كريستيانو رونالدو يواصل الإنجازات والأرقام التاريخية

الرياض – لا يكل ولا يمل كريستيانو رونالدو عن تسجيل الأهداف وتحقيق الإنجازات وتحطيم الأرقام القياسية، رغم التاريخ الكبير الذي دونه قائد النصر السعودي في عالم الساحرة المستديرة. رونالدو الذي سيكمل 40 عاما بعد أيام قليلة، ساهم في حصول النصر على 3 نقاط جديدة في صراع الدوري السعودي بالفوز على الفتح بنتيجة 3 – 1، ضمن منافسات الجولة الـ17 من عمر المسابقة.
ووضع “الدون” بصمته التهديفية في الدقيقة الـ87، بعدما تلقى تمريرة من ساديو ماني وضعته أمام الشباك الخالية، ليرفع رصيده إلى 14 هدفا، في صدارة هدافي المسابقة. بعيدا عن الهدف والانتصار الثمين الذي حققه رونالدو ورفاقه، فإن النجم البرتغالي خطف الأنظار بشدة في الثواني الأخيرة من عمر المباراة، عندما هز الشباك مجددا، عبر تسديدة صاروخية فجرت شباك الفتح. الهدف الذي أحرزه رونالدو شهد تفاعلا كبيرا من “الدون” الذي عبر عن فرحته الشديدة بالوصول إلى 15 هدفا وتوسيع الفارق إلى 3 أهداف مع أقرب ملاحقيه الثنائي الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال، والفرنسي كريم بنزيمة، قائد الاتحاد (12).
قرار مفاجئ
لكن فرحة “الدون” لم تكتمل بعدما قرر الحكم إلغاء الهدف بداعي التسلل بالعودة إلى تقنية الفيديو، لينفجر غضبا أمام عدسات المصورين، معبرا عن غضبه من القرار المفاجئ. وبعد إعلان الحكم صافرة النهاية توجه رونالدو إلى الكاميرا الخاصة بالناقل التلفزيوني وتحدث أمامها بنبرة غاضبة وظل يلوح بيديه يمينا ويسارا، معبرا عن حالة الحزن والظلم التي كان يشعر بها.
وقبل التوجه لغرفة خلع الملابس، وجد رونالدو صديقه الصحافي البريطاني الشهير بيرس مورجان، الذي قال له خلال مقطع فيديو “لقد تعرضت للسرقة.. إنه هدف جميل.” وكانت تسيطر على رونالدو حالة من الصدمة بعد قرار الحكم قبل أن يتجه لغرفة تبديل الملابس مباشرة. ونشر مورجان الفيديو الذي ظهر فيه مع رونالدو وعلق قائلا “لقد حُرم رونالدو من هدف رائع بداعي التسلل، ولكن على الأقل حصل على عناق تعزية مني.. من الرائع رؤيتك مرة أخرى.”
ثورة رونالدو لم تكن طبيعية أو مبالغا فيها بمعنى أدق، خاصة وأنه يمتلك الكثير من الإنجازات والأرقام التاريخية، مقارنة بأنه هدف عادي بالفترة الأخيرة من مسيرته الحافلة. لكن يبدو أن ثورة رونالدو تعود إلى أنه يرغب في الحفاظ على لقب الحذاء الذهبي كهداف الدوري السعودي للموسم الثاني على التوالي، حيث يحاول استغلال غياب ميتروفيتش عن الملاعب بداعي الإصابة. صحيح أن رونالدو وسع الفارق مع بنزيمة وميتروفيتش، إلا أنه كان يسعى للابتعاد بفارق 3 أهداف، حيث من المتوقع أن يتعافى المهاجم الصربي بداية من الجولة المقبلة تزامنا مع توهج النجم الفرنسي. ويعلم “الدون” جيدا أن عودة ميتروفيتش ستكون قوية، خاصة وأن نجم الهلال يسعى لتحقيق الحذاء الذهبي، والذي خسره في النسخة الماضية أمام رونالدو نفسه بفارق 7 أهداف. وبالتالي، فإن الحذاء الذهبي بالنسبة لرونالدو مسألة حياة أو موت رغم أنه حصد اللقب في النسخة الماضية برصيد 35 هدفا.
موقف صعب
بالنظر إلى موقف رونالدو مع النصر بشكل عام، نجد أنه يقف مكتوف الأيدي أمام القدرات الهائلة التي يمتلكها الاتحاد والهلال في موسم تلو الآخر، في الوقت الذي يعاني فيه “العالمي” من اضطراب إداري واضح. وحاول رونالدو تحقيق لقب محلي واحد على أقل تقدير منذ وصوله في يناير 2023، ولكنه فشل بشكل واضح بسبب سيطرة الاتحاد بالموسم الأول ثم انفجار الهلال بالنسخة الماضية.
واكتفى رونالدو بلقب وحيد وهو البطولة العربية، مبتعدا عن المنصات المحلية والقارية رفقة النصر، ومع توهج الهلال والاتحاد سويا هذا الموسم، يجد النجم البرتغالي نفسه أمام تحديا صعبا على مستوى التتويج الجماعي. رونالدو قال في تصريحات سابقة إن “الدوري السعودي ليس سهلا كما يتوقع البعض، فهو أفضل من الدوري الفرنسي تحديدا، والأمر يبدو صعبا بالنسبة إلي، بسبب الإمكانيات التي يمتلكها الثنائي الاتحاد والهلال.” وفي ظل الاضطراب الإداري للنصر، والفشل في التعاقد مع صفقات قوية بحجم الاتحاد والهلال، فإن رونالدو وجد أن الطريق الوحيد لكتابة اسمه في تاريخ دوري المحترفين، هو التتويج بالحذاء الذهبي مرتين متتاليتين. وبالتالي، فإن صرخة رونالدو ستكون مبررة، بالنظر إلى الأمر من هذه الزاوية، وهي المنافسة على الحذاء الذهبي.