كاساس كلمة العراق لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج

ستنطلق بطولة كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 26" السبت، على أن تختتم البطولة الجمعة 3 يناير 2025. تعتبر بطولة كأس الخليج العربي واحدة من المسابقات الرائدة في العالم العربي وخاصة في منطقة الخليج، وكان المنتخب العراقي حصد لقب خليجي 25 السابق، ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي لأكبر عدد من ألقاب كأس الخليج العربي بمجموع 10 بطولات.
بغداد - يعول منتخب العراق لكرة القدم على استقراره الفني لتكرار إنجاز إحرازه كأس الخليج 2023 على أرضه في البصرة، عندما يخوض النسخة السادسة والعشرين على أرض جارته الكويت، رغم بعض الغيابات في صفوفه الناجمة عن استمرار الدوري المحلي.
وكان الإسباني خيسوس كاساس الذي تولى مهمته في 2022، قاد “أسود الرافدين” إلى لقب غاب عنهم 35 عاما، هو الرابع بعد أعوام 1979، 1984 و1988 بعهدة المدرب الراحل عمو بابا، ليحتل المركز الثاني في السجل التاريخي وراء الكويت المتوجة بعشرة ألقاب.
وولّد الانسجام في تشكيلة كاساس نتائج إيجابية في تصفيات مونديال 2026، حيث يحتل العراق وصافة المجموعة الثانية ضمن الدور الثالث من التصفيات الآسيوية، بفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية المتصدرة بعد ست جولات، ومتقدما على الأردن وعمان والكويت وفلسطين.
والعراق الذي شارك للمرة الأولى بكأس الخليج في النسخة الرابعة في الدوحة عام 1976 ونال موقع الوصيف بعد نظيره الكويتي، يملك فرصة كبيرة لحجز إحدى البطاقتين المباشرتين لكأس العالم، ليشارك للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986 في المكسيك.
لكن بطل آسيا 2007 سيشارك في هذه البطولة في ظل استمرار عجلة الدوري المحلي مع تفريغ لاعبَين اثنين كحد أقصى من كل ناد. وقال رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال في تصريح لقناة يو.تي.في “أعلمنا الجميع أن الدوري سيستمر خلال إقامة كأس الخليج وهناك تفريغ فقط للاعبَين من أي ناد كحد أقصى.” وتابع “بعض الأندية الخارجية وافقت على تفريغ اللاعبين وأخرى رفضت وهذا من حقها، لأن البطولة ليست في أيام الاتحاد الدولي فيفا.”
وشرح “كل الفرق تطمح إلى الحصول على اللقب والعراق من ضمنها، لكن هذا الأمر ليس من أهدافنا الرئيسة بل (نأمل أن يكون) استعدادا جيدا للمنتخب في تكملة مشواره في تصفيات كأس العالم.” ونظرا لخيار تحديد عدد اللاعبين من كل ناد، استغنى كاساس عن عدد من اللاعبين الذين شاركوا في تصفيات كأس العالم ومنهم حارسا المرمى أحمد باسل (الشرطة) وفهد طالب (الطلبة) ومدافع القوة الجوية زيد تحسين والظهير أحمد يحيى، إلى جانب لاعبي الوسط حسن عبدالكريم (الزوراء) ومحمد قاسم (النجف).
أمل التعويض
ويراهن كاساس على سبعة من لاعبي الخبرة أسهموا في خطف اللقب الخليجي مطلع العام الماضي، هم حارس المرمى وقائد المنتخب جلال حسن والمدافعان علي فائز ومناف يونس، صاحب هدف الفوز الثمين والقاتل على منتخب سلطنة عُمان والتتويج بلقب خليجي 25، فضلا عن لاعبي الوسط أمير العماري وأمجد عطوان وإبراهيم بايش والهداف أيمن حسين.
تطمح الإمارات في كأس الخليج 2024 لكرة القدم إلى تعويض مشاركتها المخيبة في آخر نسختين، معتمدة على جيل جديد من اللاعبين أثبت حضوره في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026. وودعت بطلة 2007 و2013 آخر نسختين من دور المجموعات، حيث اكتفت بفوز وحيد مقابل خسارتين في 2019 في قطر وفشلت في تحقيق أي فوز في نسخة 2023 الأخيرة في العراق (هزيمتان وتعادل).
الوضع سيكون مختلفا في الكويت، حيث عمل البرتغالي باولو بينتو منذ تعيينه في منصبه على إحداث تغييرات جذرية
لكن الوضع سيكون مختلفا في الكويت، حيث عمل المدرب البرتغالي باولو بينتو منذ تعيينه في منصبه في يوليو 2023 على إحداث تغييرات جذرية، ولم يبق سوى عشرة لاعبين بينهم حارسا المرمى خالد عيسى وعلي خصيف، من قائمة الـ26 لاعبا التي خاضت خليجي 25 الشاهدة على أسوأ مشاركة في تاريخ “الأبيض”. وساعد المدرب السابق لكوريا الجنوبية في مونديال 2022 في إحداث التغيير، إذ سن قانون في الإمارات عام 2018 سمح للأندية بالتعاقد مع لاعبين أجانب تحت سن 21 عاما، للاستفادة منهم بعد خمس سنوات من إقامتهم في الدولة الخليجية في المنتخبات الوطنية، حسب المدة التي حددتها لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
كما عملت الإمارات على تجنيس الأجانب المحترفين والذين قضوا فترات طويلة في ملاعبها، وبينهم الثنائي البرازيلي فابيو ليما (31 عاما) وكايو كانيدو (34) اللذان سبق لهما المشاركة في النسخة السابقة في العراق، واستدعيا مجددا في القائمة الحالية. وضمت قائمة بينتو لـ”خليجي 26″ تسعة لاعبين مجنسين، أحدثهم مدافع الوحدة البرازيلي المولد لوكاس بيمنتا (24 عاما) ولاعب وسط العين الغاني المولد سولومون سوسو (19 عاما).
مصالحة الجماهير
تستعيد سلطنة عمان ذكرياتها الجميلة في الكويت، عندما تشارك في “خليجي 26” بطموح مصالحة جماهيرها الغاضبة من مشوارها السلبي في تصفيات مونديال 2026. وابتسمت الكويت في استضافاتها الأربع السابقة دائما لمنتخب عمان في كأس الخليج، بعدما شهدت مشاركته لأول مرة في البطولة في النسخة الثالثة عام 1974، وأحرز المركز الرابع الأفضل له في البدايات في نسختي 1990 و2003 في الكويت أيضا.
كما أحرز “الأحمر” لقبه الثاني بعد الأول عام 2009، في “خليجي 23” عام 2017 في الكويت على حساب الإمارات في النهائي بركلات الترجيح 5 – 4 (الشوطان الأصلي والإضافي 0 – 0)، بعدما قدم نسخة استثنائية بخوضه أربع مباريات على التوالي دون أن تهتز شباكه. ويأمل الشارع الرياضي في عمان بالتألق مجددا في الكويت، لاستعادة ثقته بمنتخبه الوطني الذي يعاني في تصفيات مونديال 2026 بعد احتلاله راهنا للمركز الرابع في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط من فوزين و4 هزائم.
وتعول عمان على الخبرة الخليجية لمدربها الوطني رشيد جابر، حيث سبق له أن قاد “الأحمر” في نسخة 2002 في السعودية وحقق الفوز على الكويت 3 – 1 والذي كان الأول في تاريخ مواجهات المنتخبين. وورث جابر (60 عاما) حملا ثقيلا من سلفه التشيكي ياروسلاف شيلهافي الذي أقيل من منصبه في سبتمبر الماضي، ورفع شعار “إعادة الثقة والروح والشغف للمنتخب” فور تعيينه في منصبه.
وسيكون الغائب الأكبر عن عمان نجمها محسن الغساني بعد رفض ناديه بانكوك يونايتد التايلاندي التحاقه بمنتخب بلاده، إذ تعد كأس الخليج خارج أيام الاتحاد الدولي (فيفا). وخاض “الأحمر” مباراة ودية الاثنين أمام اليمن انتهت بفوزه بهدف نظيف سجله علي البوسعيدي.