كوبر ينشد الظهور الثاني في المونديال من بوابة الكونغو

خبرة خليلوزيتش تحفز أسود المغرب لتكرار إنجاز 2018.
الاثنين 2022/03/14
رهان صعب

يتطلع منتخب الكونغو الديمقراطية إلى تحقيق مفاجأة في مشوار المرحلة الأخيرة للتصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2022 عن قارة أفريقيا. وأوقعت القرعة منتخب الكونغو الديمقراطية في مواجهة صعبة ضد المغرب صاحب التاريخ العريق في المشاركات المونديالية، لكن المنتخب الكونغولي يتسلح بخبرات مدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر.

الرباط - لم يصعد منتخب الكونغو الديمقراطية إلى نهائيات كأس العالم سوى مرة وحيدة في نسخة 1974، كما لم يتأهل لآخر نسخة في كأس الأمم الأفريقية والتي يحمل لقبها من قبل مرتين.

ويبحث المنتخب الكونغولي عن استعادة أمجاده وذكريات التألق مع الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي يلقبه البعض بالعبقري المنحوس.. فهل يظهر كوبر للمرة الثانية على التوالي في المونديال بعد نجاحه في قيادة منتخب مصر لكأس العالم؟ لا يخفى على أحد تاريخ كوبر التدريبي مع أندية كبرى في قارة أوروبا وعلى رأسها فالنسيا الإسباني الذي قاده مرتين إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على التوالي، لكنه خسر الرهان في النسختين عامي 2000 و2001 بجانب قيادة ريال مايوركا الإسباني إلى نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1999.

الإنجاز الأهم

كوبر يضع رهانه على دويتو الهجوم سيدريك باكامبو مهاجم مارسيليا الفرنسي بجانب قدرات المخضرم ديوميرسي مبوكاني لاعب الكويت الكويتي

لكن تاريخ كوبر مع المنتخبات اقتصر على 3 محطات قبل الكونغو وهي جورجيا ومصر وأوزبكستان، إلا أن الإنجاز الأهم في مسيرته مع هذه المنتخبات بلا شك قيادة منتخب مصر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 بعد غياب طويل دام 28 عاما.

وصنع كوبر توليفة مميزة للفراعنة وأعاد بريق منتخب مصر بعد خيبة أمل عارمة نتيجة الغياب عن كأس الأمم الأفريقية 3 مرات على التوالي والخروج المرير من تصفيات كأس العالم 2014 بالخسارة أمام غانا بنتيجة 1-6.

وقاد كوبر منتخب مصر إلى وصافة كأس الأمم الأفريقية 2017 ثم صعد بالفراعنة إلى نهائيات مونديال 2018 بعدما كون فريقا جيدا اعتمد كثيرا على تألق النجم محمد صلاح بجانب القدرات الجماعية والأداء الدفاعي في أسلوب المدرب الأرجنتيني.

تولى كوبر صاحب الـ66 عاما قيادة المنتخب الكونغولي قبل 10 أشهر تقريبا وقدم بداية مهزوزة، إلا أنه نجح في النهاية في تخطي مجموعته بالمرحلة الثانية بالتصفيات المونديالية على حساب بنين.

ويحاول كوبر مع منتخب الكونغو الديمقراطية الاستفادة من قوة مهاجمي الكونغو وهو ما دفعه إلى تطبيق طريقة 4-4-2 الكلاسيكية والرهان عليها في مباريات مرحلة المجموعات.

ويضع كوبر رهانه على دويتو الهجوم سيدريك باكامبو مهاجم مارسيليا الفرنسي بجانب قدرات المخضرم ديوميرسي مبوكاني لاعب الكويت الكويتي، الذي لعب لعدة أندية أوروبية، كما يملك كوبر مهاجما مميزا وهو بن مالانغو مهاجم الشارقة الإماراتي.

ويسعى كوبر أيضا استغلال انطلاقات الجناح الخطير يانيك بولاسي الذي يلعب في ريزا سبور التركي، وأيضا سرعات شيدراك أكولو في الجبهة اليمنى مع الحذر الدفاعي وغلق المساحات وهو ما يجيده كوبر الذي استقبل معه منتخب الكونغو 5 أهداف في 8 مباريات وحافظ على نظافة شباكه خلال 3 مباريات.

التعبئة القصوى

الجيل الحالي لمنتخب المغرب بقيادة وحيد خليلوزيتش، لا سبيل أمامه غير عبور حاجز منتخب الفهود العنيد ذهابا وإيابا

في الطرف المقابل يحمل الجيل الحالي لمنتخب أسود الأطلس، أحلام الملايين من الجماهير المغربية، للتأهل إلى نهائيات كأس العالم “قطر 2022”.

ووصل الأسود إلى المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال. وهناك حالة من التعبئة القصوى داخل المغرب، للفوز من أجل ضمان التأهل للمرة الثانية على التوالي إلى المونديال، وهو الإنجاز الذي حققه منتخب الأسود خلال نسختي 1994 بأميركا و1998 بفرنسا.

ولا سبيل أمام الجيل الحالي بقيادة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، لمحاكاة هذا الإنجاز، غير عبور حاجز منتخب الفهود الملغوم ذهابا وإيابا.

شكلت هذه المرحلة فترة ذهبية في تاريخ المنتخب المغربي، رغم كونه لم يتوج بأي لقب أفريقي وتحديدا بين 1992 و1998.

وخلال هذه الفترة نجح الأسود في تأكيد حضورهم مرتين على التوالي بمونديال الولايات المتحدة الأميركية 1994 بقيادة المدرب المغربي الراحل عبدالله بليندة، بعد إقصاء منتخب زامبييا بنجمه كالوشا بواليا، الناجي الوحيد يومها من حادث سقوط طائرة المنتخب الزامبي، قبل خوض مباراتهم أمام المغرب.

وأعقبها الأسود بالتواجد للمرة الثانية تواليا في مونديال فرنسا 1998 مع المدرب الفرنسي الراحل هنري ميشيل.

وتعد هذه الفترة ذهبية للأسود، كون المغرب بلغ المركز العاشر عالميا في تصنيف الفيفا وقد تجاوز منتخبات عالمية كبيرة، وتميز هذا الجيل بتواجد القائد نورالدين نيبت والهداف مصطفى حجي.

وتلوح هذه المرة في الأفق، عوامل قوة تحفز الجيل الحالي لتكرار نفس الإنجاز السابق للكرة المغربية، بعدما تواجد هذا الجيل في نسخة مونديال روسيا 2018 الأخيرة.

Thumbnail

ويقف منتخب الأسود اليوم على أعتاب التأهل الثاني، في انتظار اجتياز خصمه الكونغولي بنهاية الشهر الحالي.

ومن بين هذه العوامل، أن عددا كبيرا من لاعبي منتخب المغرب الحاليين، تواجدوا في مونديال روسيا ولديهم خبرات كبيرة، ويتقدمهم الحارسان ياسين بونو، منير المحمدي، القائد رومان سايس، أشرف حكيمي وأيوب الكعبي.

كما أن منتخب المغرب استفاد في القرعة، من مواجهة المنتخب الأدنى في ترتيب الفيفا بين المنتخبات العشرة التي بقيت في السباق النهائي والغائب عن آخر نسخ الكان التي أقيمت بالكاميرون. وأخيرا، استضافة مباراة الإياب على ملعب محمد الخامس، مع حشد جماهيري ضخم، حيث سيكون اللقاء الحاسم في معركة التأهل للمونديال.

ووفقا لهذه المعطيات لا يرى المغاربة، أي بديل عن التأهل لمونديال قطر وتكرار قصة العبور للمرة الثانية تواليا التي مر عليها أكثر من عقدين.

ويسود ترقب كبير بين جماهير أسود الأطلس، حيث تنتظر حضور أسماء بعينها، يتصدرها عبدالصمد الزلزولي مهاجم برشلونة، الذي فضل البقاء مع النادي الكتالوني وعدم المشاركة في كأس أمم أفريقيا بالكاميرون، منتظرا مباراتي الملحق المؤهل للمونديال. وكان الزلزولي يسعى حينها إلى تثبيت قدميه في صفوف البلوغرانا.

ويبرز أيضا في هذا الصدد سامي التلمساني، الحارس المحترف في تشيلسي، الذي تواجد مرارا في معسكرات أسود الأطلس، إلا أن استبعاده من المشاركة في الكان شكل مفاجأة كبيرة، حيث يُنظر إليه على أنه حارس المستقبل لمنتخب المغرب.

18