كأس السوبر طوق نجاة فالفيردي

تنطلق مباريات كأس السوبر الإسباني بنظامها الجديد، على الأراضي السعودية خلال الفترة من 8 إلى 12 يناير الجاري. ومن المقرر أن يلتقي فالنسيا نظيره ريال مدريد في الـ8 من الشهر الجاري، بينما سيصطدم برشلونة بأتلتيكو مدريد في اليوم التالي، على أن يتواجه الفائزان في المباراة النهائية، في الـ12 من الشهر نفسه.
مدريد- يترقب عشاق برشلونة مباراته المصيرية في بطولة كأس السوبر الإسباني بنظامها الجديد، التي تستضيفها السعودية. ويلتقي برشلونة مع أتلتيكو مدريد في 9 يناير الجاري، في لقاء ناري يتأهل الفائز منه للنهائي لمواجهة المنتصر من لقاء ريال مدريد وفالنسيا. وينتظر المدير الفني للبارسا إرنستو فالفيردي اختبارا ثقيلا في السوبر يحتاج بشدة إلى النجاح فيه لتهدئة الجماهير الكتالونية الغاضبة، وغير الواثقة في قدرة المدرب الإسباني على الارتقاء إلى طموحات الفريق.
“كان لاعبا ذكيا للغاية، وطالما أظهر اهتماما كبيرا بكرة القدم والرغبة في التعلم. إنه أحد المدربين الواعدين في إسبانيا”. قبل نحو 7 سنوات من الآن كانت تلك الكلمات التي صرح بها أسطورة برشلونة يوهان كرويف عن مدرب البارسا الحالي إرنستو فالفيردي. اعتاد برشلونة لسنوات تعيين مدربين من مدرسة كرويف، أولئك الذين يدركون جيدا طبيعة الكرة الممتعة الخاصة بالنادي الكتالوني، وأهدافه المُلخَّصة في تطوير مواهب مركز “لا ماسيا”، والشغف الدائم بحصد الألقاب.
ويرى رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو، أن فالفيردي يتماشى مع فلسفة النادي، مؤكدا أن اختياره جاء بعناية “لأنه ذلك المدرب المثالي القادر على المزج بين الشباب والخبرة في الفريق، إلى جانب أنه مجتهد ودؤوب في عمله”. على الجانب الآخر، يثق فالفيردي في دعم الإدارة، ويلمح دائما إلى رضا بارتوميو عنه، مما دفع البعض إلى تلقيبه بالسيد “نعم”، فهو المدرب الذي لم يقل للإدارة “لا” ولن يفعلها أبدا، في أي قرار يخص الفريق، وخير دليل على ذلك ملف الصفقات، الذي يبدو أنه لا علاقة للمدرب به، ويتلخص دوره في الاستماع والموافقة لا أكثر، وربما يلعب ميسي دورا أكبر منه بمراحل في هذا الجانب.
أحلام البقاء
منذ تعيينه مدربا لبرشلونة في 2017 لم يتميز فالفيردي بأي أسلوب يوحي بأنه استغل فرصة الارتقاء لقيادة أحد أبرز فرق العالم، وبدا متشبثا بأيام أحلام البقاء والمراكز الدافئة، حتى قتل المتعة التي كانت مضمونة لكل من يشاهد مباريات البارسا، وتحول الأمر معه من فن جماعي، إلى انتظار لحظات ميسي الإبداعية التي ينقذ فيها مدربه. مع غياب ميسي للإصابة مطلع الموسم الجاري، حقق برشلونة أسوأ بداية له منذ موسم (2008 – 2009) إذ جمع 4 نقاط من أول 3 مباريات، إلى جانب أرقام سلبية أخرى في دوري الأبطال أمام دورتموند وسلافيا براغ.
كان أسلوب برشلونة يتميز بالتمريرات القصيرة، وبحركة اللاعبين الدائمة لاستقبال الكرة بين الخطوط، وخلق المساحات، ثم ضرب تكتلات المنافسين، فضلا عن الأدوار المساندة في الهجمات من المدافعين وحارس المرمى، وهو ما تبدد تماما. وبات برشلونة فالفيردي مثالا واضحا للفوضى التكتيكية، والبطء، والتغييرات المتأخرة، والجمود الفني الذي كان الكلاسيكو آخر فصوله. وستكون مباراة السوبر ضد سيميوني اختبارا جديا لمدى قدرة فالفيردي على ترتيب أوراقه، وإبراز حيله الفنية، لبلوغ النهائي والمراهنة على اللقب. فهل تكون بطولة السوبر طوق النجاة لمغامرة فالفيردي في برشلونة أم بداية نهاية عهده؟ من ناحية أخرى يشارك فالنسيا في السوبر الإسباني بصفته بطل كأس الملك 2019، بعدما توج بالبطولة على حساب برشلونة في المباراة النهائية. ويشارك برشلونة بصفته بطلا للدوري ووصيفا للكأس، بينما يشارك كل من أتلتيكو مدريد باعتباره الوصيف في الليغا، وريال مدريد صاحب المركز الثالث بالليغا.
الأقل تتويجا
ويعد فالنسيا أقل الفرق تتويجا بالسوبر الإسباني من بين الفرق المشاركة في هذه النسخة، بعدما حقق اللقب مرة وحيدة فقط، مقابل 13 مرة لبرشلونة و10 مرات لريال مدريد وأتلتيكو مدريد مرتين. ويبحث الخفافيش عن صناعة المجد في النسخة التي ستقام في الأراضي السعودية، من خلال حصد اللقب من أمام الثلاثي الكبير في إسبانيا، خاصة وأن فالنسيا لم ينجح في حصد اللقب منذ عام 1999. وفشل فالنسيا في التتويج بالسوبر منذ 20 عاما، حيث سبق له أن شارك كطرف في السوبر 3 مرات في أعوام 2002، 2004 و2008 لكنه خسرها جميعا.
ويبحث فالنسيا تحت قيادة ألبيرت سيلاديس، المدير الفني للفريق، عن استعادة أمجاد الأرجنتيني هيكتور كوبر، مدرب فالنسيا السابق، الذي قاد الخفافيش إلى التتويج بلقب السوبر الوحيد في تاريخ النادي. ففي عام 1999، كان فالنسيا طرفا في مباراة السوبر بعدما توج بلقب كأس الملك، ولعب أمام برشلونة الذي توج بلقب الدوري في ذلك العام، في كأس السوبر الذي أقيم من خلال مباراتين، ذهابا وإيابا. لقاء الذهاب بين فالنسيا وبرشلونة أقيم على ملعب ميستايا وتمكن الخفافيش تحت قيادة المخضرم الأرجنتيني كوبر، من الفوز بالمباراة الأولى بهدف دون مقابل.
وفي لقاء درامي في الإياب على ملعب كامب نو، استطاع فالنسيا أن يخرج بنتيجة إيجابية بعدما انتهت المباراة بنتيجة (3-3)، ليفوز فالنسيا بلقبه الأول والوحيد في تاريخه بنتيجة (3-4) في مجموع المباراتين. ونجح كوبر في التفوق على الهولندي لويس فان غال، مدرب برشلونة في ذلك التوقيت، وقاد فالنسيا إلى حصد اللقب، فهل يعاود فالنسيا ذكرى كوبر في بطولة السوبر المقبلة بالسعودية ويتوج بثاني ألقابه؟