كل علاقة لا يحكمها الحب دعارة
الحب هو القانون، ولا قانون يعلو عليه. يجب أن نتوقف فورا عن أي ارتباط لا يحكمه الحب. لو فكرنا على هذا النحو، لانعدل حالنا واستقامت حياتنا، وصلح أبناؤنا وأفلحت مساعينا في الدنيا والآخرة.
القاعدة بسيطة: لا تبق مع شخص لم تعد تحبه. ولا تتحجج بأبناء، أو مصالح، أو عائلة أو عادات، أو ضغوط أسرية أو قبيلة أو أو أو أو.. لا تقبل بغير الحب رابطا، وانظر ماذا سيحدث في حياتك!
نعتقد، خاطئين، أن الرجل الصالح، الأصيل، هو الذي يحافظ على أسرته من الانهيار ويحميها من التفكك والانقسام، لو تمسك بها وظل معها تحت أي ظرف، حتى وإن كان ذلك على حساب نفسه وحياته وسعادته. ونعتقد، خاطئين جدا، أن المرأة الصالحة، هي التي تصبر وتضحي، وتقدم التنازل تلو التنازل من أجل الأسرة والأولاد، والحفاظ على كيان صوري ومظهر خارجي للعائلة، مهما كانت التكاليف التي تدفعها من أعصابها وجهدها، ومهما بلغ حجم المعاناة التي تعيشها.
لو سلمنا بأن الأسرة تتكون من أفراد، وبيت ونظام ومكتسبات، وهو ما تفترضه الغالبية العظمى، لأمكن لنا أن نقبل بهذا الطرح، لكن الشيء الأهم الذي ينساه الكثيرون، هو أن الأسرة كيان شعوري قبل كل شيء، خلية من البشر يرتبطون ببعضهم عن طريق الأحاسيس والمشاعر مشدودين بقياسات وأبعاد وترتيبات معينة، وأي خلل يحدث في هذا الرابط الشعوري سيؤثر عليهم بشكل مباشر. لأنه خيط حساس لا يقبل الرج والخض والهز والشد، كما يخيل لنا، ولأن التركيبة الكيميائية التي تنتج عنها الأسرة لا تقبل النقص والزيادة، فهي إما معدلة تماما أو مختلة، وبالتالي ملغاة ولا وجود لها، لأن عناصر تكونها غير متوفرة.
دعوني أطرح الفكرة بشكل مختلف، تخيلوا رجلا يعيش مع زوجة أو شريكة لم يعد يشعر تجاهها بأي حب، لكن الضغوطات الاجتماعية والتربوية، وربما الأبناء يفرضون عليه البقاء معها. تخيلوا حياة هذا الرجل، الذي سيقبل بأحد حلين: إما أن يتخلى نهائيا عن فكرة الحياة والحب وينطوي في نفق نفسه حيث يكمل حياته متخففا من أحاسيسه، فارغا، مطاردا، كالخفاش الهارب من الضوء، أو أن يخرج للبحث عن بدائل للحب والجنس، وفي كلتا الحالتين الانعكاسات على العائلة وخيمة، والنتائج على الأولاد وتربيتهم ومستقبلهم لن تكون ايجابية بأية حال.
تخيلوا معي الآن، إمرأة توقفت عن حب الرجل الذي تعيش معه، أو هي لم تحبه أبدا، وهي تقدم له الأكل والشرب بيد لا إحساس فيها، وتتقاسم معه الفراش، وتنجب له الأبناء وتربيهم .. بلا حب، حياة متسلسلة من المشاعر الميتة، أبناء جاؤوا للحياة بلا حب، وكبروا بلا حب، و تعلموا وأصبحوا رجالا ونساء، بلا حب أيضا، ماذا تنتظرون منهم؟.
أشعر وأنا أصف هؤلاء البشر، كأني أتحدث عن عالم من الأشباح و{الزومبيز}، وجوههم قبيحة وقلوبهم متحجرة، تخيلوا الآن مجتمعا كاملا بهذا الشكل، ألا تشعرون بالرعب؟
تقولون، لكن الحب يذهب ويأتي، هل هذا يعني أن نؤسس عائلة كل خمس سنين مثلا؟ وماذا في أن يعيش الشخص أكثر من حب، ومن قال إن الحب ارتباط أبدي بين الأفراد، ومن قال إن البشر عائلات وأسر فقط، ومن قال إنهم ممتلكات أبدية لبعضهم البعض؟ يستعبدون ويستنزفون ويساومون ويستغلون بعضهم البعض عاطفيا وجنسيا تحت مسمى صك لا يقبل النقض؟
كل علاقة خارج الحب دعارة، حتى وإن كانت زواجا عمره 25 عاما، وكل شريك يبقى مع شريكه لدواع لا يفرضها القلب، منافق مسكين.
أحبوا ملء قلوبكم، مثنى وثلاث ورباع..