كوت ديفوار ترفع التحديات لاستضافة تاريخية لأمم أفريقيا

أمن الجماهير يبقى السبب الرئيس للقلق الذي أثارته مصادر متخصّصة عدّة.
الأربعاء 2023/12/20
جاهزية تامة

أبيدجان - رفعت كوت ديفوار وتيرة أعمالها بعد مخاوف بشأن استعداداتها لاستضافة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بدءا من 13 يناير، حيث تضع حاليا اللمسات الأخيرة داخل الملاعب وخارجها، تحضيرا لحدث قاري تنتظره القارة السمراء كل عامين.

وأكّد رئيس اللجنة المنظمة لكأس أفريقيا فرانسوا أميتشيا أن “كل الأنظار ستتجه نحو كوت ديفوار وليس لدينا أي خوف حقيقي”.

ويتناقض هذا الهدوء مع مخاوف تعزّزت في الثاني عشر من سبتمبر. ففي تلك الأمسية، غمرت عاصفة قوية عشب ملعب إبيمبيه الأولمبي الذي يتسع لـ60 ألف متفرج وبُني بتكلفة كبيرة للكأس القارية في ضواحي أبيدجان، مما أدى إلى إيقاف مباراة ودية بين كوت ديفوار ومالي.

ولخّصت السلطات آنذاك ما حصل بأنّه “أمطار استثنائية”، لكنها تصرفت على نحو سريع بإقالة رئيس الوزراء باتريك آتشي ووزير الرياضة بولان دانهو.

كُلّفت بعدها شخصية جديدة لرئاسة الحكومة هي روبير بوغريه مامبيه مع توليه أيضا حقيبة الرياضة، بمهمة واضحة “تنظيم أجمل كأس أمم أفريقية في التاريخ”.

وبعد ثلاثة أشهر، يبدو أن ملعب إبيمبيه، الذي سيستضيف عشر مباريات، بما في ذلك المباراة الافتتاحية والمباراة النهائية في 11 فبراير، قادر الآن على امتصاص المياه من العواصف.

وقال رئيس الاتحاد الإيفواري لكرة القدم إدريس ديالو “لقد انزعجنا جميعا مما رأيناه. لكن السلطات تعاملت مع المشكلة بشكل مباشر وتمت تسوية العشب بالكامل”.

إرث ثقيل

رئيس اللجنة المنظمة لكأس أفريقيا فرانسوا أميتشيا أكّد أن كل الأنظار ستتجه نحو كوت ديفوار وليس لديه أي خوف حقيقي

ويؤكّد ديدييه باسكال، مدير الأعمال في شركة غريغوري التي تولت مهمة الإنقاذ “لم يكن لدى العشب ما يكفي من الانحدار وكانت التربة تفتقر إلى النفاذية. قمنا بتركيب فتحات للتسرب، نظّفنا وأعدنا زرع البذور وتصحيح تخطيط العشب. لقد عملنا 20 ساعة يوميا لمدة أسبوع مذ ذلك الحين، شهدنا عواصف كبيرة ولا بركة واحدة”.

وستستضيف خمسة ملاعب أخرى، تم بناؤها أو تجديدها، المباريات في أبيدجان، ياموسوكرو (وسط)، بواكيه (وسط)، سان بيدرو (جنوب) وكورهوغو (شمال).

ويتوقع ديالو “بفضل ملاعبنا، سنصبح مركزا لفرق المنطقة التي ليس لديها ملاعب معتمدة. في السابق، كانوا جميعا يلعبون في المغرب، والآن سيأتون إلى هنا”. كما هي الحال مع كل حدث رياضي كبير، يُطرح السؤال حول إرث الملاعب، خصوصا في بلد لا تجتذب فيه البطولة المحلية اهتمام الجماهير. ويأمل المنظمون في أن تحصل الفرق الإيفوارية في دوري الدرجة الأولى والتي تلعب جميعها تقريبا في أبيدجان في الوقت الحالي، على عدد أكبر من المتفرجين بفضل الملاعب الأقرب إلى موطنها.

وباستخدام ما يقارب 1.5 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات، سمحت كأس أفريقيا بتسريع بعض مشاريع البنى التحتية.

وأعيد تصميم الطريق “الكوتي” الذي يبلغ طوله 350 كيلومترا والرابط بين العاصمة الاقتصادية وميناء سان بيدرو الكبير بالكامل، مما أدى إلى خفض وقت السفر بين المدينتين إلى النصف وتم تمديد طريق سريع آخر لربط أبيدجان بمدينة ياموسوكرو ثم بواكيه، وهما المدينتان المضيفتان. كما بُني العديد من التجمعات الخاصة لكأس أفريقيا لاستيعاب الفرق.

حدث استثنائي

باستخدام ما يقارب 1.5 مليار دولار من إجمالي الاستثمارات، سمحت كأس أفريقيا بتسريع بعض مشاريع البنى التحتية

وفي ظل مشاركة 24 دولة منها المتاخمة لكوت ديفوار كبوركينا فاسو وغينيا وغانا، يمكن لكأس الأمم الأفريقية أن تجذب ما يصل إلى 1.5 مليون زائر، وفقا للمنظمين.

ويُعدّ هذا الحدث استثنائيا بالنسبة إلى دولة استضافت المسابقة مرة واحدة فقط، في عام 1984، حين شاركت فيها ثماني دول فقط.

وتشكّل مسألة الأمن أيضا أحد الأسئلة الأساسية، فبالإضافة إلى الخطر الجهادي في هذا البلد المتاخم لمالي وبوركينا فاسو، فإن موضوع أمن الجماهير هو السبب الرئيس للقلق الذي أثارته مصادر متخصّصة عدّة.

وقبل عامين، لقي ثمانية أشخاص حتفهم في تدافع خلال دور الـ16 لكأس الأمم الأفريقية في الكاميرون. وأكد المدير العام للشرطة الإيفوارية يوسف كوياتيه “سنفتح الملاعب في وقت مبكر جدا، وننظّم الجماهير في طوابير حتى يتمكّنوا من الدخول بهدوء. وسنطلب من الناس الحضور مبكرا”.

وسيُنشر حوالي 17 ألف عنصر من الجيش والأمن بالإضافة إلى 2500 مراقب لتأمين المسابقة. بدوره، قال رئيس الشرطة “هذا ليس الحدث الكبير الأول الذي تستضيفه كوت ديفوار، فقد استضفنا الألعاب الفرانكوفونية (في عام 2017). نحن مرتاحون”.

17