لوكاكو يعود إلى قلعة البلوز كقوة ضاربة

تعاقد نادي تشيلسي الإنجليزي مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو القادم من إنتر الإيطالي بعقد يمتد على خمس سنوات حتى 2026، ليصبح بالتالي أغلى لاعب يرحل عن الكالتشيو. ويعود لوكاكو بالتالي إلى تشيلسي بعد 10 أعوام من انضمامه للمرة الأولى إلى البلوز قادما حينها من أندرلخت البلجيكي. ويعول تشيلسي على لوكاكو لمساعدة الفريق على التتويج بالبريميرلغ هذا الموسم، بعدما عانى البلوز كثيرا من الناحية التهديفية الموسم الماضي.
لندن – عاد المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو إلى تشيلسي الإنجليزي بعدما اكتفى بخوض 15 مباراة في جميع المسابقات خلال مغامرته الأولى في ستامفورد بريدج، لكن هذه المرة كقوة ضاربة بعدما فرض نفسه أحد أفضل الهدافين في العالم.
وصدر الإعلان الرسمي الخميس عن تشيلسي بعودة لوكاكو إلى البلوز بعقد لخمسة أعوام وفي صفقة قياسية للنادي قدرتها وسائل الإعلام بـ97.5 مليون جنيه إسترليني، ما يجعله ثاني أغلى لاعب في تاريخ الدوري الممتاز بعد جاك غريليش الذي انضم مؤخرا لمانشستر سيتي حامل اللقب قادما من أستون فيلا مقابل 100 مليون جنيه إسترليني.
ويعود لوكاكو إلى تشيلسي مع إنجاز قيادة إنتر ميلان الإيطالي إلى لقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 2010، منهيا “سيري أ” في المركز الثاني على لائحة الهدافين بـ24 هدفا، خلف النجم البرتغالي ليوفنتوس كريستيانو رونالدو. وقال تشيلسي في بيان “عاد لوكاكو إلى الأزرق تشيلسي”، مضيفا “وقع البلجيكي عقدا لخمسة أعوام وسيضيف قوة هجومية إلى فريق المدرب الألماني توماس توخيل المتوج بطلا لدوري أبطال أوروبا”. ونشر النادي اللندني في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للمهاجم البلجيكي تخللته مشاهد من مغامرته الأولى في ستامفورد بريدج حيث لعب بين عامي 2011 و2014 تخللتهما إعارته لوست بروميتش ألبيون وإيفرتون.
خبرة ونضج
عاد ابن الـ28 عاما إلى الفريق الذي وقع على كشوفاته لثلاثة مواسم عندما انضم إليه قادما من إندرلخت عام 2011 وهو في الثامنة عشرة من عمره، لكنه اضطر للعب على سبيل الإعارة موسم 2012 – 2013 مع وست بروميتش ألبيون وفي الموسم التالي مع إيفرتون الذي انتقل إلى صفوفه نهائيا في صيف 2014. وأعرب البلجيكي عن سعادته بالعودة إلى النادي اللندني، قائلا “أنا سعيدٌ ومباركٌ بالعودة إلى هذا النادي الرائع. لقد كانت رحلة طويلة بالنسبة إلي: لقد جئت إلى هنا كطفل كان أمامه الكثير لتعلمه، والآن أعود مع الكثير من الخبرة وأكثر نضجا”.
وكان الهداف التاريخي لمنتخب بلجيكا (64 هدفا) قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى تشيلسي عام 2017، لكنه فضل الدفاع عن ألوان الغريم المحلي مانشستر يونايتد مقابل صفقة بلغت 75 مليون جنيه إسترليني. وأمضى موسمين مع مانشستر يونايتد قبل الانتقال في صيف 2019 إلى إنتر ميلان وساهم الموسم الماضي في إحرازه لقب بطل الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 2010، مسجلا في صفوفه 47 هدفا في 72 مباراة خاضها في الدوري خلال موسمين و64 في 95 مباراة ضمن جميع المسابقات.
ويعاني إنتر من ضائقة مالية، ما أجبره على التخلي عن ظهيره الأيمن المغربي الدولي أشرف حكيمي إلى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة بلغت 60 مليون يورو. وتسبب الوضع المالي برحيل المدرب أنطونيو كونتي أيضا لامتعاضه من تقشف المالكين الصينيين للنادي وعدم رغبتهم في تعزيز الفريق. وكان تشيلسي توج بطلا لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بفوزه على مواطنه مانشستر سيتي 1 – 0، لكنه افتقد إلى هداف حقيقي لاسيما في ظل فشل المهاجم الألماني تيمو فيرنر في فرض نفسه في صفوف الفريق اللندني بعد انتقاله إليه مطلع الموسم الماضي قادما من لايبزغ.
ومن المؤكد أن لوكاكو سيشكل قوة ضاربة هجومية إلى جانب فيرنر ومواطن الأخير كاي هافيرتس وتامي ايبراهام وبمؤازرة المغربي حكيم زياش والأميركي كريستيان بوليزيتش ومن خلفهم ثنائي الوسط الدفاعي الإيطالي جورجينيو المتوج بكأس أوروبا والفرنسي نغولو كانتي.
وقال لوكاكو إن “الطريقة التي يسير بها النادي تناسب طموحاتي تماما وأنا في الثامنة والعشرين من عمري، قادما من تتويج بلقب الدوري الإيطالي. أعتقد أن هذه الفرصة تأتي في الوقت المناسب ونأمل أن نحقق الكثير من النجاح معا”. وسيعود البلجيكي إلى الدوري الذي سجل فيه 113 هدفا بألوان كل من وست بروميتش وإيفرتون ويونايتد لكن من دون أي هدف بقميص تشيلسي، إلا أن هذا الأمر سيتغير بالتأكيد هذه المرة. ورأت مديرة تشيلسي مارينا غرانوفسكايا بلوكاكو “أحد أفضل المهاجمين والهدافين في العالم بكل بساطة”، مضيفة “نحن سعداء بالتأكيد بإعادته الى النادي الذي يحبه ومتحمسون لإضافة هذه الموهبة إلى فريقنا المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا”. وشددت “نحن بالتأكيد نتطلع إلى البناء على نجاح الموسم الماضي، ولوكاكو سيلعب دورا كبيرا في تحقيق أهدافنا”.
وجه مألوف
يعد لوكاكو وجها مألوفا لجماهير الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن اللاعب العائد إلى تشيلسي لم يعد اللاعب الذي رحل عن إنجلترا قبل عامين، باعترافه الشخصي. وقال لوكاكو في مايو الماضي “إيطاليا أوصلتني إلى درجة أخرى.. لم أكن بهذه القوة من قبل، وصلت إلى درجة مختلفة على الجانبين البدني والذهني”. وبلغ المهاجم
البلجيكي ذروة مستواه خلال عامين مع إنتر ميلان، بعد رحيله عن مانشستر يونايتد، وقاد الفريق إلى لقب الدوري الإيطالي، لأول مرة في 11 عاما، في الموسم الماضي، كما طور إمكاناته كصانع للأهداف وقائد. وأصر المدرب كونتي على التعاقد مع لوكاكو، عند توليه مسؤولية إنتر في 2019.
بنهاية موسم 2019 – 2020 عادل لوكاكو رقم رونالدو القياسي، بإحراز 34 هدفا في موسمه الأول مع إنتر بجميع المسابقات
وقام لوكاكو بتغيير عادات طعامه وأصبح أنحف، وترك بصمته على الفور بتسجيل 10 أهداف في أول 13 مباراة بالدوري الإيطالي، ليعادل رقم إيستفان نيرس القياسي الذي صمد وحيدا لمدة 71 عاما، كأفضل بداية للاعب جديد مع إنتر. لكن رغم كل ذلك، لم يكن يضمن مكانه في التشكيلة. وقال اللاعب البلجيكي لصحيفة “لا تريبيون” “كونتي أبلغني بشكل صارم إذا لم تجتهد في التدريبات فلن تلعب، من المهم أن تعلم كيفية اللعب وظهرك للمرمى”. وأضاف لوكاكو “من المهم أن تقابل الأشخاص الذين يبلغونك بالحقيقة، لمساعدتك على التطور”. وبنهاية موسم 2019 – 2020 عادل لوكاكو رقم البرازيلي رونالدو القياسي، بإحراز 34 هدفا في موسمه الأول مع إنتر بجميع المسابقات، وقاد الفريق للمركز الثاني في الكالتشيو، والخسارة في نهائي الدوري الأوروبي.
وفي الموسم الثاني آتت شراكة لوكاكو مع الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز ثمارها، إذ نال إنتر لقب الدوري. وأحرز اللاعب 24 هدفا في الكالتشيو، واُختير كأفضل لاعب في البطولة، لكن التطور الأبرز كان صناعته لـ10 أهداف، ولم يتفوق عليه سوى روسلان مالينوفسكي لاعب أتالانتا. وقال كونتي “أتذكر أن العديد من الأشخاص لم يتقبلوا التعاقد مع لوكاكو، وتحدثوا عن أن إمكاناته مبالغ فيها”.
وأضاف “دائما ما كنت أقول إنه جاء بإمكانات كبيرة، ولو اجتهد في التدريب سيحقق أشياء استثنائية.. لوكاكو تطور بشكل استثنائي ويمكنه فعل المزيد”. كما ترك لوكاكو بصمته في الأوقات المهمة، وأحرز هدفين وصنع
آخر خلال الفوز 3 – 1 على لاتسيو في فبراير الماضي، وهو الانتصار الذي قفز بإنتر إلى القمة فوق غريمه ميلان، وجعله يتصدر البطولة لأول مرة في الموسم. وفي الأسبوع التالي ضد ميلان، صنع الهدف الأول لمارتينيز، قبل أن يضيف الهدف الثالث بعد انطلاقة مذهلة من منتصف
الملعب. وقال كارل – هاينتس رومينيغه مهاجم إنتر السابق “إنه (لوكاكو) لا يعتمد فقط على قوته البدنية.. إنه يملك المهارة التي لم يبرزها كثيرا في مانشستر يونايتد، نشعر أنه وُلد من جديد في إنتر”.
وسيفتقد النيراتزوري بشدة مهاجمه، الذي وصل إلى ذروة مستواه في إيطاليا، ويعود إلى إنجلترا بثقة بشأن مكانه بين الصفوة. وقال لوكاكو خلال بطولة أوروبا 2020 “قطعت خطوة كبيرة للأمام.. اعتدنا الحديث عن روبرت ليفاندوفسكي وكريم بنزيمة وهاري كين، وأنهم أفضل المهاجمين في العالم”. وأضاف “حسنا، الآن أنا من بين أفضل المهاجمين في العالم.. هذا كان هدفي الشخصي”.
تأثير هائل
توقع مدرب تشيلسي توخيل أن يكون للمهاجم البلجيكي لوكاكو العائد إليه بصفقة قياسية للنادي “تأثير هائل”، بيد أنه في المقابل قلل من التوقعات التي جعلت من فريقه مرشحا لإحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2021 – 2022. ولن يكون لوكاكو الذي دافع أيضا عن ألوان ناديي إيفرتون ومانشستر يونايتد الإنجليزيين متاحا لخوض مباراة فريقه الافتتاحية ضد كريستال بالاس، لكن توخيل يعتقد بأنّ مهاجمه يملك جميع المواصفات التي كان يريدها لتعزيز خط المقدمة الذي افتقد إلى رأس حربة صريح الموسم الماضي بعد أن فشل المهاجم الألماني تيمو فيرنر في فرض نفسه في التشكيلة الأساسية.
وقال توخيل الذي استلم تدريب تشيلسي منتصف الموسم الماضي وقاده خلال فترة ستة أشهر إلى إحراز دوري أبطال أوروبا، في مؤتمر صحافي الجمعة “نحن سعداء بعودة روميلو إلى النادي. نعتقد أنه في ما يتعلق بشخصيته، سرعته، قوته البدنية، يستطيع أن يكون خيارا ممتازا لنا”. وتابع “يملك القوة والبنية الجسدية، الخبرة والشخصية لكي يكون له تأثير هائل على الفريق. بالإضافة إلى ذلك، فهو متواضع ونادي تشيلسي يعني له الكثير”.
ولدى سؤاله عما إذا كان فريقه مرشحا لإحراز اللقب المحلي في الموسم الجديد لاسيما بعد العروض القوية في القسم الثاني من الدوري ثم تتويجه بطلا لدوري أبطال أوروبا، قال المدرب الألماني “عندما تحلّ رابعا (الموسم الماضي) لا يمكن أن تصبح مرشحا فجأة. ثمة فوارق يتعين علينا تقليصها”.
وتابع “نجح ليفربول في تخطينا في المرحلة الأخيرة من الدوري الموسم الماضي، وكان الفارق كبيرا بيننا وبين مانشستر يونايتد (الوصيف) ومانشستر سيتي (البطل). عندما أرى نشاط يونايتد وسيتي في سوق الانتقالات، لا أتصور تراجع مستواهما مقارنة بالموسم الماضي. لقد عزّز الفريقان صفوفهما ويتمتعان باستقرار في المستوى”. وختم “أعتقد بأننا متعطشون وسندخل التحدي على المراكز الأربعة الأولى ثمّ سنكون مستعدين لمواصلة سعينا لمنافسة أي فريق لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة”.
مع انضمام لوكاكو لصفوف البلوز، هناك بعض الرابحين والخاسرين من صفقة انتقال المهاجم البلجيكي إلى تشيلسي، ويعد التشيلي أليكسيس سانشيز هو أبرز الرابحين من رحيل لوكاكو عن إنتر ميلان، خاصة وأن أليكسيس كان حبيسا لمقاعد البدلاء في الموسم الماضي لصالح الثنائي لاوتارو ولوكاكو. ومع رحيل لوكاكو، فبلا شك سيحصل سانشيز على دور أكبر في الموسم الجديد، حتى في حالة انضمام البوسني إيدين دجيكو مهاجم روما، القريب من الانضمام للنيراتزوري.
وبالرغم من أن مارتينيز كان أكثر اللاعبين حصولا على الدقائق في الموسم الماضي رفقة لوكاكو، إلا أنه كان المهاجم الثاني في النيراتزوري خلف البلجيكي. ومع رحيل لوكاكو إلى تشيلسي، فلا شك بأن النجم الأرجنتيني مارتينيز سيكون هو المهاجم الأول في إنتر بالموسم المقبل.
ويعد أيضا نادي إنتر هو أحد الرابحين من وراء صفقة رحيل لوكاكو إلى تشيلسي، خاصة وأن النيراتزوري قام ببيعه في صفقة كبيرة مقابل 115 مليون يورو، كأغلى لاعب يرحل عن الدوري الإيطالي. وإنتر كان قد تعاقد مع لوكاكو قادما من مانشستر يونايتد، في صفقة بلغت قيمتها 74 مليون يورو، ليعود بعد موسمين ويقوم ببيعه بـ115 مليون يورو.