لقاح للتيفوئيد يحقّق نجاحا مع الأطفال

منظمة الصحة العالمية توصي بوجوب تنفيذ جميع برامج التطعيم التي تحمي من حمى التيفوئيد باعتبارها مشكلة صحية عامة خطيرة تصيب بنسبة أعلى الأطفال والبالغين.
الجمعة 2019/12/06
الأطفال، بشكل خاص، عرضة للإصابة بالتيفوئيد

لندن- وفّرت التجربة الميدانية الأولى للقاح جديد لمرض التيفوئيد، يمكن استخدامه مع الأطفال الصغار، الحماية لنحو 81.6 بالمئة ممّن تم تحصينهم، مما يفتح الباب للسيطرة على المرض الذي يصيب 11 مليون شخص سنويا ويقتل ما يقرب من 117 ألفا.

وقال أندرو بولارد الذي قاد فريق البحث، وهو من جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة لرويترز هيلث في مقابلة عبر الهاتف، إن التجربة التي جرت في نيبال “تقدّم أوّل دليل على مستوى التأثير وإمكانية تحسين صحة الأطفال في بعض فئات السكان المعرّضين لخطر الإصابة في جميع أنحاء العالم”. وأصبحت للوقاية من التيفوئيد أهمية خاصة لأن بعض السلالات، خاصة في جنوب آسيا، أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية. وتشهد باكستان حاليا موجة تفشّ للتيفوئيد المقاوم للمضادات الحيوية.

وهناك نوعان من لقاح التيفوئيد، أحدهما في شكل كبسولة كبيرة لا يتمكن الأطفال الصغار من بلعها لذلك يمكن استعمالها فقط للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ست سنوات. أما اللقاح الآخر فيأخذ عن طريق الحقن وغير مجد مع الأطفال دون سن الثانية.

وشملت التجربة الجديدة، التي نشرت في دورية (نيو إنغلند) الطبية، أطفالا لا تتجاوز أعمارهم تسعة أشهر. وستتم متابعتهم لمدة عام آخر لتحديد الفترة التي يحمي فيها اللقاح من الإصابة بالتيفوئيد، وهي عدوى بكتيرية تنتشر غالبا عبر المياه الملوّثة في مناطق من العالم تعاني من سوء الصرف الصحي. وما لم يتم علاجه قد يبقي المصابين مرضى لأسابيع أو أشهر. والأطفال، بشكل خاص، عرضة للإصابة بالتيفوئيد.

المرض يسبّب الحمى لفترة طويلة أو صداعا أو غثيانا أو فقدانا للشهية أو إمساكا أو إسهالا في بعض الأحيان
المرض يسبّب الحمى لفترة طويلة أو صداعا أو غثيانا أو فقدانا للشهية أو إمساكا أو إسهالا في بعض الأحيان

كما تجرى تجارب ميدانية في بنغلادش وأفريقيا لمدة عامين لتقييم فاعلية اللقاح هناك. وتقول منظمة الصحة العالمية، إن حمى التيفوئيد هي مرض تسبّبه بكتيريا السالمونيلا التيفية. ويُسبب هذا المرض الشديد الحمّى لفترة طويلة أو صداعا أو غثيانا أو فقدانا للشهية أو إمساكا أو إسهالا في بعض الأحيان. وغالبا ما تكون الأعراض غير محددة وغير مميزة من الناحية السريرية عن أمراض الحمى الأخرى. ومع ذلك، تختلف شدة الأمراض السريرية، وقد تؤدي حالات المرض الشديدة إلى التعرض لمضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة. وتقع حوالي 222000 حالة وفاة بسبب مرض التيفوئيد سنويا في جميع أنحاء العالم.

وتوصي المنظمة بوجوب تنفيذ جميع برامج التطعيم التي تحمي من الحمى التيفوئيدية في سياق الجهود الأخرى لمكافحة المرض، بما في ذلك التعليم والصحة ونوعية المياه وتحسين بنية الصرف الصحي وتدريب العاملين في مجال الصحة على تشخيص المرض وعلاجه.

وتحدد الصحة العالمية التيفوئيد باعتبارها مشكلة صحية عامة خطيرة، تصيب بنسبة أعلى الأطفال والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 سنة.

وقد أثبت العلماء أن الإنسان أصيب بالحمى التيفية منذ 200000 سنة. ومن المهم معرفة أن العائل الوحيد لهذا المرض هو الإنسان تماما كمرض شلل الأطفال، لذلك فمن الممكن، نظريا، السيطرة عليه إلا أن ظروف الفقر والفوضى التي تضرب معظم أنحاء العالم تحول دون ذلك. كما أن هناك سببا آخر مهما وهو أنه يوجد أكثر من ألف نوع من البكتيريا المسببة لهذا المرض لذلك، فتطوير الأمصال في هذا الاتجاه  يعدّ عملية شاقة.

12