من المناسب لجميع المراسلين الأجانب في إيران، استعادة كلام راسل بيكر المراسل السابق لصحيفة نيويورك تايمز، بعد استعارة كلامه ومطابقته على ما يجري في إيران، فهذا يعني عدم وجود صحافيين يغطّون الأحداث هناك، بل يوجد صحافيون يغطيهم الخطاب الرسمي الإيراني!

الأم الأميركية البدينة، الغاضبة والناقمة على عالم جديد سلب أفراد الأسرة من الأسرة! خطبت قائلة "أنا هنا لأشجب وأستنكر آثار مواقع التواصل الاجتماعي على أبنائي، ومنها عصيان الأوامر وقلة الاحترام" قبل أن تطلق النار على أجهزة أبنائها الذكية من البندقية في يدها.

المزاعم عن حرية التعبير يمكن أن يستعيدها جنرالات الحقب الدكتاتورية ببساطة، لكن مهلا أيا كان قد صدّق كلامهم بالأمس، وكيف لنا أن نتقبله اليوم، إنه مجرد تسويغ ساذج للحرية المتاحة لنا جميعا على وسائل التواصل.

الدولة الجديدة غير مشغولة ببناء المؤسسات بقدر ما يسكنها هاجس التاريخ لتصنع رجال دين في حوزات منتشرة كما كانت المصانع في دولة الأمس، يا للمفارقة عندما يكون شكسبير صحافيا بالأمس والمهندس والصحافي رجل دين اليوم!

البابا فرنسيس يمارس الصحافة أصعب المهن من دون أن يفقد نبل الهدف في تدوينات يجسد فيها شكلا من أشكال العدالة على حسابه الرسمي لربط المجتمع في ديمقراطية من الأفكار وإعادة إنتاج الأمل المفقودين من عالمنا.

المختبرون يشعرون بأنه لم تعد لهم حاجة لمنح رخصة السياقة، بينما النظام الآلي الجديد يرى وفق الذين يقفون خلفه، أنه يقدّم تقييما أكثر واقعية لمهارات القيادة على الطرق الحديثة.

ليس فيسبوك وحده من يوضع في خانة الشرير بشأن الأخبار الكاذبة والتلفيق المتواصل، هناك ما هو أكثر في مواقع إلكترونية وصحف ومحطات تلفزيونية لا يمكن وصفه إلا بالعبث الإخباري في عصر التضليل.

إذا كان الزهايمر الحقيقي يوصف بان المصاب به قد اختفى ببطء داخل عالم الشيخوخة السفلي، فان من يفتعل الزهايمر... عليه أن يشعر بالإذلال أمام نفسه لأنه يعيش تنافرا مزعجا.

الحقيقة التي ستزعجك أيها الزميل السابق والوزير الحالي بوريس، أننا لا ننظر إلى قيمة المبلغ المخصص من قبل حكومتكم السامية لإصلاح الواقع المرير في صحافتنا العربية المتردية، على الأقل في البلدان التي وعدتموها بالديمقراطية عن طريق الحرب، لأن كل التجارب السابقة أفقدتنا الثقة بمبادراتكم.

ننظر إلى ما يجري حولنا في العالم العربي وما يجاوره إيران وتركيا، نزعة الثأر من التاريخ قائمة، وبإدارة سياسية تعيش على الفكر الفاسد والمترهل من التاريخ نفسه. ونرى بشكل مستمر عودة للتاريخ بمنتهى العنفوان من أجل مواقف بلا حكمة.

المتطرفون باتجاه تحميل الإنترنت مسؤولية تدمير وسائل الإعلام التقليدية، يتراجعون خطوة إلى الوراء عندما يصبح الكلام عن التجربة الحية التي يمثلها هذا الإنجاز للبشرية.

أن تنعكس ثنائية الطبيب والمريض في العالم المعاصر، أمر لا يوحي أننا جميعا على ما يرام، الإنسان صار بجودة أقل منذ أن بدأ الأطباء يشكون حالتهم إلى المرضى!

الصحف تمارس الصراخ أيضا بطريقة العناوين الصاخبة المليئة بالشتائم والتهكم ونعت الآخر بأشنع الصفات الوضيعة. اللغة المكتوبة أو المحكية تملك القدرة على الصراخ عندما يتحول نقل الأفكار والتحاور إلى عبث لغوي.

المثابرة غير موجودة لدى الموظف العربي لأنه يعمل في دوائر حكومية تدار بالاقتصاد الريعي، تضمن له عمله حتى وإن كان في أقصى درجات الترهل الذهني وعدم اللامبالاة.

الجهل بما يحدث في العالم العربي بالنسبة للصحافة الغربية لن ينتهي بحوار باتريك كوبيرن مع رئيس الوزراء العراقي، إنها سلسلة متواصلة لسوء الحظ لن يقطعها تلاشي المسافات الطبيعية بالتواصل الرقمي.