لمسات الهولندي آرني سلوت سر تحول ليفربول

تجديد صفوف نيوكاسل أبرز رهانات إيدي هاو.
الأربعاء 2024/12/04
روح جديدة

أكد الهولندي آرني سلوت، مدرب فريق ليفربول، أن تواجد الريدز في صدارة الدوري الانجليزي هذا الموسم معتاد وليس شيئا جديدا. وأوضح سلوت أن ثقافة نادي ليفربول هي التواجد دائما في الصدارة، وأن اللاعبين مُعتادون على تصدر القمة والمنافسة على جميع البطولات التي يشارك فيها الفريق.

لندن- يعيش ليفربول واحدة من أفضل فتراته في السنوات الأخيرة، رغم المخاوف من تعرضه لأي انتكاسة بعد مغادرة المدرب الألماني يورغن كلوب ملعب أنفيلد بنهاية الموسم الماضي. وارتبطت جماهير الريدز بمدرب الفريق السابق بعدما أمضى نحو 9 سنوات داخل النادي الإنجليزي، حقق خلالها كافة الألقاب الممكنة، أهمها الظفر بلقب البريمرليغ لأول مرة في تاريخ ليفربول بعد سنوات عجاف حُرم خلالها من التتويج به.

كما تحول ليفربول إلى ند صعب لمانشستر سيتي، خاصة بعد وصول بيب غوارديولا إلى ملعب الاتحاد، لتصبح مواجهاته ضد كلوب تحت دائرة الضوء دائما. لكن الموسم الذي أعقب رحيل كلوب ووصول الهولندي آرني سلوت لخلافته، شهد حتى الآن طفرة غير متوقعة، حيث يسير الفريق بخطى ثابتة على كافة الأصعدة، إذ يحتل صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي، وكذلك ترتيب دوري أبطال أوروبا.

بصمة هولندية

إيدي هاو، المدير الفني لفريق نيوكاسل يونايتد، يبدو حريصا على تجديد صفوف الفريق، محذرا إدارة النادي من مخاطر الركود

جاء المدرب الهولندي بأفكار مختلفة قليلا عن سلفه الألماني، الذي كان يسير بنهج مغاير على مستوى الخطط. كلوب لم يكن حريصا على امتلاك الكرة وفرض فكرة الاستحواذ على منافسه، بل كان يعول أكثر على الجانب البدني، الذي يساعده في عملية الضغط العالي والتحولات الهجومية. هذا الأسلوب كان فعالا طوال حقبة كلوب، ما ساعد الريدز على مقارعة الكبار في إنجلترا وأوروبا، ليصل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال من خلاله، في 3 مناسبات على مدى 5 سنوات فقط. لكن مع تغير النهج قليلا في أشهر سلوت الأولى لم يهتز ليفربول، كما أنه لم يحتج وقتا طويلا للاعتياد على الأسلوب الجديد، لينجح المدرب الهولندي في زرع أفكاره في عقول لاعبيه الجدد في زمن قياسي.

فالمدرب الهولندي يميل أكثر إلى فرض أسلوبه على المنافس باتباع فكرة الاستحواذ وعدم استقبال اللعب، كما أنه صنع مزيجا بين أسلوبه ونهج كلوب السابق، ليحافظ على فكرة التحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم. هذا ما جعل ليفربول لا يتخلص كليا من أفكار كلوب، ما جعله يظهر في الكثير من المباريات وهو يذهب إلى مرمى منافسه بهجمات مرتدة خاطفة، خاصة في الفترة الأخيرة، عكس ما كان عليه الحال في بداية الموسم.

لمسات سلوت امتدت أيضا إلى بعض لاعبيه الذين ظهروا معه بشكل مختلف، خاصة لاعب الوسط الهولندي ريان غرافنبيرش، الذي بات يعول عليه بصفة منتظمة، عكس ما كان عليه الحال في عهد كلوب. ولم يكن غرافنبيرش ضلعا أساسيا في تشكيل ليفربول خلال حقبة كلوب، بل إنه كان يعتمد عليه أحيانا، ويتخلى عنه بإجلاسه على مقاعد البدلاء والاعتماد عليه كبديل في أوقات أخرى.

كما حدث تحول أيضا في أسلوب لعب الجناح المصري محمد صلاح، الذي كان فعالا من ناحية تسجيل الأهداف بغزارة خلال حقبة كلوب. لكن صاحب الـ32 عاما أصبح يميل في الوقت الحالي إلى صناعة الأهداف على حد السواء مع تسجيلها، ليقارع كبار صناع اللعب بمختلف ملاعب أوروبا، في ظل قدرته على تقديم التمريرات الحاسمة بشكل مستمر دون توقف. هذا يثبت مدى قدرة سلوت على التأثير على فريقه بشكل عام في وقت قياسي، وأيضا قدرته على إضفاء لمساته على بعض الأفراد الذين يلعبون معه أدوارا مختلفة وبكفاءة عالية.

تعتبر الصلابة الدفاعية أبرز ما يميز ليفربول مع سلوت، عكس ما كان يحدث في بعض الأحيان خلال حقبة كلوب، رغم تواجد نفس الأسماء، دون أي إضافة على الخط الخلفي. ولم يستقبل ليفربول سوى 8 أهداف فقط، في أول 13 جولة بالبريمرليغ، ليصبح الأقوى دفاعًا في المسابقة، بفارق 5 أهداف عن أقرب ملاحقيه، ورغم غياب حارسه الأساسي أليسون بيكر منذ فترة طويلة. أما على صعيد دوري أبطال أوروبا فاستقبل هدفا واحدا فقط خلال أول 5 جولات، رغم أنه واجه أندية قوية مثل ريال مدريد وميلان وباير ليفركوزن.

مخاطر الركود

pp

يبدو إيدي هاو، المدير الفني لفريق نيوكاسل يونايتد، حريصا على تجديد صفوف الفريق، محذرا إدارة النادي من مخاطر “الركود”. ويأتي ذلك مع اقتراب انطلاق فترة الانتقالات الشتوية الشهر المقبل، حيث يأمل هاو في أن تكون حظوظه في النافذة القادمة أفضل مما جلبته آخر فترتي انتقالات.

وأنفق نيوكاسل أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني (634 مليون دولار) لضم لاعبين جدد منذ أن تولى مالكو النادي المدعومون من المملكة العربية السعودية المسؤولية في أكتوبر 2021، لكن آخر صفقة كبرى أبرمها الفريق كانت التعاقد مع تينو ليفرامينتو، في أغسطس من العام الماضي.

وقد برز هذا الافتقار إلى التحسن بشكل حاد من خلال الأداء الذي يقدمه فريق هاو، يتواجد حاليا في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. ولم يتمكن نيوكاسل من الفوز في مباراتيه الأخيرتين بالمسابقة العريقة، حيث خسر 0 – 1 أمام ضيفه ويستهام يونايتد، وتعادل 1-1 مع كريستال بالاس السبت الماضي. وعندما سئل قبل مواجهة فريقه ضد ضيفه ليفربول (المتصدر) عن مدى حاجته إلى وجه جديد في الشهر المقبل، قال هاو “أعتقد أن النضارة مهمة في الفريق، ولن أجلس هنا وأنكر ذلك.” وأضاف هاو “يجب أن يكون هناك عنصر معين من التغييرات للحفاظ على ديناميكية المجموعة الجديدة. ينبغي أن تتشكل ديناميكية جديدة وفريق جديد دائما في كل موسم.”

وقال مدرب نيوكاسل في تصريحاته “أحيانا يمكن أن ينتج نفس الفريق منتجا سلبيا، لذلك أعتقد أننا ندرك ذلك. لكن الأمر يتعلق بما يمكننا فعله بدلا من كلمة ‘أريد’. ما أريده واضح. ما يمكننا فعله هو الشيء المهم.” ولم يتمكن نيوكاسل من التعاقد مع لاعبين جدد بسبب لوائح الربحية والاستدامة التي وضعتها رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي أجبرته على التخلص من إليوت أندرسون ويانكوبا مينتيه في نافذة الانتقالات الصيفية الأخيرة، حيث فشلت محاولات ضم مدافع كريستال بالاس مارك جوهي وجناح نوتنغهام فورست أنتوني إلانغا في النهاية. ومازالت هذه القيود المالية قائمة إلى حد كبير ويعلم هاو أنه سيضطر إلى التعامل مع كل شيء إذا كان يريد تجديد فريقه الشهر المقبل. وصرح هاو “أعتقد أن هناك رغبة في تحقيق ذلك من قبل جميع من في النادي. ولكن عليك بعد ذلك أن تذهب إلى حقائق ما هو ممكن. عليك أن تتخذ قرارات للحاضر والمستقبل أيضا.”

17