كرنفال البندقية ضيف مواقع التواصل الاجتماعي

البندقية (غيطاليا) ـ قرر منظمو كرنفال البندقية، نقل الحدث إلى تنسيق عبر الإنترنت وتأجيل مواعيده في ظل إجراءات العزل، التي تتخذها السلطات الإيطالية بسبب فايروس كورونا المستجد.
ووفقا للمنظمين، فإن موقع الكرنفال سيكون عبارة عن شبكات اجتماعية، حيث سيتم تنظيم “الغرف الافتراضية” حسب الفئة العمرية.
وتم إعداد فصول رئيسية متنوعة وقصص تفاعلية وعروض ومسابقات للأطفال وبرامج تدريبية وتحديات واجتماعات مع المؤثرين في انتظار المراهقين، كما يمكن للبالغين المشاركة في “مسابقة أجمل قناع مع المقابلات والترفيه”.
وأكد موقع الكرنفال، أن فعاليات المهرجان ستقام في الفترة ما بين 6 إلى 7 ومن 11 إلى 16 فبراير المقبل، والتي يمكن متابعتها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
وعادة ما تشبه المدينة كلها في هذه الفترة المسرح الكبير، الذي يضم مشاركين يرتدون أزياء جميلة وأقنعة ساحرة، ويسردون حكايات خرافية وهم على القوارب التقليدية.
الأقنعة الفينيسيّة تُصنع من الجلد أو البورسلان أو بمواد زجاجية معالجة، وقد كانت الأقنعة الأصلية بسيطة في التصميم والرسوم وغالبا ما تحمل رمزا معينا
ويُحكى أن الكرنفال بدأ حين انتصرت مملكة فينيسيا على بطريرك أكويليا في عام 1162، فأقيم هذا الحدث احتفالا وتخليدا للنصر، أخذ الناس يرقصون ويجتمعون في ميدان سان ماركو (أشهر ساحات فينيسيا وهي ساحة يغطيها الحمام). مرتدين أقنعة تُخفي وجوههم.
ويبدو، أن هذا المهرجان بدأ في ذلك الوقت وأصبح احتفالا رسميا في عصر النهضة، وأُلغي هذا المهرجان خلال القرن الثامن عشر، لكنه وبعد فترة طويلة عاد إلى الظهور في عام 1979، إذ قررت الحكومة الإيطالية إحياء تاريخ وثقافة مدينة البندقية، وجعلت إحياء الكرنفال والاهتمام به منطلقا لخطتها.
وأن تكون مقنّعا، هو شرط أساسي لتشارك في الكرنفال، ويقال إن سبب وجود الأقنعة كان لإخفاء هوية صاحبها وليكون الاحتفال شعبيا لا يُفرق بين غني وفقير، ويُقال أيضا إن الأقنعة وُجدت لتخفي هوية الشخص في الأماكن غير اللائقة (الحانات والحفلات غير المحترمة)، كونهم كانوا يهتمون بالصورة والسمعة النظيفة كطبقة عليا في المجتمع، والأقنعة طقس خاص بالبندقية دون سواها من مدن العالم.
ويُمنع ارتداء الأقنعة في جميع الأوقات، إذ يصدر الإذن بارتدائها في موعد معين، وهو ما بين مهرجان عيد القديس ستيفانو ومنتصف ليلة بداية الكرنفال، وهي مسموحة أيضا من 5 نوفمبر إلى يوم الميلاد، أي أن الناس يمضون فترة كبيرة من السنة متخفين بأقنعتهم!
تُصنع الأقنعة الفينيسيّة من الجلد أو البورسلان أو بمواد زجاجية معالجة، وقد كانت الأقنعة الأصلية بسيطة في التصميم والرسوم وغالبا ما تحمل رمزا معينا، بينما الآن معظم الأقنعة أصبحت تُصنع من الجبصين ورقائع الذهب، بالإضافة إلى أنها تُرسم بالريشة الطبيعية والألوان الطبيعية وتُرصع بالأحجار الكريمة بعضها بالسواروفسكي.