لويس أنريكي ضحية جديدة لموجة إقالات مدربي عمالقة أوروبا

الدوحة - أقال الاتحاد الإسباني لكرة القدم مدرب منتخبه الأول لويس أنريكي، بعد إقصاء “لا روخا” من ثمن نهائي مونديال قطر 2022 أمام المغرب بركلات الترجيح.

وقال الاتحاد الإسباني في بيان الخميس “أبلغ الرئيس لويس روبياليس والمدير الرياضي خوسيه فرانسيسكو مولينا المدرب بالقرار”. وتولى أنريكي (52 عاما) تدريب منتخب إسبانيا في 2018 وقاده إلى نصف نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي ونهائي دوري الأمم الأوروبية وخسر أمام فرنسا، ما أثار انتقادات حيال أسلوب لعبه المبني على الاستحواذ العقيم.

وبعد فوز ساحق على كوستاريكا 7 – 0 في الافتتاح هو الأكبر في تاريخ مشاركاتها في بطولة كأس العالم لكرة القدم، تعادلت بطلة 2010 مع ألمانيا 1 – 1 قبل أن تخسر أمام اليابان 1 – 2. وفي ثمن النهائي استحوذت إسبانيا على الكرة أمام المغرب، بيد أنها خسرت أمامها بركلات الترجيح 0 – 3 بعد تعادلهما دون أهداف. وإذ أعرب الاتحاد في بيانه عن “الشكر للويس أنريكي وطاقمه التدريبي” أشار إلى أنه قدّم تقريراً “تقرّر فيه بدء مشروع جديد لفريق كرة القدم الإسباني، بهدف مواصلة النمو الذي تحقق في السنوات الأخيرة بفضل العمل الذي قام به أنريكي ومعاونوه”.

اختيار سريع

في سياق متصل أعلن الاتحاد في بيان ثان تعيين دي لا فوينتي مدربا لمنتخبه الأول. وقال الاتحاد الإسباني في بيانه إن دي لا فوينتي “سيُقدَّم الاثنين ويخوض بداية مشواره في مارس خلال تصفيات كأس أوروبا 2024 المقررة في ألمانيا”. وعمل دي لا فوينتي (61 عاما) منذ 2013 مع منتخبات الفئات العمرية لإسبانيا، وحمل ألوان أتلتيك بلباو وإشبيلية وألافيس في الثمانينات والتسعينات كظهير أيسر.

واختير لويس دي لا فوينتي مديرا فنيا جديدا لمنتخب إسبانيا خلفا للويس أنريكي الذي رحل عن القيادة الفنية للفريق. وتحرك الاتحاد الإسباني سريعا لاستقدام خليفة لأنريكي، حيث وقع الاختيار على دي لا فوينتي، المدير الفني الحالي لمنتخب إسبانيا للشباب تحت 21 عاما، لتولي المسؤولية. وفي بيان صدر بعد أقل من ساعة على إعلان رحيل لويس أنريكي ذكر الاتحاد الإسباني أنه اختار دي لا فوينتي لتولي مسؤولية الفريق الأول.

ويتعين الحصول على موافقة مجلس إدارة اتحاد الكرة الإسباني على تعيين دي لا فوينتي مديرا فنيا لمنتخب إسبانيا، خلال اجتماع الاتحاد الاثنين المقبل، حيث يتوقع بعدها الإعلان رسميا عن تولي المدرب منصبه الجديد. وأمضى دي لا فوينتي ما يقارب عقدا من الزمن في تدريب منتخبات إسبانيا للفئات العمرية المختلفة، حيث توج ببطولة أوروبا تحت 19 عاما سنة 2015، كما فاز بالبطولة ذاتها لمنتخبات تحت 21 سنة عام 2021.

وتولى دي لا فوينتي (61 عاما) تدريب منتخب إسبانيا الأولمبي تحت 23 عاما في أولمبياد طوكيو العام الماضي، وحصل على الميدالية الفضية بعد هزيمته أمام البرازيل في المباراة النهائية. وبمجرد التصديق على قرار تعيينه ستكون المباراة الأولى لدي لا فوينتي مع منتخب إسبانيا أمام ضيفه منتخب النرويج في 25 مارس المقبل في الجولة الافتتاحية من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024).

ويعتقد نجم كرة القدم الإسباني السابق ميشيل سالغادو أن المستقبل مشرق أمام منتخب إسبانيا الشاب بقيادة مديره الفني دي لا فوينتي، لكنه أكد في الوقت نفسه حاجة الفريق إلى التأقلم مع الوداع المفاجئ من نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وودع منتخب إسبانيا المونديال بعد خسارته أمام منتخب المغرب، لينهار حلمه باستعادة اللقب الذي توج به مرة وحيدة عام 2010 في جنوب أفريقيا. واحتل المنتخب الإسباني المركز الثاني في ترتيب المجموعة الخامسة بدور المجموعات، خلف المنتخب الياباني الذي فاز على المنتخب الملقب بـ”الماتادور” في المسابقة التي ربما تشهد نهاية مسيرة العديد من نجومه الكبار.

مواهب واعدة

في ظل انخفاض معدل أعمار لاعبي المنتخب الإسباني، الذي يعد أحد المنتخبات الأصغر سنا في مونديال 2022، وامتلاكه للعديد من المواهب الواعدة مثل جافي وبيدري وأنسو فاتي، يرى مدافع ريال مدريد ومنتخب إسبانيا المعتزل أن المستقبل مازال مشرقا للكرة الإسبانية.

وصرح سالغادو قائلا “إذا أردنا الفوز مرة أخرى يتعين علينا أن نصنع لائحة نظيفة، وينبغي أن نبدأ العمل بالجديد. أعتقد أنه فريق يمكنه تقديم المزيد في المونديال المقبل”. وأضاف سالغادو “إنه فريق لديه الكثير من المواهب، ولا شك في ذلك. أعتقد أنه يجب علينا أن نكون إيجابيين. لن نغير هويتنا. إسبانيا بلد تقاس بالاستحواذ على كرة القدم والتحكم في إيقاع اللعبة. ما علينا (القيام به) هو التكيف مع العصر الحديث”.

وأكد سالغادو “أعتقد أن الوقت قد حان لتحليل كيف يمكننا أن نكون أكثر فاعلية بما لدينا من إمكانيات، والبحث عن تلك المجموعة التي يمكن أن تعود للفوز بكأس العالم”. وتقبل سالغادو الإحباط الناجم عن خروج إسبانيا الموجع من بطولة كأس العالم، لكنه أشار إلى أنه من غير العدل مقارنة ما قدمه الجيل الحالي بإنجازات الفريق الذي سيطر على كرة القدم العالمية منذ أكثر من عقد. وأكد سالغادو “من الواضح أن الخروج أصاب الجميع بالإحباط . يجب أن أرى الأمر من زاوية مختلفة. أعتقد أنه فريق شاب، فريق في وقت التغيير الكامل”. واختتم سالغادو حديثه قائلا “الضغط، أعتقد أن هذا هو أول شيء يجب أن نمحيه. يتعين علينا أن نفتح صفحة جديدة، ونبدأ بالحصول على أفضل النتائج من اللاعبين الذين لدينا الآن”.