لامبيرتس باي سحر السياحة الطبيعية في جنوب أفريقيا

لامبيرتس باي (جنوب أفريقيا) – لا تقتصر السياحة في جنوب أفريقيا على رحلات السفاري وسط البراري الأفريقية فحسب، بل يمكن للسياح في مدينة لامبيرتس باي على الساحل الغربي الاستمتاع بمراقبة الحيوانات والطيور. ولا تزال هذه المدينة الصغيرة تعتمد على الصيد، ولكن السياحة تمثل مستقبلها، وليس هناك أي مظاهر للفخامة في الميناء لأنه مكان للعمل والصيد حاليا.
ويشاهد السياح سفن الصيد الراسية على رصيف الميناء، ومن أمامها يجلس الرجال بملابسهم البيضاء وهم يقطعون الأسماك، أو رقائق البطاطس، حيث يتم توريد البطاطس من المزارع المحيطة بالمنطقة، ويتم بيع هذه الرقائق في جميع أنحاء البلاد.
ومن أهم ما تقدمه مدينة لامبيرتس باي لعشاق الطبيعة هو مراقبة الطيور. ويقول الحارس إيف تشيسليت “يعيش في الجزيرة حوالي 22 ألف طائر”، ويحظى السياح في الجزيرة بفرصة نادرة لمشاهدة طيور الكاب ذات العيون الزرقاء، بالإضافة إلى طيور الغاق وطيور البطريق الأفريقية.
وتقع الجزيرة الصغيرة على مسافة 100 متر من الميناء الصغير، وقد تم إخفاء مدخل الجزيرة عن طريق كاسر الأمواج الضخم الموجود في زاوية معزولة بعض الشيء في منطقة الميناء، وتفتقر هذه المنطقة إلى اللوحات الإرشادية، ولكن يمكن للسياح الوصول إلى هناك من خلال الاستفسار من المارة.
ويمكن للسياح أيضا مشاهدة الحيتان وعجول البحر عندما تأتي إلى المياه قبالة المدينة الساحلية للتزاوج، وغالبا ما تضم هذه المنطقة 37 نوعا من الحيتان التي تعيش في هذه المياه الساحلية بالإضافة إلى الدلافين وعجول البحر.
وتساعد هذه العوامل على زيادة النشاط السياحي في المنطقة وجذب أعداد غفيرة من السياح من ناميبيا المجاورة وأوروبا، كما ينعم عشاق ركوب الأمواج بأجواء الإثارة والمتعة على الأمواج المتتابعة أمام الساحل، بالإضافة إلى إمكانية الغوص والتجديف في المياه الساحلية.
وبالنسبة إلى السياح الذين لا يفضلون ممارسة الرياضيات المائية، يمكنهم الاستمتاع ببعض الأنشطة البديلة في المنطقة المحيطة، من خلال الانطلاق في جولات التجول وسط الطبيعة البكر التي لم تعبث بها يد الإنسان في جبال “سيدير”، التي تقع على مسافة 80 كلم من مدينة لامبيرتس باي، وتوجد المزارع الرئيسية لشاي رويبوس حول منطقة كلان ويليام.
ولا يزال الساحل الغربي لجنوب أفريقيا على طبيعته ولم تعبث به يد الإنسان في الكثير من المواقع، حيث تتحول السهول الواسعة والمستوية إلى بحور من الزهور لبضعة أسابيع ما بين شهري يوليو وأكتوبر من كل عام. وأوضح هانس كوتزي قائلا “هذه المنطقة هي جنّتنا”، ويمكن للسياح الاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية الخلابة من خلال السير على طرق محددة.