لاوتارو في الاتجاه المعاكس لدرب توهج الأرجنتين

المهاجم الأرجنتيني يسير في الاتجاه المعاكس لدرب الانتصارات الذي يخطه منتخب التانغو حيث مازال صائما عن تسجيل الأهداف.
الخميس 2022/12/08
لعنة النحس تتواصل

الدوحة - في حين تتقدّم الأرجنتين بخطوات ثابتة في مونديال قطر لكرة القدم وترفع من وتيرتها من مباراة إلى أخرى، يسير المهاجم لاوتارو مارتينيز في الاتجاه المعاكس لدرب الانتصارات الذي يخطه منتخب "ألبيسيليتسي" حيث مازال صائما عن تسجيل الأهداف.

وشكّل مارتينيز في السنوات الأربع الأخيرة وتحديدا منذ مونديال روسيا 2018 الخيار الأول في صفوف "راقصي التانغو"، فلعب إلى جانب النجمين ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا ضمن ثلاثي الهجوم.

حافظ مهاجم إنتر الإيطالي على مكانته في المباراتين الأولين في منافسات دور المجموعات في قطر، متسلحا بسجله الصلب المتضمن 21 هدفا في 44 مباراة بقميص بلاده.

لكن يبدو أن كل شيء انهار سريعا لمارتينيز في العرس الكروي العالمي، لدرجة أنه وجد نفسه ضحية تعليقات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد فوز الأرجنتين على أستراليا 2 - 1 في ثمن النهائي.

تعليقات لاذعة

انتقادات لاذعة بلغت حدود التشبيه
انتقادات لاذعة بلغت حدود التشبيه.. ميسي يحاول التهدئة 

مع نهاية اللقاء، وبعد دخول مارتينيز من على مقاعد البدلاء، شعر عشاق الكرة المستديرة أن ميسي يحاول بشتى الطرق تمرير كرة باكورة أهداف زميله في المونديال. وبعد إحدى المراوغات الساحرة من ميسي مرر الكرة إلى مارتينيز داخل منطقة الـ18 ياردة حيث وجد ابن الـ25 عاما نفسه بمواجهة الحارس، غير أن تسديدته علت المرمى.

وكانت الأمور ستكون مغايرة لمهاجم نيراتزوري لو نجح في التسجيل، علما أنه كان هز الشباك مرتين في الخسارة أمام السعودية 1 – 2 في مستهل مغامرة الأرجنتين، غير أن الحكم المساعد والفيديو المساعد “في آيه آر" كانا له بالمرصاد بسبب تسلله في الحالتين كلتيهما. وأمام المكسيك، افتتحت الأرجنتين بفضل تسديدة خارقة من ميسي والتسجيل بعد دقيقة من خروج مارتينيز ودخول خوليان ألفاريز بدلا منه.

خسر مارتينيز مركزه لصالح ألفاريز مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي في المباراة الأخيرة لدور المجموعات أمام بولندا (2 – 0)، ليعيد ثقته به بتسجيله هدفين في مباراتين خاضهما أساسيا. وبعدما دخل بدلا من ابن الـ22 عاما قبل 20 دقيقة من صافرة النهاية، حصل مارتينيز على ثلاث فرص لقتل المباراة أمام "سوكروز".

وتسبب الفشل الذي رافق مارتينيز بتعرضه لانتقادات حادة وباطلاق سلسلة من الصور الفكاهية والنكات اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن البعض ذهب بعيدا بتشبيهه مهاجم إنتر بمواطنه غونسالو هيغواين الذي أضاع فرصة بعدما انفرد بالحارس مانويل نوير في نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا (خسرت الأرجنتين 0 – 1 بعد التمديد).

دور المنقذ

دفاع مستميت عن الجوهرة
دفاع مستميت عن الجوهرة 

سارع ميسي والمدرب ليونيل سكالوني للدفاع عن المهاجم “المنحوس”، فقال “البرغوث” الصغير “لاوتارو هو لاعب مهم جدا بالنسبة إلينا، هو مهاجم، يعيش من أجل الأهداف”. ربما كان يدرك ذلك، لأنه حاول يائسا أن يجعل شريكه في الهجوم مارتينيز يهز الشباك أمام أستراليا.

وقال سكالوني عندما سُئل عن أخطاء المهاجم أمام أستراليا “لقد أنقذنا لاوتارو مرات عدة، لا أريد التحدث عن هذه التفاصيل، سيكون ذلك غير عادل على لاوتارو الذي قدّم لنا وسيظل يمنحنا الكثير من السعادة”.

ومن المؤكد أن يحتفظ ألفاريز بمركزه الأساسي أمام هولندا الجمعة في ربع النهائي. وأضاف سكالوني “من الرائع أن خوليان يسجل ولاوتارو سيسجل أيضا”، رغم أن مسار اللاعبين لا يتقابلان اذ يتألق الأوّل في قطر في حين خفت وهج الثاني.

وفي حين يلعب مارتينيز أساسيا في إنتر، لم يخض ألفاريز سوى 3 مباريات أساسيا مع سيتي من أصل 14 مباراة في الدوري، علما أنه حصل على هذه الفرصة في مباراتين إما لإصابة المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند أو عودته من الإصابة.

ورغم ذلك، سجل ألفاريز ثلاثة أهداف في المباريات الثلاث التي خاضها أساسيا، من دون أن يهز الشباك في مبارياته التسع كبديل.

ومع تألق ميسي وإثبات مرة جديدة أنه مصدر إلهام للأرجنتين، بتسجيله ثلاثة أهداف وتمريره كرة حاسمة في مونديال قطر، لن يمانع الأرجنتينيون من يسجل الأهداف، طالما استمر المنتخب في السير على طريق الفوز. وتتحول انتصارات "راقصي التانغو" إلى تجربة حلوة ومرة لمارتينيز ولبديله ألفاريز.

18