كروش الشرطة متهمة بتفشي الجريمة في الهند

مهام الشرطة في جميع أنحاء العالم هي مهام ميدانية تتطلب لياقة بدنية وسرعة البديهة، لكن في الهند الأمر لا يخضع لهذه القاعدة بعد أن تفشت البدانة في مجتمع يظن البعض أنه يعاني من الجوع، لذلك طلب جهاز القضاء من مسؤولي الشرطة أن يلتزم الطاقم الأمني باللياقة الدائمة فالكروش لا تنفع في ملاحقة المجرمين.
نيودلهي ـ طالب الجهاز القضائي في الهند رسميا أجهزة الشرطة في عدة أقاليم بمراقبة وزن رجال الأمن وإخضاع مفرطي البدانة منهم لاختبارات لياقة لتحسين لياقتهم البدنية في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر فقط وإلا ستتخذ ضدهم تدابير عقابية.
وتعرف البدانة في صفوف رجال الشرطة في العالم وخاصة العالم الثالث بأنها مظهر من مظاهر الرشوة التي تنفخ البطون.
وتقدم القاضي أرفيند سينغ سانغوان بطلب رسمي لشرطة إقليم البنجاب بعد تأكد الجهاز القضائي من أن الفشل المتكرر للشرطة في ملاحقة المجرمين من تجار مخدرات ومهربين بسبب الوزن المفرط المتفشي بين رجال أجهزة الشرطة الهندية.
أصحاب البطون السمينة من الشرطة غير قادرين على الجري وملاحقة اللصوص الصغار في الأسواق فكيف بملاحقة أعتى المجرمين المحترفين.
وقال القاضي “إن المشتبه بهم كبار السن تمكنوا من تسلق الأسوار، والقفز من الشرفات والركض أسرع من رجال الشرطة”، حسب الصحيفة البريطانية “ذي تايمز”.
وأمر القاضي بإجراء اختبار لياقة لكل الضباط الذين تتضمن مهامهم لياقة بدنية، وبالخضوع لدورات رياضية مدتها لا تقل عن ثلاثة أشهر لمن تظهر عليهم زيادة مفرطة في الوزن.
وأصبحت السمنة ظاهرة منتشرة في صفوف قوات الشرطة الهندية، وتبدو كأنها ترف في حين أنها فوضى في نظام وتوقيت التغذية، وما يزيد من بدانة رجال الشرطة في الهند كثرة ساعات العمل، إذ ليس لديهم متسع من الوقت لممارسة الرياضة.
وقال راجش كومار، مفتش مساعد في ولاية هريانا، “ليس للرجال في الخدمة أي روتين أو ساعات ثابتة في العمل. يعملون لأربعة عشر أو ستة عشر ساعة في اليوم دون وقت ثابت للوجبات، ودون وقت للتمارين”.
وفي وقت سابق قال باهسكار راو، المسؤول في الشرطة الهندية، إنه يخشى زيادة عدد الأفراد الذين يعانون من البدانة في قوته.
وأضاف “إن رجال الشرطة يتناولون أغذية تعتمد أغلبها على الأرز فضلا عن التدخين وشرب الكحول ولا يمارسون الرياضة”، وأشار إلى أن قادة الفصائل “سوف يراقبون على نحو دوري مؤشر كتلة الجسد لكل شرطي”.
وفي يوليو 2020، تعرّض الضباط في أوريسا لتهديد بأعمال تأديبية إن كان مؤشر بدانتهم أكثر من اللازم، وقبل ثلاثة أعوام طُلب من الضباط في كارناتاكا أن يفقدوا الوزن أو يتعرضوا للفصل، بعد وفاة مئة في فترة 18 شهرا بسبب أمراض مرتبطة بأسلوب المعيشة.
ونقلت صحيفة “ذي إندبندت” البريطانية عن باهسكار راو قوله “إن معدل الوفيات يرتفع في أوساط رجال الشرطة بسبب البدانة المرتبطة بنمط الغذاء وقلة التمارين الرياضية وأسلوب العيش بشكل عام، وهو أمر غير مقبول، مما أدى إلى وفاة أكثر من 100 رجل شرطة (…) خلال 18 شهرا فقط تتراوح أعمارهم بين 40 عاما و50 عاما”.
وقالت صحيفة “زي نيوز” الهندية إن الحكومة المحلية في إقليم أوتار براداش، تتجه نحو اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة البدانة في صفوف الشرطة، وقد بدأت بإعداد قائمة برجال هذا الجهاز الذين يفوق وزنهم 80 كلغ.
وتلقت شرطة أوريسا أيضا تلويحا بعقوبات في حق المفرطين في البدانة الذين لا يعملون على تخفيض وزنهم.
وفي كارناتاكا، تم تهديد مفرطي البدانة قبل 3 أعوام بالطرد من العمل من أجل دفعهم إلى تحسين لياقتهم البدنية والتكيف مع ضرورات عملهم الميداني في ملاحقة المجرمين بنجاعة.
وتحوّلت الهند من بلد يعاني من سوء التغذية إلى بلد يعاني من البدانة، وفقا لما ذكرته شبكة “سي.أن.أن” الأميركية، وباتت السمنة تشكل أزمة محلية في البلاد.
وتشير تقديرات غير رسمية في الهند إلى أن هنالك نحو 10 آلاف عملية جراحية لعلاج البدانة تجرى في البلاد سنويا، مقارنة ببضع مئات من العمليات قبل بضع سنوات.