لعبة الأرقام تحفز المصري محمد صلاح مع ليفربول والفراعنة

القاهرة - يريد النجم الدولي المصري محمد صلاح العودة من جديد لاسترجاع جائزة الحذاء الذهبي لهدافي الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) بعد أن حصل عليه النرويجي إيرلينغ هالاند مهاجم فريق مانشستر سيتي عقب تسجيله 36 هدفا بينما تواجد الفرعون المصري في المركز الرابع برصيد 19 هدفا.

كما يرغب الفرعون المصري في العودة للحصول على الجوائز الفردية بالموسم الجديد، بعد أن خرج الموسم الماضي دون أيّ لقب فردي، حيث كان صلاح قد حقق من قبل جائزة أفضل لاعب في إنجلترا والتي تقدمها رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين مرتين، وجائزة أفضل لاعب في العام من قبل رابطة النقاد الإنجليزية مرتين، كما حصد جائزة هداف الدوري الإنجليزي ثلاث مرات بالإضافة إلى جائزة أفضل صانع ألعاب في الدوري الإنجليزي مرة واحدة.

ويرغب محمد صلاح في الموسم الجديد لقيادة الريدز مرة أخرى لتحقيق الألقاب، بعد أن نجح في السنوات الست الماضية بالتتويج بجميع الألقاب التي شارك فيها مع الفريق.

وينتظر أيقونة الكرة المصرية العديد من التحديات الضخمة خلال مسيرته في الموسم القادم سواء مع ليفربول أو مع منتخب بلاده، حيث يأمل في مواصلة هوايته بحصد الألقاب الجماعية والفردية وتحطيم الأرقام القياسية، التي دأب على كسرها خلال مشواره الحافل في كرة القدم. ونلقي الضوء في السطور التالية على أبرز التحديات التي تنتظر محمد صلاح خلال موسم 2023 – 2024.

يتطلع محمد صلاح لإعادة البريق لليفربول من جديد وقيادة الفريق للتتويج للمرة الـ20 بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي فقده في المواسم الثلاثة الأخيرة، من أجل معادلة الرقم القياسي الذي يحمله مانشستر يونايتد، كأكثر الفرق حصولا على لقب البطولة بنظاميها القديم والحديث.

وكان ليفربول ظهر بشكل باهت في الموسم الماضي للدوري الإنجليزي، ليفشل في أن يكون ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب المسابقة العريقة، المؤهلة لدوري الأبطال، حيث اكتفى بالحصول على المركز الخامس الذي يشارك صاحبه في بطولة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).

وحسم نادي ليفربول مستقبل المصري الدولي مع الريدز في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، بعد تلقيه عرضا مغريا للقدوم إلى الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم. وقالت صحيفة “الرياضية” السعودية، في تقرير لها، بأن نادي اتحاد جدة السعودي بطل الدوري السعودي الموسم الماضي، قدم عرضا قيمته 52 مليون جنيه إسترليني. (أي ما يعادل 60 مليون يورو) هذا الصيف.

إعادة البريق

كما وأضافت الصحيفة السعودية، “يتضمن عقد محمد صلاح في حال قبوله بالعرض السعودي الحصول على 155 مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 180 مليون يورو). فيما رد نادي ليفربول بنشر صورة اللاعب المصري صلاح في التدريبات الجماعية مع الفريق، عبر حسابه الرسمي على أكس، معلقا عليها “الملك يستعد وهو يرتدي قميص فريقه المفضل". وفي ذات السياق، علق رامي عباس وكيل أعمال المصري محمد صلاح، في تغريده نشرها عبر حسابه على منصة أكس بشأن عرض موكله بالانتقال إلى الدوري السعودي، “محمد يبقى ملتزما مع ليفربول".

كما يأمل محمد صلاح في قيادة ليفربول لاستعادة لقبي كأس رابطة الأندية المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي، اللذين فقدهما الفريق الأحمر في الموسم الماضي. وأحرز ليفربول كأس الرابطة للمرة التاسعة في تاريخه موسم 2021 – 2022، قبل أن يودع المسابقة من دور الـ16 في الموسم التالي بالخسارة 2-3 أمام مانشستر سيتي. كما حصل ليفربول على كأس إنجلترا للمرة الثامنة في الموسم قبل الماضي، لكنه سرعان ما فقد اللقب مبكرا من الدور الرابع لموسم 2022 – 2023 بخسارته 1 – 2 أمام برايتون.

ويطمح محمد صلاح للحصول على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الجديد للمرة الرابعة في مسيرته بالملاعب البريطانية، بعدما فقد جائزة الحذاء الذهبي في الموسم الماضي لمصلحة النرويجي إيرلينغ هالاند، نجم مانشستر سيتي.

وحصل صلاح على المركز الرابع في ترتيب هدافي البطولة الموسم الماضي برصيد 19 هدفا، بفارق 17 هدفا خلف هالاند، الذي توج بلقب الهداف عن جدارة. وفي حال فوز صلاح بالجائزة في الموسم الجديد، فإنه سيتوج بها للمرة الرابعة في مشواره الكروي، معادلا الرقم القياسي الذي يحمله النجم الفرنسي المعتزل تيري هنري، كأكثر اللاعبين حصولا على لقب هداف الدوري الإنجليزي.

ويشترك صلاح، مع الذين نالوا جائزة الهداف في مواسم 2017 – 2018 و2018 – 2019 و2021 – 2022، في المركز الثاني بقائمة أكثر اللاعبين حصولا على اللقب المرموق، مع هاري كين، نجم توتنهام هوتسبير، وأسطورة الكرة الإنجليزية آلان شيرر، الهداف التاريخي للبطولة.

ويسعى محمد صلاح لقيادة ليفربول للتتويج بلقب الدوري الأوروبي للمرة الرابعة في تاريخ النادي الإنجليزي، من أجل تعويض جماهير الفريق التي شعرت بخيبة أمل كبيرة للغياب عن دوري الأبطال. ومن المقرر أن يبدأ ليفربول، الفائز بالبطولة أعوام 1973 و1976 و2001، تحت مسماها القديم (كأس يويفا)، مشاركته في مرحلة المجموعات بالمسابقة في 21 سبتمبر المقبل، بينما تجرى المباراة النهائية للبطولة في 22 مايو 2024 بملعب أفيفا بالعاصمة الأيرلندية دبلن.

ويعتبر الصعود إلى المركز الرابع في قائمة أفضل الهدافين في تاريخ فريق ليفربول من أبرز الأهداف الرئيسية التي يحاول صلاح تحقيقها في موسم 2023 - 2024. ويمتلك صلاح في جعبته 186 هدفا في 304 مباراة بجميع المسابقات التي لعبها مع الفريق الأحمر، الذي انضم لصفوفه في يونيو 2017 قادما من روما الإيطالي.

ويحتل الملك المصري، كما تطلق عليه جماهير ليفربول، المركز الخامس حاليا بقائمة الهدافين التاريخيين لليفربول، بالاشتراك مع النجم المعتزل ستيفن جيرارد. ويكفي صلاح تسجيل هدف وحيد فقط في الموسم المقبل لينفرد بالمركز الخامس، لكنه سيكون في حاجة إلى تسجيل 42 هدفا بكافة البطولات في الموسم المقبل، لمعادلة بيلي ليديل، صاحب المركز الرابع حاليا بالقائمة.

 ويحلم صلاح بتسجيل 47 هدفا في موسم واحد بكافة المسابقات في الموسم الجديد، أي بأكثر من 3 أهداف عمّا أحرزه في موسمه الأول داخل قلعة آنفيلد موسم 2017 – 2018 وفي هذه الحالة سيعادل صلاح الرقم القياسي للنجم الويلزي السابق إيان راش، أسطورة ليفربول، والذي أحرز 47 هدفا في موسم 1983 - 1984 في رقم مذهل مازال صامدا حتى الآن. وتبدو الفرصة مواتية أمام صلاح ليكون أكثر لاعب أفريقي صناعة للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي، لاسيما بعد رحيل النجم الجزائري الدولي رياض محرز عن مانشستر سيتي وانتقاله لصفوف أهلي جدة السعودي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

ويتصدر محرز حاليا القائمة برصيد 61 تمريرة حاسمة، في حين يأتي محمد صلاح في المركز الثاني برصيد 59 تمريرة، ليحتاج فقط لصناعة 3 أهداف في البطولة من أجل الانفراد بالرقم القياسي، وهو أمر يبدو في متناول الفرعون المصري خلال الموسم الجديد. ويهدف محمد صلاح للدخول ضمن النجوم العشرة الأوائل بقائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتل حاليا المركز الرابع عشر. وسجل صلاح 139 هدفا في مشواره بالدوري الإنجليزي الممتاز، بواقع هدفين مع تشيلسي، الذي لعب في صفوفه في الفترة من يناير 2014 حتى يناير 2015، و137 هدفا مع ليفربول.

ويبتعد اللاعب الملقب بالفيراري بفارق 11 هدفا فقط خلف المهاجم الإنجليزي المعتزل مايكل أوين، صاحب المركز العاشر حاليا في القائمة، علما بأن صلاح هو الهداف التاريخي للاعبين الأفارقة في البطولة، حيث يتفوق بفارق 28 هدفا عن أقرب ملاحقيه السنغالي ساديو ماني، زميله السابق في ليفربول، والمنضم حديثا لصفوف النصر السعودي قادما من بايرن ميونخ الألماني.

كأس الأمم الأوروبية 

يحلم محمد صلاح بالحصول على جائزة لاعب العام بإنجلترا، المقدمة سنويا من رابطة اللاعبين المحترفين، وذلك للمرة الثالثة في مسيرته الرياضية. وسبق لصلاح الفوز بالجائزة الأهم على مستوى اللاعبين بإنجلترا خلال موسم 2017 - 2018، الذي قدم خلاله أداء مذهلا شهد تحطيمه للعديد من الأرقام القياسية، وكذلك في موسم 2021 – 2022.

ويعد صلاح أحد 7 لاعبين توجوا بالجائزة مرتين، بينما يعتبر اللاعب العربي والأفريقي الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في مناسبتين، بعدما حصل عليها محرز مرة وحيدة فقط. وفي حال تتويج قائد منتخب الفراعنة بالجائزة، سيصبح أول لاعب في تاريخ الكرة الإنجليزية يحصل عليها 3 مرات.

ولن تقتصر تحديات محمد صلاح في الموسم الجديد على مسيرته مع ليفربول فحسب، بل تنتظره مهام أخرى مع منتخب مصر. ويرغب صلاح في قيادة منتخب الفراعنة للتتويج بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثامنة في تاريخه والأولى منذ عام 2010، عقب تأهل الفريق للمسابقة القارية، التي تستضيفها كوت ديفوار في الفترة من 13 يناير وحتى 11 فبراير 2024.

وبعدما قاد المنتخب المصري للمباراة النهائية في أمم أفريقيا عامي 2017 بالجابون و2022 في الكاميرون، يطمع صلاح في أن يبتسم الحظ له خلال النسخة المقبلة بالحصول على الكأس للمرة الأولى في مشواره مع الفريق. وحجز منتخب مصر رسميا مقعده في البطولة، التي يحمل الرقم القياسي كأكثر المنتخبات فوزا بها، قبل خوض مباراته الأخيرة بالتصفيات أمام منتخب إثيوبيا في سبتمبر المقبل، حيث ينتظر إجراء قرعة مرحلة المجموعات في النهائيات، التي تقام في 12 أكتوبر القادم.

ويهدف محمد صلاح لقيادة منتخب مصر لتحقيق انطلاقة رائعة في بدء مشواره بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وتنطلق تصفيات المونديال هذا العام، حيث تجرى الجولتان الأولى والثانية في الفترة من 13 إلى 21 نوفمبر القادم.

وكانت قرعة التصفيات، التي جرت الشهر الماضي، أوقعت منتخب مصر، الذي يتطلع للصعود إلى المونديال للمرة الرابعة، في المجموعة الأولى برفقة منتخبات بوركينا فاسو وغينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتي. وتستمر التصفيات الأفريقية حتى عام 2025، حيث يتطلع فريق المدرب البرتغالي روي فيتوريا لتصدر المجموعة من أجل التأهل مباشرة للمونديال بعد نسخ 1934 و1990 بإيطاليا و2018 في روسيا.