كتب في رفوف المأكولات لتشجيع المغاربة على المطالعة

الكتاب يخترق الفضاءات التجارية في مبادرة تهدف إلى التشجيع على القراءة.
الخميس 2021/05/06
إخراج الكتب من الأكشاك والمكتبات يعزز انتشارها بين المغاربة

امتلأت رفوف بعض المولات التجارية بعدد من الكتب في مبادرة أخرجت الكتاب من فضاءاته التقليدية وهي المكتبات والأكشاك إلى فضاءات التسوق العمومية لتشجيع المغاربة على المطالعة واقتناء الكتب.

الرباط - خصص عدد من الأسواق ومحلات السوبرماركت في المغرب أجنحة خاصة بالكتب لتقريبها من المواطنين والتشجيع على اقتنائها.

وتعرض هذه الأجنحة مجموعة من الكتب والمؤلفات التي أصبحت اليوم متاحة أمام المواطنين في فضاءات تبضّعهم اليومي بأسواق تجارية اعتادوا ارتيادها لاقتناء منتوجات أخرى.

ووجد أمين (29 سنة) في هذه الأجنحة المخصّصة للكتب والتي اكتشفها مؤخرا بالصدفة في بعض الأسواق فرصة له لتجديد علاقته مع الكتاب وللتعرف على أعمال مجموعة من المبدعين.

ويرى أمين أن هذه المبادرة ستساهم أيضا في تعزيز ثقافة القراءة لدى مواطنين آخرين وستحفز على جعل الكتاب جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

في حين قالت فاطمة (34 سنة) لوكالة الأنباء المغربية إن هذه المبادرة ستساهم في تشجيع أبنائها على اكتشاف الكتب ومتعة القراءة والانخراط في عالمها الشاسع خاصة أن هذه الأجنحة تتضمن العديد من الكتب المخصصة للأطفال.

واعتبرت فاطمة أن الكتاب الوسيلة الأمثل لأطفالها من أجل التعلم واكتساب معلومات جديدة وتطوير الذات.

وتوزيع الكتب بين الرفوف التجارية في الفضاءات والأسواق الكبرى يمكن أن يجعل عادة اقتناء الكتب تصبح إحدى أولويات المغاربة، مثلها مثل بقية المنتوجات التي يقبلون على شرائها في حياتهم اليومية.

كما أن هذه المبادرة التي لاقت ترحيبا كبيرا بين زبائن هذه الفضاءات التجارية قد تساهم في تصالح عدد من الأشخاص مع الكتاب وغرس حب القراءة في نفوسهم.

وأشاد الأديب والصحافي المختص في الإعلام الثقافي ياسين عدنان بهذه المبادرة وشجع على تعميمها في جميع الأسواق التجارية الكبرى، مضيفا أنه من المهم جدا أن يخترق الكتاب الفضاءات التجارية وألا يبقى حبيس المكتبات، خاصة وأن وتيرة التردد على فضاءات التسوق بدأت تتضاعف لكونها توفر وتمكن من اقتناء كل أنواع المنتوجات الاستهلاكية التي يحتاجها البيت.

Thumbnail

وبحسب عدنان فإن الرهان اليوم يتمحور حول كيفية مضاعفة عدد القراء، وكسب قراء جدد من خلال تقريب الكتاب من المواطنين خاصة وأن نسبة مهمة من الأشخاص لا يذهبون إلى المكتبات، مشيرا إلى أن إخراج الكتاب من فضاءاته التقليدية وهي الخزانة والمكتبة والأكشاك إلى فضاءات التسوق العمومية تعتبر مسألة محمودة.

إلا أنه لا ينفي أهمية المكتبات التي يرى أنها تبقى نقاطا مهمة لبيع الكتب ولها جمهورها المواظب عليها وهم القراء الحقيقيون الأوفياء للكتاب والمدمنون على ثمرات المطابع الوطنية والعربية والدولية، حيث يرتادونها باستمرار ويتابعون الجديد من خلال رفوفها.

لكن للأسف هؤلاء القراء يمثلون الشريحة الأقل في المجتمع، لذلك يعتقد عدنان أن المكتبات في تقديره غير كافية لتقريب الكتاب من صنف آخر من القراء غير المهتمين بالذهاب للمكتبات وترقب آخر الإصدارات ومتابعة جديد المطابع والإنتاجات الأدبية والفكرية، حيث تفضّل هذه الفئة اقتناء كتب معروضة يعثرون عليها بالصدفة في فضاءات مختلفة.

ولفت عدنان إلى ضرورة أن تشمل أجنحة الفضاءات التجارية كتبا متنوعة وفي مجالات ولغات مختلفة لتستجيب لاهتمامات القارئ، معربا عن أمله في فتح المجال على الخصوص أمام الإبداع الأدبي والفكري المغربي ليصل إلى عموم المواطنين عبر رفوف هذه الفضاءات التجارية.

كما دعا الموزعين والناشرين إلى الاجتهاد أكثر لتنويع فضاءات عرض الكتاب وابتكار رؤى جديدة واقتراح فضاءات غير تقليدية لكي يلتقي فيها المواطنون مع الكتاب.

24