كاف يسحب تنظيم أمم أفريقيا 2025 من غينيا والمغرب يقدم ترشحه

كوناكري - كما كان يُخشى منذ عدة أسابيع سحب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025 من غينيا لعدم جاهزية البنى التحتية في البلاد بحسب ما أعلن رئيسه باتريس موتسيبي في كوناكري. وقال موتسيبي للصحافيين إن كاف سيعيد فتح باب تقديم الطلبات لاستضافة المسابقة القارية في نسخة العام 2025.
وقال مسؤول في اتحاد الكرة المغربي السبت إن بلاده تعتزم الترشح لتنظيم كأس أمم أفريقيا 2025. ونظم المغرب نسخة واحدة لكأس أمم أفريقيا للرجال عام 1988 كما استضاف بطولة أفريقيا للسيدات هذه السنة. وينتظر هذا القرار تصديقا حكوميا كي يتقدم اتحاد الكرة المغربي لاحتضان البطولة. وكان الاتحاد القاري منح عام 2014 حق تنظيم ثلاث نسخ: 2019 للكاميرون و2021 لساحل العاج و2023 لغينيا.
وبعد انسحاب الكاميرون وتنظيم مصر نسخة 2019، منح الأولى نسخة 2021 وساحل العاج 2023 (ستقام مطلع 2024 بسبب موسم الأمطار)، فيما قبلت غينيا بتنظيم نهائيات 2025. وغالبا ما تشهد غينيا احتجاجات تتخلّلها أعمال عنف. وتندّد منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان بالتجاوزات التي ترتكبها قوات الأمن في البلاد وبإفلات المرتكبين من بين عناصرها من العقاب.

وتشهد الدولة الواقعة في غرب أفريقيا صدامات متكرّرة بين قوات الأمن ومتظاهرين يحتجّون على مهلة الثلاث سنوات التي حدّدها المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين. ويقود غينيا مجلس عسكري يرأسه الكولونيل مامادي دومبويا منذ انقلاب أطاح يالرئيس ألفا كوندي في سبتمبر 2021.
وفي بيان متأخر مساء الجمعة، قال الاتحاد الأفريقي إن موتسيبي التقى دومبويا يرافقه الأمين العام للكاف فيرون موسينغا – أومبا “لمناقشة سحب الاتحاد الأفريقي كأس الأمم غينيا 2025، لعدم جهوزية البنية التحتية والمرافق في غينيا لاستضافة نسخة عالمية من كأس أمم أفريقيا”.
وقال موتسيبي “زرت غينيا احتراما لشعبها ولمناقشة استعداد كاف لتقديم المشورة والعمل مع أصحاب المصلحة في كرة القدم لبناء بنية تحتية كروية ومرافق في هذا البلد. سيسمح هذا الأمر لغينيا بالترشح مع دول أخرى متنافسة لاستضافة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين وذلك بعد استضافة الجزائر لنسخة 2023، في ضوء قرار كاف عدم المضي قدما بكأس أمم أفريقيا 2025 في غينيا”.
وعن سحب البطولة من غينيا، قال وزير الرياضة الغيني لانسانا بيا ديالو أمام صحافيين “كما وعد رئيس المرحلة الانتقالية، سنقوم بكل شيء لتزويد البلاد بالبنى التحتية. عام 2025، سنقدّم ملاعبنا، مستشفياتنا وجميع البنى التحتية الأخرى. لم نعد نريد غينيا بلد الخاسرين”.
وبحسب بيا ديالو، اعتبرت الحكومة دوما أن تنظيم أمم أفريقيا قد لا يتحقق في غينيا، لكنه رأى في هذا المشروع عامل تنمية للبلد “أردنا أن نظهر للغينيين أن المستحيل ممكن، نظهر لكل هؤلاء الشبان المهاجرين والذين سيموتون في البحر أنه عندما نقرر القيام بشيء هنا في غينيا، بمقدورنا تحقيقه”.
وكان تنظيم هذا الحدث في غينيا يشكل تحديا كبيرا لأحد أكثر البلدان فقرا في العالم والذي يفتقر بشدة للبنى التحتية والتجهيزات والمواصلات. ويمكن أن تكون الرحلات البرية مروعة. وتملك غينيا في عاصمتها ملعباً حديثا وثانيا مهدما قد يستضيفان مسابقة مماثلة، لكن لا شيء داخل البلاد. وبالكاد بدأت أعمال البناء لمعالجة هذا النقص.
وعيّن دومبويا في مارس الماضي لجنة منظمة جديدة، مطيحا بالفريق القديم الذي أعرب أحد أعضائه علنا عن شكوكه بشأن جدوى المشروع. وأصدر دومبويا نهاية أغسطس مرسوما يعلن تنظيم البطولة “مصلحة وطنية وأولوية”، وذلك عشية وصول بعثة تقييم من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.