كورونا يوصد أبواب فندق لبناني عمره 70 عاما

فندق البريستول العريق مغلق بسبب انهيار اقتصادي حاد فاقمته إجراءات التصدي لفايروس كورونا.
الأحد 2020/04/19
قاعات الفندق تفقد زبائنها

اضطر فندق لبناني عريق لإقفال أبوابه بعد سبعة عقود من الصمود في وجه كل العقبات والأزمات التي مر بها لبنان، وذلك جراء انتشار فايروس كورونا الذي فاقم انهيار الاقتصاد.

بيروت – أقفل فندق البريستول العريق في بيروت أبوابه، السبت، بعد نحو سبعة عقود من افتتاحه، في خطوة تأتي على وقع انهيار اقتصادي حاد فاقمته إجراءات التصدي لفايروس كورونا المستجد، وفق ما أكد مسؤول فيه.

وشكّل الفندق ذو النجوم الخمس الذي تأسّس عام 1951، شاهداً على عدة حقب من تاريخ لبنان. واستضاف العديد من الشخصيات السياسية والنجوم من أنحاء العالم في سنوات الازدهار التي عرفها لبنان قبل الحرب الأهلية، وبقيت أبوابه مشرعة خلال الحرب، وبعدها خلال سنوات الألفين التي شهدت اغتيالات وأزمات متتالية، حين كان يستضيف صحافيين أجانب.

وقال مدير الفندق اللبناني الفرنسي جوزف كوبات “منذ شهر أكتوبر الماضي ومع كورونا حالياً، وعلى وقع المشاكل المالية التي نشهدها في البلد، انخفض معدل الإشغال إلى مستوى متدن جداً”.

وأضاف كوبات أنه بعد تريّث لستة أشهر، “قررت الشركة المالكة إغلاق الفندق في انتظار أيام أفضل، وفي الوقت الراهن هذا الإغلاق دائم”، بعدما “بات الوضع الاقتصادي لا يُحتمل”.

وأقفل الفندق منذ تأسيسه فقط في الفترة الممتدة بين عامي 2013 و2015 خلال أعمال إعادة تأهيل كلفت ملايين الدولارات، وفق مديره.

وعرف فندق البريستول اللبناني أيضا بمطعمه الفاخر وصحنه اليومي ومحل الحلوى والشوكولاتة الذي كان يقصده كثيرون.

واحتضن الفندق في 2004 و2005 اجتماعات دورية لأركان المعارضة آنذاك الذين أطلقوا على تجمعهم اسم “لقاء البريستول” تيمنا باسم الفندق. وشكل نواة “قوى 14 مارس” التي نشأت بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ولعبت دورا أساسيا في قيادة الشارع المنتفض لإخراج الجيش السوري من لبنان.

وقال كوبات الذي يعمل في المجال الفندقي منذ أربعين عاماً إنه لم يشهد مثيلاً للوضع “الكارثي” الراهن في لبنان مع غياب تام للزبائن، مناشداً المسؤولين “التفكير بخطة إنقاذ”.

وقالت المديرة المساعدة التنفيذية في الفندق باسكال سلوان إنه “إغلاق كامل لأسطورة البريستول”، موضحة أن مستحقات الموظفين ستُدفع الأسبوع المقبل.

وعلّقت فنادق فخمة عدة عملها مؤخراً في لبنان مع تراجع نسبة الإشغال إلى الصفر، نتيجة تراجع الحركة السياحية منذ نهاية الصيف، على وقع انهيار اقتصادي غير مسبوق، ومن ثم إقفال مطار بيروت قبل شهر في إطار خطة تعبئة عامة أعلنتها الحكومة لمواجهة فايروس كورونا المستجد.

وتواجه البلاد صعوبات اقتصادية خطيرة وأزمة سيولة حادة تفاقمت بعد بدء احتجاجات غير مسبوقة في أكتوبر الماضي ضد الطبقة السياسية بأكملها المتهمة بالفساد وفشلها في إدارة الأزمات المتلاحقة.

وخسر عشرات الآلاف من اللبنانيين وظائفهم أو جزءا من رواتبهم جراء الأزمة خلال الأشهر الستة الماضية. واضطرت العديد من الشركات لإغلاق أبوابها بينها مجمع تجاري ضخم قرب بيروت كان يوفر فرص عمل لـ500 شخص.

وفاقم انتشار كوفيد – 19 الوضع الاقتصادي المتردي أساساً خصوصا بعد وقف حركة النقل براً وبحراً وجواً في بلد لطالما اعتمد اقتصاده على الخدمات والسياحة التي تراجعت وتيرتها تدريجيا على وقع النزاع في سوريا المجاورة منذ 2011.

وسجّل لبنان رسميا حتى الآن 672 إصابة بالفايروس بينها 21 وفاة.

وتعمل الحكومة على وضع خطة اقتصادية “إنقاذية” تثير انتقادات كثيرة حتى قبل إقرارها. وتقدّر السلطات حاجة لبنان اليوم إلى أكثر من 80 مليار دولار للخروج من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، من ضمنها ما بين 10 إلى 15 مليار دولار على شكل دعم خارجي خلال السنوات الخمس المقبلة.

24