"كل الحب.. كل الغرام"  وداع يليق بالكاتب اللبناني مروان العبد

العبد رحل قبل أن ينهي كتابة الحلقات الأخيرة، ما دفع المخرج إيلي معلوف إلى الاستعانة بطوني شمعون لإكمال النص.
الأربعاء 2018/04/18
خلطة درامية ناجحة

ما يميز المسلسل اللبناني “كل الحب.. كل الغرام” المستمرة حلقاته على قناة “أل.بي.سي” أنه يعدّ آخر ما كتبه الراحل مروان العبد قبل رحيله في العام 2015.

ويعد الكاتب مروان العبد أحد أبرز كتاب المسرح والدراما التلفزيونية في  لبنان، ومن بين أبرز أعماله الدرامية مسلسلات “النهر” و”الأرملة والشيطان” و”ياسمينا”، وكان العبد قد رحل قبل أن ينهي كتابة الحلقات الأخيرة من المسلسل، ما دفع المخرج إيلي معلوف إلى الاستعانة بالكاتب طوني شمعون لإكمال النص.

ويذكر أن آخر لقاء جمع بين المخرج إيلي معلوف والكاتب مروان العبد كان من خلال مسلسل “ياسمينا”، وهو دراما اجتماعية تاريخية تدور أحداثها في بداية القرن الماضي، وقد أدى فيه دوري البطولة نفس بطلي العمل الحالي، وهما باسم مغنية وكارول الحاج.

ويشارك في مسلسل “كل الحب.. كل الغرام” عدد كبير من الفنانين، فخلافا لباسم مغنية وكارول الحاج، يشارك فيه أيضا فادي إبراهيم وأليسار حموش وهيام أبوشديد وجو طراد وآخرون.

يواصل المسلسل اللبناني “كل الحب.. كل الغرام” المستمرة حلقاته حاليا على قناة “أل.بي.سي” في التربّع على عرش قوائم المشاهدة على شاشات الفضائيات اللبنانية، وبدا لافتا تعلّق المشاهد اللبناني بحلقاته التي قد تتجاوز السبعين حلقة، ويعود ذلك في المقام الأول إلى فكرته التي وضعها كاتبه مروان العبد قبل أن يفارق الحياة في العام 2015

وتدور أحداث العمل في إطار اجتماعي رومانسي، إذ تجمع علاقة حب بين الفتاة اليتيمة نسرين التي تؤدّي دورها الفنانة كارول الحاج والشاب ربيع الذي يقوم بدوره باسم مغنية، وهو ابن رجل ثري وبخيل، هو الخواجة وجيه، الذي أدى دوره باقتدار الفنان فادي إبراهيم.

وتتطوّر علاقة الحب الشائكة بين نسرين وربيع، لتأخذ الأحداث نحو أبعاد أخرى، تتداخل خلالها الكثير من التفاصيل والمواقف، خاصة مع وجود أب قاس وبخيل.

ويضاف مسلسل “كل الحب.. كل الغرام” إلى طائفة من الأعمال الدرامية التي تتناول فترة الانتداب الفرنسي في لبنان والنظام الإقطاعي، وهي فترة يبدو أنها مثيرة لدى الجيل الحالي من اللبنانيين، ويتم النظر إليها بنوع من الحنين، ما دفع الكثير من صناع الدراما إلى إنتاج عدد من الأعمال الدرامية التي تتناول هذه الفترة تحديدا خلال السنوات القليلة الماضية.

واللافت أن معظم هذه الأعمال تدور أحداثها خلال العقود الأولى من القرن العشرين، وهي فترة ذهبية مليئة بالصراعات التاريخية والأحداث على الصعيد الاجتماعي والسياسي اللبناني، حيث الصراع الطبقي والمقاومة ضد الحكم التركي ثم الاحتلال الفرنسي.

وفي مسلسل “كل الحب.. كل الغرام” استطاع المخرج إيلي معلوف الاستفادة من المشاهد الخلابة للطبيعة اللبنانية، وهي سمة رئيسية في العديد من المسلسلات التي تتناول تلك الحقبة التاريخية.

ورغم الأقاويل التي ردّدها البعض حول طبيعة الأزياء التي ظهر بها نجوم العمل وعدم مواءمتها لتلك الفترة التاريخية، إلّا أنها مثّلت هي الأخرى عاملا من عوامل الجذب والإبهار في المسلسل، إضافة إلى الأداء المميز للعديد من الفنانين المشاركين فيه.

ويضرب المسلسل على وتر الطبقية المقيتة، ويقدّم لنا تركيبة مضمونة للتعاطف مع بعض شخصياته، فقصة الفتاة الفقيرة التي يغرم بها ابن الأسرة الثرية هي تركيبة مكرّرة، ليس في الدراما اللبنانية وحدها، بل في معظم أنواع الدراما الأخرى، سواء على المستوى العربي أو العالمي.

ويبدو أننا على موعد خلال الأيام القادمة مع المزيد من المفاجآت التي تحملها الأحداث، على الرغم من اختفاء بعض الشخصيات المؤثرة نتيجة لاعتراض أصحابها على بعض التفاصيل، ما اضطر المخرج إلى إجراء تعديلات على سياق العمل.

ولا شك أن القصة المؤثرة والتركيبة الدرامية للكاتب مروان العبد كانت واحدة من بين أبرز أسباب هذا الإقبال على مشاهدة العمل، أما السبب الآخر فهو الاختيار الموفق لأدوار الممثلين، وخاصة الفنان فادي إبراهيم والفنانة أليسار حاموش وهيام أبوشديد.

ولعل عرض المسلسل على قنوات “أل.بي.سي” التي تحظى برامجها في العادة بنسبة مشاهدة مرتفعة بين القنوات اللبنانية قد ساهم بدوره في ارتفاع نسبة المشاهدة، مع الوضع في الاعتبار عدم وجود منافسة درامية حقيقية في مثل هذا الوقت من السنة ونحن على مشارف السباق الرمضاني.

16