لعنة الإصابات كابوس يطارد كبار النجوم قبل كأس العالم

مانشستر (إنجلترا) - عندما غادر رافائيل فاران مدافع مانشستر يونايتد الملعب الأسبوع الماضي، خبّأ المدافع الدولي الفرنسي وجهه بقميصه لإخفاء دموعه عن الكاميرات، لأنه أدرك أن مشاركته في كأس العالم في خطر. سيكون محظوظا ربما لأن الإصابة لم تكن قوية، لكن الكثير غيره لم يسعفهم الحظ.
خرج فاران باكيا خلال المباراة التي تعادل فيها الشياطين الحمر 1 - 1 مع تشيلسي في ستامفورد بريدج منذ أقل من 10 أيام، بعدما أصيب بشد عضلي خلال محاولته قطع الكرة من أمام المهاجم الغابوني بيير - إيميريك أوباميانغ.
ربما يكون قلب دفاع ريال مدريد الإسباني السابق محظوظا بعد أن أظهر التشخيص الأولي إصابته بتمزق طفيف في العضلة الخلفية للفخذ، ما قد يفسح له مجال المشاركة في مونديال قطر مع أبطال العالم.
لن يشارك نغولو كانتي الذي كان أحد أهم ركائز تتويج "الديوك" بلقبهم العالمي الثاني قبل أربعة أعوام، في مونديال قطر، بعد خضوع لاعب وسط تشيلسي لعملية في العضلة الخلفية للفخذ.
كما باتت مشاركة مواطنه وشريكه في خط الوسط بول بوغبا أكثر تعقيدا، وذلك بعد تعرضه لإصابة جديدة هذه المرة في الفخذ، ما سيؤجل عودته إلى الملاعب مع فريقه يوفنتوس، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيطالية عدة.
كما سيغيب مدافع برشلونة رونالد أراوخو عن الأوروغواي، فيما ستفتقد البرتغال لجهود مهاجم ليفربول ديوغو جوتا.
وتبدو ألمانيا قلقة حيال جاهزية ثنائي بايرن ميونخ الحارس مانويل نوير والمهاجم لوروا سانيه. إلى ذلك، فإن مخاوف مدرب إنجلترا غاريث ساوثغيت بشأن قائمة من الإصابات لمنتخب الأسود الثلاثة، ثبّتت صحة بصيرته مع تأكيد غياب الظهير ريس جيمس وشكوك حول كايل ووكر وكالفين فيليبس.
قال ساوثغيت في وقت سابق من أكتوبر المنقضي "ما أراه هو جدول مزدحم حقا والكثير من اللاعبين الذين سيلعبون الكثير من الدقائق. وأعتقد، من الناحية الواقعية، أننا سنخسر المزيد من اللاعبين".
لا وقت للتحضير
أدّى التعديل على الروزنامة التقليدية لكرة القدم لتلائم أول كأس عالم تقام في منتصف الموسم، إلى ازدحام في المباريات على مستوى الأندية وقليل من الوقت أمام مدربي المنتخبات الوطنية للاستعداد.
نغولو كانتي الذي كان أحد أهم ركائز تتويج "الديوك" بلقبهم العالمي الثاني قبل أربعة أعوام، لن يشارك في مونديال قطر
ستتوقف منافسات الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى قبل أسبوع فقط من المونديال، الذي ينطلق في العشرين من نوفمبر. وإفساحا للمجال في الجدول، أقيمت جميع جولات دور المجموعات في المسابقات القارية للأندية خلال فترة شهرين.
نتيجة ذلك، ستكون العديد من الأندية قد لعبت 13 مباراة خلال 42 يوما قبل كأس العالم، أي بمعدل مباراة كل 3.2 أيام.
قال الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي "أنا متأكد أنهم يضعون عينا على كأس العالم منذ الآن. أقول دائما إن أفضل طريقة لعدم التعرض للإصابة هي التركيز وتقديم أقصى ما لديك في المباراة. عندما تفقد التركيز، تصبح في خطر". ورأى مدرب ليفربول يورغن كلوب أن لاعبيه ما زالوا ملتزمين "بنسبة ألف في المئة" على مستوى الأندية.
لكن الألماني أشار إلى أن الإصابات والجدول المزدحم يشكلان العاملين الرئيسين وراء بداية فريقه البائسة هذا الموسم. وقال بعد الخسارة 1 - 2 أمام ليدز يونايتد السبت في الدوري الممتاز "مع كمية المباريات التي نخوضها، هناك لاعبون يلعبون فوق طاقتهم".
تراكم لافت
تراكم المباريات يترك المنتخبات من دون لاعبيها المصابين في أبرز حدث كروي على الإطلاق، والأندية قلقة من اللاعبين الذين يتوخون الحذر قبل النهائيات العالمية.
قال المدرب الإيطالي لريال مدريد الإسباني كارلو أنشيلوتي "إنها فترة مزدحمة للغاية من الموسم مع الكثير من المباريات في رأيي". بالنسبة لأولئك الذين سيتوجهون إلى قطر، سيخوضون ثلاث مباريات في غضون ثمانية أيام في دور المجموعات.
ووفقا لتقرير صدر في وقت سابق من هذا العام عن نقابة اللاعبين المحترفين "فيفبرو"، قال 54 في المئة من اللاعبين إنهم تعرضوا لإصابة بسبب الجدول المزدحم، بينما قال 82 في المئة من المدربين إنهم لاحظوا مشاكل نفسية لدى اللاعبين بسبب خوض الكثير من المباريات.
لكن رفاهية اللاعبين تم نسيانها، حيث تتصارع الاتحادات القارية و"فيفا" مع الاتحادات الوطنية والأندية من أجل الحصول على حصة من كعكة المكاسب التجارية لكرة القدم.