كسر النحس أبرز تحديات ألمانيا في افتتاح أمم أوروبا 2024

جون ماكغين فرس رهان أسكتلندا لتعكير احتفالات الألمان.
الجمعة 2024/06/14
خطوات واثقة

تنطلق نهائيات كأس أوروبا 2024 اليوم الجمعة في ألمانيا، حيث تستعد الفرق الكبرى في القارة العجوز للمنافسة لمدة شهر بهدف انتزاع التاج من إيطاليا حاملة اللقب، وكذلك منافسة المرشحتين البارزتين فرنسا وإنجلترا الوصيفة. وتلعب ألمانيا مع أسكتلندا في المباراة الافتتاحية في ميونخ، وتأمل الدولة المضيفة أن تستمر رحلتها حتى النهائي المقرر في برلين في 14 يوليو المقبل.

ميونخ (ألمانيا) - يسعى المنتخب الألماني لكسر نحس لازم الدولة المضيفة لكأس أوروبا في كرة القدم منذ 40 عاما، عندما أحرزت فرنسا اللقب على أرضها بفوزها على إسبانيا 2 – 0 في نهائي نسخة عام 1984.

وكانت أفضلية الاستضافة واضحة في أوّل عقدين من البطولة التي انطلقت عام 1960، حيث نجحت ثلاث دول في إحراز اللقب على أرضها في أول سبع نسخ.

وحصدت إسبانيا لقب 1964 على أرضها على حساب الاتحاد السوفييتي 2 – 1، ثم إيطاليا بعد أربع سنوات على يوغوسلافيا في مباراة نهائية معادة.

وآخر المتوجين على أرضه كان المنتخب الفرنسي في 1984، عندما قاد النجم ميشال بلاتيني الـ”زرق” إلى إحراز باكورة ألقابهم القارية، بتسجيله 9 أهداف قياسية في النهائيات.

وفي النسخ التالية، سقطت الدول المضيفة قبل المباراة النهائية، وهي بلجيكا عام 1972 (خسرت نصف النهائي أمام ألمانيا الغربية)، ويوغوسلافيا عام 1976 (خسرت نصف النهائي أمام ألمانيا الغربية) وإيطاليا عام 1980 (حلّت ثانية في مجموعتها وراء بلجيكا).

إخفاقات متواصلة

هذه هي البطولة الكبرى الثانية لأسكتلندا منذ عام 1998، حيث لعب ماكغين دورا حاسما أيضا في الوصول إلى كأس أوروبا الأخيرة

وتابعت الدول المضيفة إخفاقاتها في عملية السعي لإحراز اللقب وهو ما حصل لألمانيا الغربية عام 1988 (خسرت أمام هولندا في نصف النهائي)، والسويد 1992 (خسرت أمام ألمانيا في نصف النهائي)، ثم إنجلترا في نسخة 1996 (خسرت أيضا أمام ألمانيا في نصف النهائي)، وهولندا عام 2000 (خرجت في نصف النهائي أمام إيطاليا)، أما بلجيكا التي نظمت مع هولندا البطولة فخرجت من الدور الأوّل.

وفي نسخة عام 2004، وقعت البرتغال ضحية اليونان التي نجحت في التغلّب عليها افتتاحا وختاما محرزة اللقب وضاربة عرض الحائط بجميع التوقعات. أما في النسختين التاليتين، فنُظّمتا بملف مشترك، عام 2008 في سويسرا والنمسا ولم يكن مفاجئا خروجهما من دور المجموعات، على غرار نسخة عام 2012 في بولندا وأوكرانيا.

وفي عام 2016، سقطت فرنسا في النهائي على أرضها أمام البرتغال بعد التمديد، لتحرز الأخيرة باكورة ألقابها القارية.

وفي النسخة الأخيرة، لقيت إنجلترا التي خاضت معظم مبارياتها على أرضها في نسخة أقيمت في 11 دولة أوروبية وتأجلت لعام واحد لتقام صيف عام 2021 بسبب جائحة كوفيد – 19، الخسارة في النهائي أمام ايطاليا بركلات الترجيح، علما أن إيطاليا خاضت مبارياتها في الدور الأوّل على أرضها في روما.

يبقى على ألمانيا أن تكسر النحس الذي رافق الدول المضيفة في السنوات الأربعين الأخيرة وتحرز اللقب على أرضها في النهائي المقرر في 14 يوليو المقبل، علما أن عام 1996 شهد تتويجها الأخير من أصل ثلاثة ألقاب بحوزتها.

ويعوّل نجما بايرن ميونخ وباير ليفركوزن جمال موسيالا وفلوريان فيرتز على تناغمهما العالي داخل الملعب وخارجه، لتعزيز آمال ألمانيا في إحراز لقب رابع في كأس أوروبا لكرة القدم.

وكان مدرّب ألمانيا يوليان ناغلسمان رفض فكرة اعتبار الكثيرين من النقاد أن اللاعبَين البالغين 21 عاما واللذين يقومان بدور مماثل في ناديهما لا يستطيعان اللعب جنبا إلى جنب وسيشركهما سويا أساسيين على الأرجح في المباراة الافتتاحية.

ويملك اللاعبان فنيات عالية ويجيدان صناعة اللعب واعتبر موسيالا بأنه يتعيّن عليهما اختيار “اللحظة المناسبة لمحاولة مراوغة اللاعبين المنافسين وفي بعض الأحيان الاكتفاء بتمريرات بسيطة” بدلا من القيام “بأشياء استعراضية” على أرضية الملعب.

تعكير الاحتفالات

Thumbnail

وضع لاعب وسط أسكتلندا جون ماكغين بصمته في نهائيات كأس أوروبا قبل انطلاقتها عندما لفت الأنظار برقصة مع فرقة فولكلورية بافارية لدى الوصول إلى الأراضي الألمانية، وسيعوّل عليه منتخب بلاده لتعكير حفل الدولة المضيفة في المباراة الافتتاحية.

وتتطابق شخصية اللاعب البالغ من العمر 29 عاما مع أهميته في الملعب بالنسبة إلى رجال ستيف كلارك، كأحد القوّى الدافعة التي أعادت بلاده إلى الأضواء الدولية. وهذه هي البطولة الكبرى الثانية لأسكتلندا منذ عام 1998، حيث لعب ماكغين دورا حاسما أيضا في الوصول إلى كأس أوروبا الأخيرة صيف 2021.

ومع ذلك، بعد الخروج على أرضها دون تحقيق أيّ فوز منذ ثلاث سنوات، فإن أسكتلندا عازمة على القيام بما هو أكثر من مجرد تعويض الأرقام هذه المرّة.

ويبدو أن المواجهتين ضد سويسرا والمجر بعد مواجهة ألمانيا ستوفر طريقا أسهل للحصول على النقاط الأربع التي يستهدفها كلارك للتأهل إلى الدور الثاني في بطولة كبرى للمرة الأولى.

لكن ما يُقدّر بنحو 150 ألف أسكتلندي سيسافرون إلى ميونخ لحضور المباراة الافتتاحية يحلمون بمفاجأة أبطال أوروبا ثلاث مرات في عقر دارهم. وإذا أرادت أسكتلندا تحقيق أفضل نتيجة لها على الإطلاق في ملعب أليانتس أرينا، فمن المرجح أن يساهم في ذلك ماكغين بشكل كبير. فجميع أهدافه الدولية الـ18 جاءت منذ أن تولى كلارك المسؤولية في عام 2019، مما جعله يتصدر قائمة هدافي المنتخب بفارق كبير.

كما ساعد مستواه التهديفي على المستوى الدولي في تغيير مسيرته الكروية مع نادي أستون فيلا الإنجليزي.

واعترف ماكغين بأنه اعتقد أن وقته مع ناديه في الدوري الممتاز ربما يكون قد انتهى، لأنه وجد نفسه خارج الفريق حتى نهاية فترة ستيفن جيرارد. لكنه كان محوريا في التغيير الكبير الذي أحدثه المدرب الإسباني أوناي إيمري في أستون فيلا خلال الموسمين الماضيين وسيلعب الموسم المقبل في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لأوّل مرة منذ 1983.

ويتذكّر ماكغين إحدى محادثاته الأولى مع إيمري “لقد سألني ما هو مركزك المفضل، فقلت ليس على مقاعد البدلاء مثل المباريات القليلة الماضية”.

17