كورونا لا يعطل السعوديين عن حضور مزادات الصقور

أول صقر في المزاد من نوع شاهين "قرناس ثنو" لمالكه فواز معجون الهديب بيع بمبلغ 70 ألف ريال (ما يعادل 18664 دولار أميركي) بعد منافسة قوية في عملية البيع.
الثلاثاء 2020/10/06
الهواية تهزم كورونا

نالت هواية تربية الصقور في السعودية وفي دول الخليج الأخرى اهتماما كبيرا، وتضاعف عدد محبيها فتطورت تقاليدها وآدابها، ويسعى نادي الصقور السعودي لتنظيم سوق الصقور في المملكة، من خلال إقامة مزاد لها يستهدف تشجيع الاستثمار والحفاظ على حيوية نشاط يصفه الكثيرون بأنه جزء لا يتجزأ من التراث السعودي.

الرياض – تحت الأضواء البراقة والألوان الزاهية، تتألق قاعة بالعاصمة السعودية يقف على منصتها دلال حاملا طائر الصقر الشهير بينما يرفع الحضور بحماس لوحات صغيرة على أمل شراء الطائر الجارح.

يستهدف المزاد الذي انطلق السبت ويستمر 45 يوما، وينظمه نادي الصقور السعودي، دعم الاستثمار في مجال الصقور في المملكة، وتطوير مزادات الصقور والارتقاء بمستوى آدائها، وتنظيم آلية بيع وشراء الصقور داخل المملكة، وتعزيز هواية الصيد بالصقور ودعم المهتمين بها، ويستهدف عدة فئات، وهم مُلاك الصقور، ومنظموا مزادات الصقور، والصقارون من المملكة ودول الخليج العربي، وكبار الشخصيات ورجال الأعمال المهتمين بالصقور، وأفراد المجتمع.

وقال بدر المحيميد، عضو لجنة تنظيم مزاد نادي الصقور “أتى المزاد بتنظيم عالي المستوى وعدد مقنن من الحضور الذين يلتزمون بتطبيق الإجراءات الاحترازية، من قياس حرارة والالتزام بالكمامات وتعقيم اليدين لضمان سلامة القائمين على تنفيذ المزاد والمشاركين والزوار”. وكانت الصقارة، وهي تقليد تربية الصقور وتدريبها على الصيد، أسلوب حياة التجأ إليه العرب الرحل للعيش في الصحراء.

وبيع أول صقر في المزاد الذي ينظمه نادي الصقور السعودي من نوع شاهين “قرناس ثنو” لمالكه فواز معجون الهديب، بمبلغ 70 ألف ريال (ما يعادل 18664 دولار أميركي) بعد منافسة قوية في عملية البيع، فيما بيع الصقر شاهين “قرناس بكر” لمالكه صالح المطيري بـ51 ألف ريال.

واشتدت المنافسة على الصقر الثالث شاهين “قرناس” لمالكه صالح المطيري، والذي بيع بـ91 ألف ريال، واختتم مزاد اليوم الأول بالصقر شاهين “قرناس” للطاروح عبدالرازق رزق الله الحسناني، وبيع بـ106 آلاف ريال.

وأعرب سلطان المواش الذي اشترى أول طائر في المزاد عن سعادته، قائلا “أنا سعيد أن آخذ أول طير، هذا بالنسبة لي شرف كبير، أحب أن أكون الأول في مزاد يحيي التراث ويحافظ على هواية الأجداد”.

اشتداد المنافسة
اشتداد المنافسة

ويؤكد صقارون على أن حجم مزادات الصقور في المملكة لا يعد كبيراً، على الرغم من أن هواية الصيد بالصقور لها شعبيتها ومحبوها، لكنها كانت قبل تأسيس نادي الصقور في العام 2017 لا تتجاوز بضعة مزادات شمال وغرب المملكة، ويمكن وصفها بأنها تجمعات محدودة لبعض المهتمين بهذا المجال، تقام بشكل غير رسمي في بعض الأحيان.

وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الصقارة رياضة معقدة ومكلفة، يحتفظ فيها أصحاب الطيور بمئات الآلاف من الدولارات في أقفاص واسعة مكيفة الهواء، ويستخدمون بالونات الهيليوم والطائرات المسيرة في تدريبها على ارتفاعات عالية. وقال أحد المشترين، وهو سفر بن مانيس، إن هذه الهواية تضرب بجذورها في التراث القديم للبلاد. وأضاف “وله السعوديين بالصقور هواية ضاربة في الجذور أخذناها من الآباء والأجداد، هذا الإرث العظيم حينما ينتقل إلينا يجب علينا المحافظة عليه، لذلك نقيم له مسابقات الآن وأصبح للصقور ترتيب وجوازات سفر حتى نستطيع أن نسافر بها للقنص في أي بلد آخر بشكل نظامي”.

أقيم المزاد وسط إجراءات احترازية مشددة في ظل تفشي فايروس كورونا المستجد، ويقول المنظمون إن الجمهور كان محدودا، مع فرض إجراءات التباعد الاجتماعي، وقياس حرارة جميع الحاضرين.

واشتعل الحماس في القاعة عندما كان جمهور الحاضرين يقدم العروض على الطيور المعروضة. وبلغت قيمة المبيعات 318 ألف ريال سعودي (85 ألف دولار) في نهاية اليوم الأول، فيما بيع أحد الصقور بمبلغ 106 آلاف ريال سعودي (28 ألف دولار).

وقال حمدي المطيري الدلال الذي أدار المزادات “كما ترى، اليوم لم يحضر كثير من الناس بسبب كورونا.. لكن إذا خفّت جائحة كورونا سترجع المزادات كما كانت من قبل”.

وتكفل نادي الصقور بتأمين المواصلات والسكن لملاك الصقور الراغبين في دخول المزاد من جميع المناطق، وإصدار شهادة توثيق وتصدير للصقور المشاركة، بالإضافة إلى تركيب الحجل الإلكتروني للصقور، ودخول السحب على جوائز للمشاركين في المزاد، كما أن عمليات البيع والشراء في المزاد لا تخضع لأي رسوم، دعماً للاستثمار في مجال الصقور، وتعزيزاً لهذه الهواية والمهتمين بها.

إجراءات احترازية
إجراءات احترازية

 

24