لعبة الأرقام القياسية تحفز أنشيلوتي في سباق أبطال أوروبا

أصبح الإيطالي كارلو أنشيلوتي أول مدرب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يصل إلى المباراة النهائية للمرة السادسة في مسيرته، بعد قيادته ريال مدريد للترشح لنهائي ويمبلي. يُذكر أن أنشيلوتي خسر نهائي دوري أبطال أوروبا مرة واحدة فقط في تاريخه، وكان ذلك في نسخة 2005 رفقة ميلان أمام فريق ليفربول.
مدريد - حقق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريال مدريد، إنجازا تاريخيا في بطولة دوري أبطال أوروبا بعدما قاد الريال للتأهل للنهائي. وأعرب المدرب الإيطالي عن سعادته الكبيرة بتأهل فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. وتألق المهاجم الإسباني خوسيلو الذي شارك بديلا في الدقيقة الـ81 ليسجل هدفين في شباك بايرن ميونخ بالدقيقتين الـ88 والأولى من الوقت بدل الضائع ليتأهل ريال مدريد لنهائي دوري الأبطال للمرة الـ18 في تاريخه.
قبل تجديد عقد إعارته إلى ريال مدريد في يوليو 2023، لم تكن مسيرة خوسيلو مستقرة إذ تنقّل بين عدة أندية، فلعب مع ريال مدريد الرديف ونيوكاسل وستوك سيتي الإنجليزيين وهانوفر الألماني، على سبيل المثال لا الحصر. ارتدى أخيرا قميصي ألافيس وإسبانيول، ليعيره الأخير إلى النادي الملكي، إلاّ أن الفريقين هبطا إلى الدرجة الثانية في الموسمين 2021 – 2022 و2022 – 2023 تواليا.
مثّل خوسيلو فئات الشباب الإسبانية ما دون 19 عاما و20 عاما و21 عاما، من دون أن ينال شرف ارتداء قميص منتخب “لا روخا” الأول بسبب تأخر موهبته. انتظر مهاجم الـ”ميرينغي” حتى سن الـ32 عاما و11 شهرا و26 يوما، لخوض أول مباراة دولية له في الخامس والعشرين من مارس 2023 في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس أوروبا في ألمانيا هذا الصيف أمام النرويج، فسجل هدفين في دقيقتين من ثلاثية الفوز بعد دخوله من على مقاعد البدلاء.
خاض حتى الآن 10 مباريات دولية وسجل خمسة أهداف مع المنتخب الإسباني. رغم أن خوسيلو يمثل المنتخب الإسباني، إلا أنه ولد في ألمانيا الغربية عام 1990. ولد خوسيه لويس ماتو سانمارتن المعروف بخوسيلو في السابع والعشرين من مارس 1990 في مدينة شتوتغارت، إحدى المدن الألمانية الكبرى في جنوب البلاد والمنافس المحلي التقليدي لبايرن.
رقم مميز
ويعد نهائي ويمبلي المقبل ضد بوروسيا دورتموند الألماني النهائي السادس للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ليصبح أكثر مدرب في التاريخ يصل إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا برصيد 6 مرات. ويذكر أن كارلو أنشيلوتي خسر نهائي دوري أبطال أوروبا مرة واحدة فقط في تاريخه، وكان ذلك في نسخة 2005 رفقة ميلان أمام فريق ليفربول.
وسيلتقي العملاق المدريدي، صاحب الرقم القياسي في التتويج باللقب برصيد 14 مرة، في المباراة النهائية مع بوروسيا دورتموند الألماني الذي أطاح بباريس سان جرمان الفرنسي بالفوز ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة بنتيجة 1 – 0.
كشف تقرير صحفي عن صفعة منتظرة من كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، لحارسه الأوكراني أندري لونين، قبل مواجهة بوروسيا دورتموند. وحسب شبكة “ريليفو”، فإن أنشيلوتي يفضل الاعتماد على البلجيكي تيبو كورتوا أساسيا ضد دورتموند، بسبب تاريخه الكبير وتأثيره المحتمل على فرص الملكي في حصد اللقب. وأضافت الشبكة “كورتوا له أهمية بالغة في ريال مدريد، بسبب قدرته على تقديم الأداء المطلوب في اللحظات الحاسمة، وهو ما يجعله الخيار المفضل لأنشيلوتي وفلورنتينو بيريز رئيس النادي”.
وقال أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي بملعب سانتياغو برنابيو عقب صعود ريال مدريد لنهائي دوري أبطال أوروبا “حدث مجددا ما جرى مرات عديدة، وهو أمر لا يمكن تفسيره… المشجعون يدعموننا، الملعب يدعمنا، الأجواء رائعة واللاعبون مفعمون ثقة. إنه سحر لعبنا بشكل جيد، وأعتقد أنها كانت مباراة صعبة، ولكن كانت لدينا سيطرة جيدة، وتحلينا ببرود الأعصاب عندما سجلوا في مرمانا واستعدنا السيطرة على زمام المباراة”.
ونقل الموقع الرسمي لريال مدريد عن أنشيلوتي قوله “أشكر الجماهير والنادي، وقبل كل شيء، اللاعبين، الذين قدموا موسما مذهلا لم يتوقعه أحد، ولا أنا. لم أتوقع أن الفريق قادر على فعل ما جرى. الوصول إلى النهائي.. سنقضي وقتا رائعا مع المشجعين لأننا سنحتفل بفوزنا بالدوري الإسباني.. السعادة تغمر اللاعبين”.
وتابع “إنه أمر يصعب تفسيره. من المستحيل شرحه. إنه سحر.. هذا النادي في هذه المسابقة وفي هذا الملعب ومع هؤلاء المشجعين. إنه أمر خاص. عندما ترتدي هذا القميص، تشعر بشيء مميز. أحدث المشجعون الفارق الليلة، كما فعلوا في المرات السابقة. يبدو أنه من المعتاد القيام بذلك في هذا الملعب الرائع ومع هؤلاء المشجعين الرائعين. نحن سعداء باللعب في هذا الملعب وأمام هؤلاء المشجعين".
وأوضح “ريال مدريد عائلة يديرها الرئيس بشكل جيد للغاية. نادينا له تاريخ عريق وتقاليد مهمة لأولئك المحظوظين بما يكفي للعمل هنا وارتداء هذا القميص. فلورنتينو بيريز هو القبطان، ونحن جميعا بحارة. إنه رئيس رائع قادر على صناعة هذا الجيل من لاعبي كرة القدم، الذي حقق أشياء كثيرة وآمل أن نتمكن من الفوز بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى".
وقال "أخبروني من على مقاعد البدلاء أن الهدف شرعي وخططت لإصلاح الدقائق الأخيرة للدفاع. كنت على يقين من أنه هدف… فكرت في أن التعادل كان كافيا، لكن عندما تتعادل قبل دقيقتين من النهاية تكون انتكاسة هائلة للفريق المنافس. لا أقول إننا كنا مقتنعين بالفوز عندما سجلنا هدفا، لكن كان بإمكاننا تسجيل هدف آخر. لقد ركزت على ما كان يفعله الفريق. مررنا ببعض اللحظات الصعبة بعد استقبال الهدف، لكن البدلاء ساهموا بقوة. كنت أفكر في الدفع بالمزيد من الطاقة والقوة في المباراة".
وأكد “لقد واجهنا الكثير من المشاكل في ما يتعلق بالإصابات. الجميع يتحدث عن كورتوا وألابا وميليتاو، لكننا فقدنا أيضا فيني جونيور وتشواميني وكامافينغا لبعض الوقت بسبب الإصابة… لم نشكو أبدا والفريق حول هذه المشاكل إلى فرصة لإثبات قيمة هذا الفريق”. وأثنى أنشيلوتي على نجمه خوسيلو، حيث قال “إنه انعكاس للفريق لأنه ساهم كثيرا هذا الموسم. لم يلعب دقائق كثيرة، لكنه انعكاس مثالي لماهية هذا الفريق.. وقد ساهم كثيرا دون أن يفقد الثقة في قدرته على القيام بذلك".
الهيمنة التامة
وأكد البرازيلي فينيسيوس جونيور أن فريقه ريال مدريد الإسباني لا يعرف معنى الاستسلام، وذلك بعد التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. وقال فينيسيوس، الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة، “هذا هو ريال مدريد، لا نستسلم أبدا” وأضاف “نؤمن بأنفسنا دائما ونعلم أن جماهيرنا تقف إلى جانبنا”.
ونقل الموقع الرسمي لريال مدريد عن فينيسيوس قوله “أنا فخور جدا بارتداء هذا القميص وبقدرتي على لعب عدد كبير من المباريات على هذا الملعب. هذا هو ريال مدريد، لا نستسلم أبدا. نحن نؤمن دائما بأنفسنا ونعلم أن جماهيرنا ستدعمنا. نجحنا مرة أخرى وسنسعى للفوز بالكأس القارية الـ15".
وتابع "عندما نلعب على أرضنا، نشعر أننا نستطيع فعل أي شيء. عائلاتنا قريبة منا، ونشعر بوحدة فريقنا وهذا ما يحدث الفارق". وأشار "أقول دائما إننا نريد الفوز بأي ثمن. إذا اضطررت إلى النزول للدفاع من أجل فوز فريقي، فسأنزل… وبيلينغهام ورودريغو أيضا. نحن من يجب أن نسجل الأهداف، لكننا دافعنا من أجل بلوغ نهائي آخر. وهذا ما فعلناه في كل المباريات حتى اللحظة".
وأضاف “أنا محظوظ لأنني أستطيع لعب جميع المباريات بهذا القميص، لعب كرة القدم، ولاسيما مع ريال مدريد حلم بالنسبة إلي. أتيت من ساو غونسالو، وهو مكان في البرازيل يقع على الجانب الآخر من العالم. عادة لا يغادر الناس ذلك المكان، تمكنت من مغادرته واللعب مع هذا الفريق، وسط عائلتي وهؤلاء المشجعين الذين يحبونني كثيرا.. سأفعل كل شيء من أجلهم".
◙ أنشيلوتي قال إن فلورنتينو بيريز هو القبطان، إنه رئيس رائع قادر على صناعة هذا الجيل الذي حقق أشياء كثيرة
عند الحديث عن أكبر الأندية في القارة العجوز، يُذكر دائما بايرن ميونخ بفضل الإنجازات العديدة التي حققها طوال تاريخه الممتد منذ عام 1900. فعلى مدار 124 عاما هيمن العملاق البافاري على الألقاب، فهو أكثر من توج بلقب البوندسليغا بواقع 33 مرة من بينها 11 لقبا على التوالي بين عامي 2013 و2023، كما توج بكأس ألمانيا بواقع 20 مرة.
لم تتوقف إنجازات البايرن عند الجانب المحلي، بل امتدت إلى البطولات القارية بدءا من الحقبة الذهبية للبافاري في سبعينات القرن الماضي عندما توج ببطولة أوروبا للأندية البطلة 3 مرات متتالية بين عامي 1974 و1976، ليملك في رصيده حاليا 6 ألقاب في دوري الأبطال. كما نجح البايرن في الفوز أيضا بلقب في كأس الاتحاد الأوروبي وآخر في كأس الكؤوس الأوروبية ليكون من بين أنجح الأندية العالمية.
كما أفرز العديد من الأسماء البارزة التي نجحت في الظفر بالكرة الذهبية 5 مرات من قبل وبجائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا مرتين، وتوج لاعبوه أيضا بالحذاء الذهبي الأوروبي 4 مرات. ومع ذلك بحث البايرن عن الهيمنة التامة التي سبقته إليها بعض الأندية وأراد الانضمام إليها، من خلال اكتساح كل الألقاب في موسم واحد أو كما يعرف بالفوز بالثلاثية التاريخية. فقبل عام 2013 نجحت 6 أندية في الظفر بالثلاثية التاريخية وهي سيلتك موسم (1966 – 1967) وأياكس (1971 – 1972) وآيندهوفن (1987 – 1988) ومانشستر يونايتد (1998 – 1999) وبرشلونة (2008 – 2009) وإنتر (2009 – 2010).
وكان للبايرن ما أراد في موسم 2012-2013 عندما توج بالثلاثية التاريخية للمرة الأولى في تاريخه تحت قيادة المدرب يوب هاينكس، ليصبح أول ناد ألماني يحقق هذا الإنجاز التاريخي، ليصف القائد التاريخي للبايرن فرانز بيكنبابور هذا الفريق بالأفضل على الإطلاق في تاريخ النادي، وكان ذلك نفس رأي المهاجم الأسطوري للنادي كارل هاينز رومينيغه.
وبالتالي نجح هاينكس في منح البايرن الهيمنة التامة التي بحث عنها طويلا، واللافت للنظر أن المدرب الألماني ولد يوم التاسع من مايو من عام 1945، ويبدو أن 9 مايو كان مقدرا له التميز بيوم الهيمنة. فكما فرض البايرن هيمنته التامة على الكرة العالمية مع هاينكس الذي ولد يوم التاسع من مايو، نجحت الأندية الإنجليزية في فرض هيمنة تامة غير مسبوقة في نفس اليوم.
مدرب محظوظ
ففي موسم 2018-2019 حقق ليفربول ريمونتادا تاريخية على برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال ليتأهل إلى المباراة النهائية، وحقق توتنهام انتصارا دراميا في اللحظات الأخيرة على أياكس أمستردام ليحجز مقعده هو الآخر في النهائي.
وفي يوم التاسع من مايو من عام 2019 تخطى تشيلسي عقبة أينتراخت فرانكفورت في نصف نهائي الدوري الأوروبي، وتخطى أرسنال عقبة فالنسيا في نصف النهائي الآخر، لتكتمل في ذلك اليوم الهيمنة الإنجليزية.
وكانت تلك المرة الأولى في تاريخ المسابقات الأوروبية التي ينتمي فيها جميع الفرق الأربعة المتأهلة للمباراة النهائية في المسابقتين إلى دولة واحدة، ليبقى التاسع من مايو من أيام الهيمنة التامة في كرة القدم.
وفي سياق آخر اعترف الإيطالي لوتشيانو سباليتي مدرب منتخب إيطاليا، بأن مواطنه كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، كان محظوظا في الفوز على بايرن ميونخ. وقال سباليتي في حوار مع صحيفة كوريري ديلا سيرا “الحظ لا يكون بجانبك إلا إذا كنت تستحقه".
وتابع "أنشيلوتي كان محظوظا ضد بايرن ميونخ، هذا بجانب وجود بعض الأخطاء التحكيمية، لكن ذلك لا يقلل من فوز الملكي".
وعن أكثر الفرق التي يستمتع بها حاليا في إيطاليا، علق "باستثناء إنتر ميلان الذي فاز بلقب الكالتشيو عن جدارة، هناك بولونيا الذي يقدم كرة رائعة مثل نابولي". ونوه "بيولي مدرب جيد، لقد قام بعمل رائع في ميلان، لكنني لن أشارك في الديناميكيات الداخلية للأندية”.