كروس يفتح صفحة جديدة لألمانيا

سوتشي (روسيا) – ربما كان النقاد والمحللون قد بدؤوا بالفعل في تحضير عبارات حادة لتوجيهها ضد لاعب خط الوسط توني كروس عندما كانت مباراة المنتخب الألماني ونظيره السويدي في طريقها إلى النهاية بالتعادل 1-1 لكن لاعب ريال مدريد الإسباني أنقذ نفسه في الوقت القاتل بخطف هدف الفوز 2-1 الذي أنعش آمال الماكينات.
وبعد أن استهل المنتخب الألماني مشوار الدفاع عن لقبه في بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، بالهزيمة أمام المكسيك 0-1، كاد أن ينهي المباراة متعادلا 1-1 ليقف على بوابة الخروج من الدور الأول، لكن كروس أنعش آمال الفريق بهدف الفوز 2-1 في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع للمباراة التي أقيمت على ملعب “فيشت” الأولمبي في سوتشي.
ومع نهاية الجولتين الأوليين، يتصدر المنتخب المكسيكي المجموعة السادسة برصيد ست نقاط ويليه منتخبا السويد وألمانيا برصيد ثلاث نقاط لكل منهما والمنتخب الكوري الجنوبي دون رصيد. وتحسم بطاقتا التأهل من المجموعة عبر الجولة الثالثة الأخيرة، حينما يلتقي المنتخبان الألماني والكوري الجنوبي على ملعب “كازان أرينا” الأربعاء المقبل تزامنا مع لقاء المكسيك والسويد على ملعب “إيكاترنبيرغ أرينا”. وكان كروس على بعد لحظات من مواجهة عاصفة من الانتقادات والاتهامات بتسببه في تبديد أمل المنتخب الألماني، بشكل كبير، في تجاوز الدور الأول.
وقال رويس الذي أبدى سعادة هائلة بهدف كروس وكان أول من توجه له على أرضية الملعب للاحتفال بالتسجيل، “ماذا يمكن أن يقال عن هدف كروس؟”.
العديد من الأهداف سجلت في العشر دقائق الأخيرة من المباريات في كأس العالم الحالية
وتولى كروس تنفيذ ضربة حرة من الجهة اليسرى حيث مرر الكرة إلى رويس الذي استوقفها ليسددها كروس ببراعة شديدة إلى داخل الشباك محرزا الهدف الـ13 له منذ بدء المشاركة بقميص المنتخب الألماني والأول له منذ أكتوبر 2016.
وقال رويس “العديد من الأهداف سجلت في العشر دقائق الأخيرة من المباريات في كأس العالم الحالية، وفي هذه المرة حالفنا الحظ”. وأضاف تعليقا على اتهام كروس بتسببه في هدف السويد “الأخطاء جزء من كرة القدم، ولكن كروس عوض الخطأ”.
وظل يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني طوال الأسبوع يتساءل كيف سيكون رد فعل أبطال العالم على هزيمتهم أمام المكسيك في المباراة الافتتاحية للفريق في مونديال روسيا، وجاءت الإجابة عبر الفوز القاتل بعشرة لاعبين على السويد 2-1، وهي النتيجة التي يتمنى المدرب أن تكون إشارة على أن القادم أفضل. وقال لوف “حالفنا الحظ بعض الشيء في تحقيق الفوز في الوقت بدل الضائع وبعشرة لاعبين، ولكن أعتقد أنه فوز مستحق، لقد وثقنا بأنفسنا”.
وأضاف “قد تكون إشارة جيدة، ربما الفريق في حاجة إلى مثل هذا الانتصار”. الفوز الدرامي على السويد هو مجرد خطوة أولى، حيث يحتاج الفريق الألماني إلى الفوز بهدفين أو أكثر أمام كوريا الجنوبية الأربعاء المقبل في كازان من أجل التأهل، وفي حال تحقيق أي نتيجة أخرى سيضطر الألمان لانتظار محصلة مواجهة السويد مع المكسيك في يكاترينبرغ لمعرفة مصيرهم، حيث أن الفرق الأربعة بالمجموعة السادسة لديها فرصة للتأهل.
ومن جانبه قال توماس مولر “علينا أن نواصل الحلم، قد تكون هذه هي نقطة التحول الأخيرة التي نحتاجها”. وأضاف “كل شيء جائز، من أسوأ احتمال إلى الأفضل”. واعترف مولر بأن المباراة أمام السويد لم تكن مثالية ولكنها بمثابة رد جيد على الخسارة أمام المكسيك بهدف دون رد.
وتابع “لقد أظهرت مباراة السويد بعض نقاط الضعف لدينا، ولكن ليس مثلما حدث أمام المكسيك، علينا أن نقوم بعملنا خطوة خطوة في البطولة”. ومن جانبه أوضح كروس “ليس لدينا متسع من الوقت حتى المباراة القادمة، لكن علينا أن نهزم كوريا الجنوبية”.
وأضاف “الفوز بهدف قد لا يكون كافيا لذا علينا أن نحكم قبضتنا على المباراة منذ الدقيقة الأولى”. وسيضطر لوف لإيجاد بديل للمدافع جيروم بواتينغ الذي تعرض إلى الطرد في الدقيقة 82 لحصوله على إنذارين، وبالتالي فإن ماتس هوميلز الذي غاب عن المباراة بسبب مشكلة في الظهر قد يعود للمشاركة.