كريستيانو رونالدو هاتريكانو الليغا الحالم قريبا من الكرة الذهبية

السبت 2014/12/20
"الطفل البكّاء" أصبح نجم عالم المستديرة

سيتم الإعلان عن جائزة الكرة الذهبية في حفل تقيمه الفيفا، في كونغريسهاوس بزيوريخ يوم 12 يناير 2015، ويبدو رونالدو أكثر المرشحين حظاً، في الوقت الذي أشارت فيه استفتاءات أولية أجرتها صحف أوروبية إلى تفوق الدون رونالدو على البرغوث الأرجنتيني ليو ميسي.

له جسم نحيل وعضلات بارزة، ليس عداءاً وليس لاعب كمال أجسام، لكنه يعدو على أرض الملعب وكأنه في سباقٍ ماراثوني، تلتصق قدماه بالأرض عندما يستعد لإرسال كرة ثابتة، كالمدفع الذي يثبت على الأرض لإطلاق قذيفته نحو الهدف، كان الحراس دوماً يعانون من حالة هيستيرية إذا ما تقدم رونالدو لتنفيذ ركلة ثابتة، ويظنون أنهم سيكتفون بالمشاهدة فلا يدان تقفان في وجه تصويبته الصاروخية، هو نجم الكرة البرتغالية كريستيانو رونالدو أو كما يلقبه عشاقه “صاروخ ماديرا”.


رونالدو الطفل والنحلة


في الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من صباح الثلاثاء الخامس من فبراير لعام 1985، ولد كريستيانو رونالدو الابن الأصغر لأمه دولوريس التي تعمل طباخة، وأبيه الفلاح دينيس آفيرو، في مستشفى كروز دي كافالو في جزيرة ماديرا البرتغالية، سماه والده رونالدو لشدة حبه للرئيس الأميركي رونالد ريغان، وكشفت والدته في سيرتها الذاتية المعنونة “الأم الصبورة: الحياة، القوة وعزم المُقاتلة”، عن حقيقة أنها كانت تنوي إجهاض رونالدو بسبب الأوضاع المالية السيئة، ولم تكن تنوي الاحتفاظ به، غير أن طبيبها هو من أقنعها في النهاية بالعدول عن قرار الإجهاض.

في كوينتا دو فالشاو في سانتو أنطونيو كانت بداية حياة الدون، كما يحب أن يلقبه عشاقه، رونالدو كان طفلاً قصيراً ونحيلاً لكنه كان يملك أحلاماً طويلة الأمد، الكرة كانت تلازمه في الحي الفقير حيث يلعب مع أصدقائه، وكان من الصعب عليهم أن يستخلصوا منه الكرة وهي بين قدميه، يحب كثيراً أن يترك الكرة تسير أمامه ويتمحور حولها ويفعل الحركات الجميلة التي ترهق نظرات الخصم، كان شقياً يتهرب من أوامر والدته ويذهب ليلعب كرة القدم مع أصدقائه حتى وقت متأخر من الليل.

حين بلغ السادسة من عمره، انضم رونالدو إلى نادي “فوتبول أندورينا” القريب من منزله، هناك بدأت تظهر موهبة الدون وانتشر خبر موهبته وإمكانياته في جميع أرجاء الجزيرة ماديرا، لقد كان طفلاً كثير البكاء حين لا يسجل الأهداف لذلك وصفه زملاؤه بالطفل البَكَّاء، ووصفوه أيضاً بالنحلة لأنه كان يربك الخصم بتحركاته من خلفه، تارةً يعدو إلى اليمين وتارةً إلى اليسار، وكان من الصعب إيقافه.


الدون الأفضل في كل شيء


في الثانية عشرة من عمره بدأ حلم رونالدو بالنجومية والاحتراف يتحقق، حين التحق بتمارين نادي سبورتينغ لشبونة، لم ينم الليلة التي سبقت سفره إلى العاصمة البرتغالية، لقد كان واثقاً من قدراته ويعلم جيداً أنه سيحظى برضى وقبول مشرفي الفريق، وهذا ماحصل فعلاً في السابع عشر من شهر أغسطس لعام 1997، حين أقنع بأدائه “أوزفالدو سيلفا وباولو كاردوسو”، وطلبا منه الالتحاق رسمياً بالنادي واللعب مع زملائه في الفريق الأكبر سناً.

حصد الدون محبة المدرب باولو وقرر الأخير أن يهتم بصناعة رونالدو النجم، فما قدمه من أداء كان مبشراً بولادة نجم مميز سيكون له شأنٌ مهمٌّ في المستقبل، يقول باولو”لقد كان يهتم بأن يصبح الأفضل في كل شيء، في البلياردو وكرة الطاولة وكرة القدم بطبيعة الحال، لقد بدا أنه متحمس للغاية ومصممٌ ليكون نجماً مشهوراً”، وكاد حلم رونالدو أن يتوقف بعد تشخيص مرضي لحالته أظهر معاناته من تسرع في نبضات القلب، وهو في سن الخامسة عشرة قبل أن تجرى له عملية ناجحة أعادت له الحلم من جديد.


ابن فان باستن


في السادسة من عمره، كان رونالدو طفلا كثير البكاء حين لا يسجل الأهداف، لذلك وصفه زملاؤه بالطفل البكاء، ووصفوه أيضا بالنحلة لأنه كان يربك الخصم بتحركاته من خلفه، تارة يعدو إلى اليمين وتارة إلى اليسار، وكان من الصعب إيقافه

رونالدو لاعب شديد الذكاء ويقتنص الفرص بشكل مميز، يروى أنه في بطولة للصغار دخل في بداية الشوط الثاني للمباراة، ومع لمسته الأولى للكرة بعد إطلاق الحكم لصافرة البداية، لاحظ أن حارس الخصم متقدم عن مرماه وهناك أمل بأن يضع الكرة في الشباك، وبالفعل سجل هدفاً جميلاً أذهل الجميع.

المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينهو، كان شاهداً على طفولة الدون، وقال عنه لمساعده حين تابع إحدى مبارياته “هو ابن فان باستن” لأنه كان يملك حركات مميزة، ومهارات تتفوق على عمره وكان ذلك ملفتاً لانتباه جميع المدربين وكشافة اللاعبين.

لم يتمكن ناديا “بورتو وبوافيستا” من إقناع رونالدو بالانضمام لصفوفهما، وفي العام 2002، لعب الدون أولى مبارياته الدولية مع الفريق الأول لسبورتينغ أمام إنتر ميلان الإيطالي في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا، وسجل أول أهدافه في مباراته الأولى له مع الفريق الأول بالدوري المحلي في السابع من أكتوبر عام 2002، سجل حينها هدفين من أهداف ناديه الثلاثة التي تغلب بها على نادي موريرنسي.


مع الشياطين الحمر


اتجهت أنظار كبرى كشافي الأندية الإنكليزية إلى رونالدو، بعد موسم مميز مع سبورتينغ البرتغالي، وكان موسم 2003 - 2004 الموسم الأخير له في الملاعب البرتغالية، لكن الوجهة لم تكن قد تحددت بعد سوى أنها إنكليزية بكل تأكيد.

حاول الفرنسي آرسين فينغر الظفر بموهبته، إلا أن مدرب مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون كان قد وضع الخطوات الأولى لرونالدو مع الشياطين الحمر، بعدما أعجب بقدراته في المباراة التي خاضها وخسرها مع سبورتينغ لشبونه بثلاثة أهداف لهدف بمناسبة افتتاح ملعب خوسيه ألفالادي في العاصمة البرتغالية لشبونة، ورأى فيه اللاعب الأمثل لخلافة النجم الإنكليزي الشهير ديفيد بيكهام الراحل إلى النادي الملكي.

هناك في الأولد ترافولد ملعب الشياطين الحمر كانت البداية الحقيقية لرونالدو صاحب الرقم 7 وهو الرقم الذي حمله عظماء النادي الأحمر “جورج بست، براين روبسون، إريك كانتونا” وأخيراً بيكهام، وبدأ من هناك رحلة تحطيم الأرقام وحصد الجوائز.

ستة مواسم مع المان يونايتد كانت كفيلةً لتحقيق أحلام الدون الفردية والجماعية سجل فيها 118 هدفاً من 292 مباراة، وحطم رقم الأسطورة جورج بست الذي بقي صامداً منذ الستينات كأفضل لاعب خط وسط يسجل أهدافاً، وحصد مع زملائه العديد من الألقاب الجماعية “بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز ثلاث مرات ودرع الاتحاد الإنكليزي وكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة مرتين، وكأس الاتحاد الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية مرة واحدة، وتوج تألقه بالعديد من الألقاب الفردية كجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2008، جائزةأونزي الذهبية 2008، وجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي لموسم 2007 - 2008 وجائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنكليزي الممتاز لموسم 2007 - 2008 وعدداً كبيراً من الجوائز الأخرى الثمينة.


الهاتريكانو مع الملكي الأسباني


في يوليو من العام 2010، أعلن رونالدو أنه أصبح أبا دون أن يفصح عن اسم الزوجة التي قدم لها عشرة ملايين جنيه مقابل تخليها عن حضانة الولد الذي تتولى والدته وشقيقتاه رعايته

موسم 2008 - 2009 كان الأخير لرونالدو مع مانشستر يونايتد، وبدا واضحاً أن النادي الملكي قد رصد أموالاً هائلة لجلب الدون ولم يكن بوسع الشياطين الحمر ولا فيرغسون منعه من الرحيل.

انتهى الأمر وأعلن النادي الملكي في الحادي عشر من يوليو 2009، التعاقد مع كريستيانو رونالدو مقابل أكثر من تسعين مليون يورو، وقدم للجماهير في السادس من نفس الشهر بحضور أكثر من 80 ألف متفرج وتسلم القميص رقم 9 خليفةً لرونالدو البرازيلي، قال الدون عن حلمه الذي تحقق باللعب في سانتياغو برنابيه: “وجودي في الريال هو تحقيق لحلم ظلّ يراودني منذ كنت طفلاً، تاريخ الريال مليء بالانتصارات على مرّ العقود الأمر الذي طالما كان النور الذي أضاء دربي”، حضر أساطير النادي الملكي ألفريدو دي ستيفانو وأسطورة البرتغال أوزيبيو حفل استقباله في السانتياغو برنابيه وبمجرد أن وضع قدمه في السانتياغو حطم الرقم التاريخي للحضور الجماهيري في هكذا مناسبات المسجل باسم الأسطورة الأرجنتينية مارادونا عند انتقاله من برشلونة إلى نابولي الإيطالي بـ75 ألف متفرج، وما هي إلا أشهر قليلة حتى أعلن النادي الملكي عن أموال كبيرة جناها من بيع قميص رونالدو للمشجعين المعجبين بالنجم الوسيم.

لعب الدون أول مباراة له مع الأبيض الملكي يوم 21 يوليو 2009، أمام شامروك روفرز الأيرلندي ضمن استعدادات ريال مدريد للموسم الجديد وفاز بهدف دون مقابل، وسجل أول أهدافه الرسمية معه في الدوري الأسباني أمام نادي ديبورتيفو لاكورونيا بركلة جزاء في 29 أغسطس 2009.

في رصيد صاروخ ماديرا مع النادي الملكي، دوري أبطال أوروبا والدوري الأسباني وكأس السوبر الأسبانية، مرة واحدة، وكأس الملك مرتين، في حين ألقابه الفردية كانت أكثر بكثير، فكرر جميع إنجازاته السابقة التي حققها مع المان يونايتد بتواريخ جديدة ومع قميص جديد لونه أبيض.


حلم لم يحققه الدون


ظهر رونالدو لأول مرة مع منتخب بلاده في المباراة التي خاضتها البرتغال وتغلبت فيها على منتخب كازاخستان بهدف نظيف، واستدعي ليكون في صفوف منتخب بلاده المشارك في يورو 2004، وسجل هدفه الدولي الأول بمشواره في المباراة الافتتاحية ضد منتخب اليونان، ومنذ ذلك الحين ورونالدو يصارع لحصد لقب باسم البرتغال (برازيل أوروبا)، لكنه اصطدم بالخروج من الأدوار المبكرة أو الإقصائية في كل مرة، ولم تطأ قدماه منصات التتويج الذهبية، ابتداءً من يورو 2004، ووصولاً إلى كأس العالم الماضية في البرازيل 2014.


نجم النجوم


في بداية مشواره شبهه الكثير من الإعلاميين بمواطنه لويس فيغو، الذي يتكتم على حياته الخاصة ويخفي زوجته عن أنظار الصحافة، لكن الأمر اختلف بعد فترة من الزمن حين اتهمته فتاة باغتصابها في عام 2005، وتم إسقاط التهمة عنه لعدم كفاية الأدلة، ثم انتشرت إشاعة في العام التالي عن علاقة حب تجمعه بالمذيعة البرتغالية ميرشرو ميرو، إلا أن رونالدو لم يصرح بالنفي أو التأكيد لهذه الإشاعة، وفي يوليو تموز لعام 2010، أعلن رونالدو أنه أصبح أباً دون أن يفصح عن اسم الزوجة التي قدم لها عشرة ملايين جنيه مقابل تخليها عن حضانة الولد الذي تتولى والدته وشقيقتاه رعايته.


التوماهوك


أكسبته وسامته نجومية من نوع آخر، حيث بات الدون رجل الإعلان الأول بين الرياضيين وتغلب على حسناوات التنس، وبدأت تدرس استراتيجيات ظهور رونالدو في الإعلانات التجارية، ليصبح الرقم واحد في أوروبا وأميركا والصين وإندونيسيا واليابان

يطلق عليه بعض عشاقه لقب “التوماهوك”، نسبةً إلى تسديداته في الركلات الثابتة، التي تغير اتجاهها وكأنها موجهة عبر قاعدة إلكترونية، قال المدرب الفرنسي الشهير أرسين فينغر عن هذه الظاهرة يوماً “إنه يسدد ركلة حرة صعبة على الحراس فهو يجعلها تعلو وتنخفض، وتسديدات كريستيانو العنيفة تهتز وتدور وتغير اتجاهها مما يجعلها صعبة الالتقاط، كما تحدث عنه خبير الحركة نيل سميث: “كريستيانو يمكنه أن يركض مسافة سبعة أميال في المباراة”.


رونالدو رجل الإعلان


يهتم كريستيانو رونالدو بمظهره بما يشبه عارضات الأزياء. أكسبته وسامته نجوميةً من نوع آخر، حيث بات الدون رجل الإعلان الأول بين الرياضيين وتغلب على حسناوات التنس. في مكاتب جيستيفوت بدأت تدرس استراتيجيات ظهور رونالدو في الإعلانات التجارية، ليصبح رجل الإعلان الأول في أوروبا وأمريكا والصين وإندونيسيا واليابان.

كان متواجداً دائماً في إعلانات شركة أومبريو أرماني لملابس الرجال الداخلية والجينز ونايكي للملابس الرياضية وكاسترول وكنتاكي وموبايلي وكوكاكولا وهيربالايف وغيرها، فأي منتج عليه صورة رونالدو سيكون ناجحاً بكل تأكيد، هذا ما وجده المعلنون.

وكثيراً من الأحيان يستهزئ زملاؤه من طريقة اهتمامه بمظهره، أسماه بعضهم “فلايبوي” وآخرون “فتى الأزياء” لكثرة مايستهلك من الوقت في غرف تغيير الملابس أمام المرآة، تصله آلاف الرسائل في اليوم الواحد من معجباته وفي ظرف الرسالة كثيراً ما يجد خاتماً للزواج وصورة للفتاة المعجبة بفستان العرس.

شهدت بداية العام 2013، تفوق كريستيانو رونالد على غريمه التقليدي في الإعلانات ليونيل ميسي، لأول مرة منذ عام 2010، حيث كشفت دراسة لوكالة “أورو – أمريكاس سبورت ماركيتينغ” أن الدون أصبح اللاعب الأعلى دخلاً من الإعلانات التجارية متفوقًا لأول مرة على نجم برشلونة ليونيل ميسي. وقالت الدراسة إن مداخيل الدون من حقوق الصور ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العام 2013، لتصبح 84 مليون يورو سنوياً، متفوقاً على ليونيل ميسي الذي يجني 75 مليون يورو.

15