كريستيانو رونالدو على درب أساطير المونديال

الدوحة - رَدَّ كريستيانو رونالدو على منتقديه الذين طالبوا حتى بعدم إشراكه مع المنتخب البرتغالي بسبب الجدل الذي تسبب فيه بانتقاده لفريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي، وذلك بدخوله التاريخي في فوز مثير لبلاده على غانا 3 - 2 في الجولة الأولى لمنافسات المجموعة الثامنة لمونديال قطر 2022.

وبعد شوط أول عقيم، افتتح ابن الـ37 عاما التسجيل لأبطال أوروبا 2016 من ركلة جزاء جدلية (65) ليدخل التاريخ كأول لاعب يسجل في خمس نسخ من النهائيات. وبعد تعادل الأوروغواي وكوريا الجنوبية 0 – 0، تصدرت البرتغال المجموعة بثلاث نقاط قبل مواجهتها المرتقبة يوم غد الاثنين مع الأوروغواي في الجولة الثانية.

علق مدافع البرتغال رافايل غيريرو على الفوز، قائلا “من المعقّد أن تستهل مسابقة ما، سيطرنا على المباراة ثم أفلتت منا في دقيقتين. لحسن الحظ نبدأ بالفوز”. وعن التكهنات حول مشكلات بين لاعبي الفريق، أضاف غيريرو “التماسك متواجد والصحافة تحاول تفسير الأمور. نحن متضامنون جدا وأظهرنا ذلك أمام الجميع. إذا فزنا في المباراة المقبلة سنتأهل وبالطبع سنبحث عن الفوز كما هو الحال دائما”.

وبعد ساعات على الإعلان عن فسخ عقده مع يونايتد بسبب انتقاده الأخير ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، وطأ رونالدو أرضية ملعب 974 كالمهاجم الصريح الوحيد في تشكيلة المدرب فرناندو سانتوس لينضم إلى نادي اللاعبين الذين خاضوا النهائيات خمس مرات بينهم غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ثم جاء الإنجاز الأكبر بتسجيله هدف الافتتاح من ركلة جزاء انتزعها بنفسه، ليجد طريقه إلى الشباك للمونديال الخامس، هو الذي افتتح رصيده بهدف عام 2006 ثم مثله في 2010 و2014 قبل أن يسجل أربعة في 2018، بينها ثلاثية في مرمى إسبانيا (3 - 3).

وتجاوز النجم البرتغالي الأسطورة البرازيلية بيليه الذي سجل في أربع نسخ (1958 و1962 و1966 و1970)، والألمانيين أوفه زيلر الذي سجل في نفس النسخ التي سجل فيها بيليه، وميروسلاف كلوزه (2002 و2006 و2010 و2014).

وعزز رونالدو سجله كأفضل هداف دولي بـ118 هدفا في 192 مباراة، وبات على بعد هدف من معادلة الأسطورة أوزيبيو كأفضل هداف برتغالي في نهائيات كأس العالم، لكن الأخير سجل جميع أهدافه التسعة في نسخة واحدة عام 1966.

الإنجاز الأكبر

وقال رونالدو “كانت لحظة جميلة، خامس مشاركة لي في كأس العالم، فزنا، هذا كان مهما، الرقم القياسي العالمي شيء يجعلني أشعر بفخر شديد”. وأضاف “أغلقنا الفصل الخاص بالأسبوع الحالي، لا مجال للراحة”.

وأشار “ندرك أنه في هذه البطولات تكون المباراة الأولى حاسمة، لكن أيضا الرقم القياسي بأن أصبح أول لاعب يسجل في خمس بطولات لكأس العالم، شيء يجعلني في غاية الفخر، أنا سعيد للغاية بفوز الفريق في المباراة الصعبة”.

وأكد رونالدو “الخطوة الأكثر أهمية هي فوزنا، لقد كان أسبوعا أنهى فصلا، تم غلق الملف، والآن نريد أن نبدأ بخطى جيدة”. وختم رونالدو بالقول “لقد فزنا، لقد تمكنت من مساعدة الفريق والبقية لا تهم”.

وأثار النجم البرتغالي الفضول بعد ظهوره باكيا خلال عزف النشيد البرتغالي قبل المواجهة ضد المنتخب الغاني. ولم يتحدث رونالدو في نهاية اللقاء عن أسباب تأثره الشديد، حيث كانت المرة الأولى التي يظهر فيها منهارا في بداية إحدى المواجهات مع منتخب بلاده، لكن شقيقته تكفلت كالعادة بتفسير مشهد رونالدو وهو متأثر.

وكشفت صحيفة “روكورد” البرتغالية، سبب دموع “الدون”، وذلك حسب ما دوّنته كاتيا، شقيقة رونالدو، في منشور على إنستغرام، حيث لمّحت إلى أن ما واجهه شقيقها قبل انطلاق نهائيات كأس العالم كان صعبا وأن “المقربين منه فقط يعلمون حجم معاناته”.

وكان رونالدو قد واجه موقفا صعبا في الأشهر الماضية بسبب خلافه مع إدارة فريقه السابق مانشستر يونايتد بسبب عدم الاعتماد عليه من قبل المدرب الهولندي إيريك تين هاغ. كما أن رونالدو واجه هجوما من قبل الجماهير في البرتغال التي طالبت بعدم الاعتماد عليه أساسيا، بعد تراجع مستواه الهجومي وعدم قدرته على التسجيل منذ بداية الموسم مقابل تألق العديد من الأسماء، وهو ما فرض على مدرب البرتغال الدفاع عنه.

كريستيانو من أساطير كرة القدم حول العالم، وجزء لا يمكن إنكاره من تاريخ ريال مدريد. وحقق رونالدو الكثير من الإنجازات والبطولات في عالم كرة القدم، كما أن حياته الشخصية خارج الملعب تتسم بالنجاحات الرائعة أيضا.

عندما كان رونالدو في سن الدراسة التحق بمدرسة “غونسالفيس زاركو” الأساسية والثانوية، حيث بدأ تعليمه الابتدائي، لكنه لم يكن مهتما بالدراسة، ما أثار قلق والديه ودفعهما إلى تعليمه الرياضة لتشجيعه على الاهتمام بدراسته، ومن هنا انطلق “الدون” في عالم كرة القدم.

التحق رونالدو بنادي “أندورينها” لكرة القدم في فونشال، والذي كان يعمل به والده كرجل معدات، وبدأ ينغمس في شغفه المتزايد، حتى التحق بأكاديمية النادي بعمر الـ8 سنوات. ولمراقبته عن كثب، قرر والده تولي وظيفة بدوام كامل كرجل معدات في الأكاديمية، وكانت مساعدة ابنه على إرساء أساس مهني متين دورا مهما لخوسيه أفيرو.

في سن الـ14 بدأ رونالدو يمتلك تلك العقلية المجنونة لدفع نفسه إلى القيام بما هو غير عادي مع كرة القدم. ومع مرور الوقت، بدأ يكره فكرة المزج بين التعليم وكرة القدم، وفي سعيه للتركيز كليا على هوايته وموهبته توصل “الدون” إلى تفاهم مع والدته للتوقف عن الدراسة. وعلى الرغم من شعبيته بين الطلاب في فصله، فإن النجم العالمي لم يقضِ وقتا ممتعا في مرحلة طفولته مع أصدقائه ومعلميه.

مسيرته الكروية

 بدأت مسيرة رونالدو الحقيقية مع كرة القدم في عمر الـ16، عندما كان يلعب مع فريق لشبونة في مباريات ودية، ولفت أنظار الأندية الأوروبية الكبرى ليبدأ السعي في التعاقد معه. في عام 2003، وعلى وجه التحديد في اليوم الثاني عشر من شهر أغسطس حصل رونالدو على فرصة كبيرة، عندما واجه سبورتينغ لشبونة فريق مانشستر يونايتد في مباراة ودية قبل الموسم، وبسبب تألقه ساعد سبورتينغ في الفوز على يونايتد 3 – 1.

 أعجب مدرب مانشستر يونايتد وقتها بموهبة رونالدو الرائعة في المراوغة والتسديدات القوية لذلك سعى للتعاقد مع الشاب اليافع وغير مسار حياته كليا. قبل موسم 2009 - 2010، انضم (CR7) إلى ريال مدريد

مقابل رسوم نقل قياسية عالمية في ذلك الوقت، 80 مليون جنيه إسترليني (94 مليون يورو) مع شرط شراء بقيمة مليار يورو. وفي لوس بلانكوس عاد إلى مستواه الحائز على الكرة الذهبية، وأدى تسجيله 451 مرة، في 438 مباراة، مع مجموعة من الألقاب والأوسمة إلى تحويل رونالدو إلى لاعب كرة قدم مشهور.

وعلى مدار 9 سنوات مع ريال مدريد امتدت حتى عام 2018 حقق رونالدو الكثير من الإنجازات، منها: (دوري أبطال أوروبا، كأس العالم للأندية، كأس السوبر الأوروبي، الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، وكأس السوبر الإسباني).

في عام 2018، انتقل (CR7) إلى النادي الإيطالي يوفنتوس، بعقد لمدة 4 سنوات، وقد بلغت قيمة صفقة انتقاله 112 مليون يورو (ما يعادل حوالي 132 مليون دولار). وتألّق رونالدو خلال موسمه الأول مع النادي الإيطالي، إذ سجّل 21 هدفا، وصنع لرفاقه 8 أهداف، كما سجل هدف الفوز في نهائي كأس السوبر الإيطالي ضد نادي إيه سي ميلان.

 أما في الموسم التالي وهو موسم 2019 فقد ساعد كريستيانو رونالدو يوفنتوس في الفوز بلقب الدوري الإيطالي مجددا بإحرازه 31 هدفا، وبهذا أصبح اللاعب البرتغالي رونالدو ثالث لاعب في تاريخ يوفنتوس يسجل أكثر من 30 هدفا في موسم واحد من الدوري الإيطالي.

وفي أغسطس 2021 انتقل النجم البرتغالي إلى نادي مانشستر يونايتد بعد مفاوضات طويلة بقيمة بلغت 28 مليون يورو (33 مليون دولار)، لكن خلال الأيام الماضية فجر رونالدو مفاجأة بشأن ندمه على الانتقال إلى اليونايتد في تصريحات صحفية، ما أدى إلى تعمق أزمته مع النادي الإنجليزي، وتقرر فسخ عقده تماما.

ربما يحط النجم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو الرحال في المملكة العربية السعودية في الفترة المقبلة، لاسيما بعدما وصفه الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة السعودي بأنه “نموذج يحتذى به”.

وأصبح قائد منتخب البرتغال في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر، بلا ناد محلي ينتسب إليه الآن، بعد اتفاقه على فسخ التعاقد مع فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي في أعقاب مقابلة مثيرة للجدل أجراها مع إحدى المحطات التلفزيونية ووضع رونالدو حدا لفترته الثانية في ملعب (أولد ترافورد) التي لم تكن موفقة، ورغم ذلك، كان من الممكن تقليص تلك الفترة بشكل أكبر، لولا أن اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم 5 مرات رفض عروضا من عدة أندية للانضمام إليها.

وجاء أحد هذه العروض من ناد سعودي لم يتم الكشف عنه، فيما يبدو وزير الرياضة السعودي متحمسا لإمكانية اتخاذ خطوة أخرى لكي يلعب النجم السابق في فريقي ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي في الدوري السعودي.

المحطة المقبلة

وقال الفيصل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “من الوارد حدوث أي شيء. أود أن أرى رونالدو يلعب في الدوري السعودي”. وأضاف الفيصل “تواجد رونالدو سيفيد الدوري والنظام البيئي الرياضي في السعودية، وسيلهم الشباب في المستقبل. إنه نموذج يحتذى به للكثير من الأطفال ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة”.

وفي أعقاب رحيل رونالدو من مانشستر يونايتد، أفادت تقارير بأن عائلة جليزر مالكة النادي الإنجليزي تفكر في بيع النادي، بعد سنوات من الاحتجاجات على سياستها في إدارة الأمور.

وبعد الأنباء التي ترددت حول اعتزام مجموعة (فينواي سبورتس) المالكة لنادي ليفربول اتخاذ نفس نهج عائلة جليزر، واستكشاف خياراتها المستقبلية، فإن الباب يبدو مفتوحا للمزيد من الاستثمارات المحتملة في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز من جانب السعودية.

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي نادي نيوكاسل يونايتد، لكن في حين استبعد الفيصل عرضا آخر من الحكومة للاستثمار في أندية أخرى بالدوري الإنجليزي، فقد أشار إلى أنه لا يزال من الممكن استكشاف فرص الاستثمارات الخاصة في هذا المجال.

وأضاف الفيصل "الدوري الإنجليزي هو الأكثر مشاهدة في السعودية والمنطقة، ولديك الكثير من المشجعين في البطولة”. أكد وزير الرياضة السعودي "لا يمكنني التحدث نيابة عن القطاع الخاص، لكن هناك الكثير من الاهتمام والشهية وهناك الكثير من الشغف بكرة القدم".

وشدد الفيصل "في حال دخول أي قطاع خاص (سعودي) سوف ندعمه بالتأكيد، لأننا نعلم أن ذلك سينعكس بشكل إيجابي على الرياضة داخل المملكة. إذا كان هناك مستثمر على استعداد للقيام بذلك، فلم لا؟".

أعرب هاري ماغواير مدافع مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي عن أسفه على رحيل زميله البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صفوف مانشستر يونايتد، مؤكدا أنه من أفضل من لعب كرة القدم. وقال ماغواير (29 عاما)، الذي يخوض مع منتخب بلاده حاليا فعاليات بطولة كأس العالم 2022 في قطر "رونالدو من أعظم اللاعبين الذين مارسوا كرة القدم".