أن يكون دائما هو صاحب القرار على أرض الملعب، بينما يتولى الأشخاص في الغرفة (غرفة نظام فار) مهمة الدعم والمساعدة”.
وكان مورينيو قد تولى تدريب توتنهام خلفا لماوريسيو بوتشيتينو في نوفمبر الماضي، وساعد الفريق في الصعود من المركز الرابع عشر إلى المركز السادس ليتأهل إلى الدوري الأوروبي.
أما ميكيل أرتيتا، الذي تولى تدريب أرسنال خلفا لأوناي إيمري المدير الفني الحالي لفياريال الإسباني، فلم يحقق نجاحا مماثلا. فقد أنهى أرسنال الموسم بأسوأ حصيلة نقاط للفريق خلال 25 عاما، لكن أرتيتا لا يزال بإمكانه قيادة الفريق للتتويج خلال هذا الموسم، حيث يلتقي أرسنال مع تشيلسي بعد أيام في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وقال أرتيتا “لم نكن بالجودة الكافية للتواجد ضمن فرق القمة (بجدول الدوري). هذا ليس كذبا، وإنما يظهر الحاجة للكثير من التطور”.
أقال واتفورد خلال الموسم ثلاثة مدربين، كان أولهم خافي غارسيا ثم كيكي سانشيز فلوريس الذي أقيل في ديسمبر ليتولى نايجل بيرسون المنصب مكانه.
وحقق بيرسون بداية جيدة بتحقيق أربعة انتصارات متتالية لكنه رحل عن تدريب الفريق قبل مرحلتين من نهاية الدوري. وحسم هبوط واتفورد، الذي تولى تدريبه بشكل مؤقت هايدن مولينز، بعد أن خسر في المرحلتين الأخيرتين أمام مانشستر سيتي 0 – 4 وأمام أرسنال 2 – 3.
كذلك يعيش بورنموث وجماهيره حالة من خيبة الأمل إثر هبوط الفريق بعد خمسة أعوام قضاها في الدوري الممتاز، وقد هبط برفقته أيضا نورويتش سيتي صاحب المركز العشرين الأخير.