كاثيريس الإسبانية.. قِبلة لعشاق الفن المعاصر

اختارت مدينة كاثيريس الواقعة في جنوب إسبانيا أن تكون وجهة للسياحة الثقافية لما تحتويه من مراكز ثقافية ومتاحف مثل متحف هيلغا دي ألفير للفن المعاصر الذي يحتوي القبو الخاص به على ثاني أكبر صهريج من فترة الحكم العربي خلال القرن الخامس عشر.
كاثيريس (إسبانيا) - تعد مدينة كاثيريس بمثابة قِبلة لعشاق الفن المعاصر، حيث تحظى الفنون والأعمال الإبداعية المعاصرة بأهمية كبيرة في هذه المدينة الواقعة جنوب إسبانيا.
وتتمتع هيلغا دي ألفير بشهرة كبيرة في مدينة كاثيريس، حيث قامت الفنانة الألمانية المهتمة بجمع الأعمال الفنية بافتتاح متحفها الخاص للفن المعاصر والذي زاره الآلاف من السياح منذ افتتاحه.
ويعتبر متحف هيلغا دي ألفير للفن المعاصر من أهم المزارات السياحية العالمية الخاصة بالفن المعاصر، وقد استقبل منذ افتتاحه في نهاية فبراير الماضي أكثر من 70 ألف زائر على الرغم من تحديد عدد الزوار خلال الفترة الماضية، وبفضل افتتاح هذا المتحف سجلت كاثيريس رقما قياسيا جديدا في أعداد السياح.
وتمتلك هيلغا دي ألفير واحدة من أكبر المجموعات الفنية الخاصة في أوروبا، والتي تشتمل على أكثر من 3 آلاف قطعة فنية لكبار الفنانين العالميين المعاصرين.
ويستقبل الزوار في نطاق المدخل أحد أفضل الأعمال الفنية، حيث توجد الثريا “ديساندك لايت” والمصنوعة من 60 ألف لؤلؤة من إبداع الفنان الصيني آي ويوي، وإلى جانبها تظهر أعمال المصور الألماني فرانك تيل وأيقونة فن البوب داميان هيرست والكولومبية دوريس سالسيدو، ويمكن للسياح مشاهدة الإبداعات الفنية للعديد من الفنانين العالميين في المبنى المكون من أربعة طوابق بدءا من بابلو بيكاسو مرورا بالفنان لويز بورجوا ووصولا إلى كانديدا هوفر.
مدينة كاثيريس تزخر بالعديد من المراكز الثقافية الأخرى مثل مؤسسة “مرسيدس كاليس ي كارلوس باليستيرو” أو متحف المقاطعة في “بلاسيو دي لاس فيليتاس”
وقد اهتمت هيلغا دي ألفير اهتماما كبيرا بالمبنى الذي يحوي مجموعتها الفنية الكبيرة، وقد قامت بتصميمه على شكل مكعب، وتشكل الأعمدة الخرسانية بلونها الأبيض الثلجي إطاره المفتوح، والذي يعتبر بمثابة حلقة الوصل بين البلدة القديمة التي تعود إلى القرون الوسطى، والمدينة الحديثة الواقعة على مسافة 24 مترا إلى أسفل، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق درج متاح للجمهور، وقد حاز المبنى إيميلو تونون على العديد من الجوائز المعمارية.
وعلى الرغم من التباين الكبير بين التصميم الحديث للمبنى الذي يتخذ شكل مكعب والبلدة القديمة، إلا أنه ينسجم مع البيئة المحيطة به من خلال الخطوط الواضحة والقاعات التي تغمرها الإضاءة الطبيعية.
وتعتبر البلدة القديمة في كاثيريس على النقيض من الفن الحديث من الناحية المعمارية على الأقل، فعندما يتجول السياح في أزقة البلدة القديمة والمدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ 1986 يشعر بأنه عاد إلى حقبة العصور الوسطى، حيث تظهر أسوار المدينة السميكة مع أبراج الحصون المنيعة، والتي تعود إلى فترة الوجود العربي في الأندلس خلال القرن الثاني عشر.
وخلف بوابة القوس المهيبة “أركو دي لا إيستريلا” ينعم السياح بجولة في متاهة من الأزقة الضيقة والسلالم الحجرية والأروقة والكنائس القديمة والأديرة، ويوجد في وسط المدينة أكثر من 40 قصرا تعود إلى عصر النهضة الأوروبية.
وإلى جانب متحف هيلغا دي ألفير للفن المعاصر تزخر مدينة كاثيريس بالعديد من المراكز الثقافية الأخرى مثل مؤسسة “مرسيدس كاليس ي كارلوس باليستيرو” أو متحف المقاطعة في “بلاسيو دي لاس فيليتاس”، والذي يحتوي القبو الخاص به على ثاني أكبر صهريج من فترة الحكم العربي خلال القرن الخامس عشر.
بالإضافة إلى ذلك يمكن للسياح الاستمتاع بالعديد من الأطباق الشهية في مدينة كاثيريس. وقد اختارت رابطة الفنادق والمطاعم الإسبانية مدينة كاثيريس كعاصمة لفن الطهي الإسباني خلال عام 2015، ويمتاز المطبخ المحلي بأنه بوتقة تنصهر فيها الأصناف العربية والبرتغالية والإسبانية واليهودية مع بعضها البعض لتشكل مذاقا خاصا بالمدينة.