كلاسيكو قوي يرسم طريقا جديدا لسباق الدوري التونسي

صاحب الصدارة الترجي يواجه النادي الصفاقسي أقرب ملاحقيه في الترتيب في موقعة ساخنة.
الأربعاء 2019/03/13
سباق محموم
 

تعيش منافسات الجولة الـ17 من الدوري التونسي، لكرة القدم على وقع كلاسيكو ساخن سيجمع بين فريق الترجي متصدر الدوري وأقرب ملاحقيه، الصفاقسي، على ملعب رادس بالعاصمة، وتأتي هذه المباراة في الوقت الذي حسم فيه كل من الفريقين بالفعل تأهله للدور ربع النهائي ببطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي، قبل الجولة الأخيرة من مباريات دور المجموعات.

أدرك الدوري التونسي مراحل متقدمة مما سيسفر عن مواجهات ساخنة سواء كان في قمة الترتيب أو في منافسات الصراع على الهبوط. وستكون الأنظار شاخصة إلى ملعب رادس بالعاصمة والذي سيكون مسرحا لقمة نارية تجمع بين صاحب الصدارة الترجي الرياضي التونسي وأقرب ملاحقيه النادي الصفاقسي ضمن مباريات المرحلة السابعة عشرة من المسابقة.

ويترقب أحباء كرة القدم التونسية الكثير من الإثارة والتشويق في هذا الكلاسيكو لاسيما بعدما ظهر الفريقان بوجه مشرف في بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي، وحسما تأهلهما لدور ربع النهائي من المسابقتين القاريتين. ويحتل الترجي صدارة الترتيب برصيد 37 نقطة وبفارق ثلاث نقاط أمام الصفاقسي. ويتطلع الترجي من خلال المباراة التي تقام وسط جماهيره، إلى الثأر من منافسه الذي ألحق به الهزيمة الوحيدة هذا الموسم في مباراة الذهاب بصفاقس 2-0، كما يحلم أيضا بتوسيع الفارق في الصدارة إلى ست نقاط والتقدم خطوة جديدة نحو الحفاظ على اللقب. يخوض رجال المدرب معين الشعباني هذا الكلاسيكو بصفوف مكتملة باستثناء المدافع شمس الدين الذوادي المصاب.

المنستيري يأمل في 3 نقاط تمكنه من القفز إلى المركز العاشر فيما سيحرص النجم على افتكاك المركز الثالث

وفي هذا السياق قال خليل شمام قائد فريق الترجي، والعائد إلى أجواء المباريات بعد تعافيه من الإصابة “ليس هناك وقت للراحة. جميع لاعبي الترجي دائما في استعداد وهذه قوة الترجي، فهي تكمن في التحلي بروح الجماعة. المباراة صعبة ونأمل في أن نواصل سلسلة النتائج الجيدة”. ما يمكن تأكيده أن المنافسة على جميع الألقاب ليست سهلة إلا أنها ممكنة خاصة إذا تعلق الأمر بفريق في حجم الترجي الذي سبق أن أكد في أكثر من مناسبة قدرته على تحدي جميع الظروف وأنه فريق ألقاب بامتياز ولعل مفاتيح النجاح تكمن في ثقافة الانتصارات والألقاب التي يمتاز بها الجميع بداية من الهيئة المديرة التي توفر جميع سبل النجاح والراحة مرورا باللاعبين والإطار الفني وخاصة الجماهير التي تدرك جيدا كيف تكون مهمة دفع الفريق ودعمه ليكون باستمرار على منصة التتويج.

مقعد الصدارة

ستكون القمة التي سيديرها الحكم المصري جهاد جريشة، مفتوحة على كل الاحتمالات، وستحمل بين طياتها حوارا غير مباشر بين المدير الفني لفريق باب سويقة، معين الشعباني، والمدير الفني للصفاقسي، رود كرول. ويدرك الصفاقسي أن الفوز على الترجي في رادس سيعيد له مقعد الصدارة الذي فقده في ديسمبر الماضي كما سيعزز فرصه بشكل كبير في إحراز اللقب الغائب عن خزائنه منذ 2013 إذا ما واصل المنافسة بنفس الوتيرة.

وقال الهولندي رود كرول المدير الفني للصفاقسي إنه يأمل في استعادة لاعبين أو ثلاثة من بين الذين تعرضوا للإصابات قبل لقاء الأربعاء أمام الترجي. ويعاني الصفاقسي، الفريق الوحيد الذي لم يذق طعم الخسارة في الدوري حتى الآن، من غياب خمسة لاعبين بالإضافة إلى غياب لاعب خط الوسط محمد علي منصر لحصوله على البطاقة الحمراء في المباراة الماضية بالدوري أمام نجم المتلوي. وبعد تراجع الفريق في الفترة الفارطة وجهت إدارة النادي إنذارا شديد اللهجة إلى اللاعبين والجهاز الفني، لوقف نزيف النقاط في الدوري التونسي، ومسابقة كأس الكنفيدرالية الأفريقية. حيث حقق الفريق سلسلة من التعادلات في أخر 6 مباريات، بواقع 3 مباريات في الدوري، ومثلها في المسابقة القارية.

وطلب المدرب الهولندي، من إدارة النادي، انتداب مهاجمين اثنين، ليكونا إلى جانب فراس شواط، فتمت  الاستجابة، لهذا الطلب بانتداب الإيفواري مانوتشو، والعراقي أيمن حسين ما فرض تسريح أكا وإيدو، بناء على رغبة كرول أيضا. وأصبح الرصيد البشري الحالي للفريق، ثريا بانتداب محمد بن علي كمعوض للمثلوثي، عند الضرورة لكن مع هذا الزاد البشري الثري بشهادة كل الفنيين لم يقدم الصفاقسي مردودا جيدا، وهو ما سيجعل كرول على صفيح  ساخن.

لاعب الترجي العائد من الإصابة خليل شمام يرى أن المباراة صعبة ويؤكد سعي فريقه إلى المواصلة في سلسلة النتائج الجيدة

إلى جانب طلبه بانتداب مهاجمين، اشترط كرول عدم حضور الجمهور خلال التدريبات، ولبَّت إدارة الفريق هذا الطلب واحترم أحباء الفريق هذا القرار، لكنهم لم يجدوا النتائج التي كانوا ينتظرونها، وعبَّروا في الفترة الأخيرة عن غضبهم الشديد من المستوى الذي وصل إليه فريقهم. كذلك عبّر رئيس النادي عن عدم رضاه بتقهقر مستوى الفريق، كما أن هناك غضبا كبيرا على كرول الذي له كامل الحرية في الفريق، ولا أحد يتدخل في اختياراته. كما أن الإدارة وفَّرت له كل عوامل النجاح، وفي مقدمتها زاد بشري ثري بلاعبين متميزين ويتمتعون بإمكانيات فنية كبيرة، لكن كرول عجز عن تطوير أداء لاعبيه في الخطوط الثلاثة دون استثناء.

لقاء الجارين

المباراة الأخيرة لحساب الجولة 17، ستجمع الاتحاد المنستيري الذي يتواجد في المركز قبل الأخير برصيد 14 نقطة، والنجم الساحلي المتواجد في المركز الرابع برصيد 30 نقطة، وتنقصه مباراة ضد اتحاد تطاوين. لقاء الجارين يكتسي أهمية كبرى، فالمنستيري يأمل أن يكسب 3 نقاط تمكنه من القفز إلى المركز العاشر فيما سيحرص فريق جوهرة الساحل على تحقيق الفوز الذي يمكنه من افتكاك المركز الثالث من النادي البنزرتي.

تحسن أداء النجم الساحلي منذ أن حل روجيه لومير مكان البلجيكي جورج ليكينز، إذ بات يقدم فريق جوهرة الساحل مردودا أفضل فوق الميدان بخطة تكتيكية واضحة المعالم. لومير أكد منذ توليه مهمة الإشراف على فريق جوهرة الساحل، أن الهدف الرئيسي الذي سيحرص على تحقيقه، هو تطوير المستوى العام للفريق، وهو ما ظهر على النجم في بطولتي الكنفيدرالية وكأس زايد. وشهد النجم الساحلي نقلة نوعية منذ قدوم المدرب الفرنسي روجيه لومير، الذي بدأت بصماته تظهر مع فريق جوهرة الساحل.

22