كورونا يطل من شاشة التلفزيون على عشاق المسلسلات

أغلب الأعمال التلفزيونية الأميركية تسلط الضوء على جائحة كورونا وانعكاساتها على الحياة اليومية.
الجمعة 2020/11/13
قلق الأزمة الصحية ينعكس على أبطال مسلسلات عريقة

اختارت بعض الأعمال التلفزيونية الأميركية الشهيرة وكذلك الفرنسية أن تسلط الأضواء في مواسمها لهذا العام على جائحة كورونا وانعكاساتها على الحياة اليومية والتطرق إلى تبعاتها الاقتصادية على العالم.

لوس أنجلس – تحضر جائحة كورونا وانعكاساتها على الحياة اليومية في الأعمال الروائية التلفزيونية المقبلة وخصوصا المسلسلات الأميركية التي تفاعلت بشكل كبير مع الحدث الصحي الذي يشهده العالم، من “غريز أناتومي” إلى “ذيس إز آس”، وكذلك في فرنسا من خلال فيلم “كونيكتيه”.

وعاد جرّاحو “غريز أناتومي” إلى العمل على الشاشة الصغيرة الخميس ولكن ببزات طبيّة تشبه ملابس رواد الفضاء. وإذا كانت الأزمة الصحية أخّرت إطلاق الموسم السابع عشر من المسلسل في الولايات المتحدة، فهو يغوص في قلب الواقع الناتج من الوباء.

وأكدت كريستا فيرنوف، المنتجة التنفيذية لـ”غريز أناتومي”، أنه من غير الممكن لهذا المسلسل الطبيّ الذي سجّل الرقم القياسي في الاستمرارية على الشاشة “أن يتجاهل القصة الطبيّة الأكبر في هذا العصر”، مشيرة في تدوين صوتي نشرته “هوليوود ريبورت” إلى أن ثمّة مسؤولية حيال العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وفي نظر المسؤولين عن مسلسل “شيكاغو مِد” أيضا، كان من البديهي التطرق إلى الوضع الصحي الراهن، حيث قال كل من أندرو شنيدر وديان فرولوف إن عدم تناول كوفيد – 19 “كان ليبدو غير واقعي”.

وتتطرق الحلقة الأولى من الموسم السادس التي أطلقت الأربعاء بشكل واسع إلى “الإرهاق” الذي سبّبته الجائحة، ويحضر هذا الجوّ في خلفية الحلقات التالية وخصوصا لجهة “البروتوكولات الجديدة التي اعتُمِدت لحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية من الفايروس”.

وتحضر الجائحة كذلك في برامج طبية أخرى، من بينها “ذا غود دكتور” و”ذا ريزيدنت” وسواهما، لكنّ التطرق إلى تبعاتِها الاقتصادية والمجتمعية لا يقتصر على هذا النوع من الأعمال التلفزيونية، بل يمتدّ إلى غيره أيضا.

وفي المسلسل الدرامي “ذيس إز آس” الذي انطلق موسمه الخامس، تضع عائلة بيرسون الكمامات، ويقبّل أفرادها بعضهم بعضا عن بُعد، أو قد تعاني من تأجيل تجربة سريرية لمرض مروّع آخر.

وركز “ذا كونرز”، وهو تتمة للمسلسل الكوميدي “روزان”، على “المنظور الاقتصادي”، من خلال تتبُّع قصة عائلة عمالية “تعيش وضعا ماليا صعبا وتفتقر في معظم الأحيان إلى شبكة أمان”، وفقا لديف كابلان، أحد مؤلفيها ومنتجيها التنفيذيين.

وبعد أن تعود كل العائلة للعيش تحت سقف منزل واحد، يتلقى الوالد إشعارا بإخلائه، فيما تحاول شقيقة زوجته إنقاذ مطعمها من خلال تحوّلِها عاملة توصيل طلبات على الدراجة الهوائية.

وقال كابلان “بدا لنا طبيعيا أن نُدخِل كوفيد – 19” في أحداث المسلسل وحياة شخصياته التي “كانت لديها مشاريع، وكانت تسعى جاهدة إلى تحسين وضعها المهني” قبل أن يؤدي الوباء إلى وقف كل ذلك.

Thumbnail

وشاء الفريق كذلك في خطوة نادرة، أن يعكس المسلسل وجهة نظر بعض الأميركيين الرافضين للامتثال للعلم والقيود الصحية. وأوضح كابلان أن “هذا الأمر موجود” في الولايات المتحدة، وكان لا بدّ من أن يحضر في المسلسل.

ولاحظ بروس هلفورد، أحد منتجي وكاتبي سيناريو “كونرز” أن الجائحة أوجدت كذلك “حالات جديدة” وفرصة لإدراج بعض اللمسات الفكاهية انطلاقا من هذه العناصر.

إلا أن حضور الجائحة ليس بالقدر نفسه في الأعمال الفرنسية حتى الآن، ولو أن المسلسل الرومانسي “بلان كور” على “نتفليكس” أفرد حلقة خاصة للحجر هذا الصيف.

أما مسلسل “آن سي غران سوليه” اليومي عبر “فرانس 2” فلم يتطرق مباشرة إلى الجائحة، بل تناول نتائجها العرضية، إذ إن بطلته كلير، وهي ممرضة تتقاضى راتبا سيئا، تجد الحلّ في السطو على ممتلكات عدد من الأثرياء بالتعاون مع موظفة في متجر سوبرماركت بذلت، مثلها، جهدا كبيرا في عملها، بحسب كاتب السيناريو أوليفييه زولزينغر.

وإذا كان زولزينغر يعتزم الإقلال من الإشارات إلى الفايروس لكي يوفّر للمشاهدين “فسحة للتنفس في خضمّ الوضع” الكئيب، فإن آخرين تناولوا الأزمة بشكل مباشر.

ويستعرض “سوشل ديستنس” في حلقاته الثماني عبر نتفليكس قصصا عن الحفاظ على العلاقات الاجتماعية عبر الشاشات والتطبيقات، في حين يروي خمسة أشخاص قصصهم عبر كاميرا الويب في فيلم “كوستل إليتس” (إتش.بي.أو).

وفي فرنسا أيضا، يعكف داني بون على إعداد كوميديا لحساب نتفليكس تتمحور على الحجر في مبنى باريسي.

وكشفت “أمازون” الخميس عن فيلم “كونيكتيه”، وهو مزيج من الإثارة والكوميديا في أجواء العالم الافتراضي، مع ميكايل يون وأودري فلورو.

ولفت رومويالد بولانجيه، مخرج “كونيكتيه” إلى أن هذا الفيلم يتناول موضوعا مطروحا بقوة في المرحلة الراهنة، مضيفا “أنا مقتنع بضرورة أن نخبر قصصا تمسّنا مباشرة”.

Thumbnail
24