كأس إسبانيا بوابة برشلونة لتكريس تفوقه على ريال مدريد

يلتقي برشلونة وريال مدريد، اليوم السبت، في مدينة إشبيلية في نهائي كأس إسبانيا لكرة القدم، وسط تكافؤ في فرص الفريقين العريقين بالفوز باللقب التاريخي، رغم فوز الفريق الكتالوني 3 مرات هذا الموسم على غريمه في الجولة التحضيرية وفي ذهاب الدوري وفي كأس السوبر.
برشلونة (إسبانيا) - يقترب برشلونة بقيادة مدربه الألماني هانزي فليك من تحقيق رباعية هذا الموسم، لكن غريمه التقليدي ريال مدريد يقف عائقا أمام طموحاته عندما يتواجهان السبت في إشبيلية في كلاسيكو ساخن بالمباراة النهائية لمسابقة كأس الملك لكرة القدم.
وعلى الرغم من أن العملاق الكاتالوني الذي بلغ نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا ويتصدر “الليغا”، يُعتبر على نطاق واسع أفضل فريق في إسبانيا حاليا، إلا أن فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المتعثر ما زال يملك حظوظا كبيرة للاحتفاظ بلقبه في الدوري.
يتأخر النادي الملكي عن برشلونة المتصدر بأربع نقاط (72 مقابل 76)، مع مباراة كلاسيكو أخرى في مايو المقبل في المرحلة الخامسة والثلاثين في برشلونة، لكن الـ”بلاوغرانا” سيصطدمون بداية برجال القلعة البيضاء في ملعب لا كارتوخا في مدينة إشبيلية.
هيمنة مطلقة
وتفوق برشلونة بقيادة الوافد الجديد فليك، خليفة مايسترو خط الوسط السابق تشافي هرنانديز، على مدريد في مواجهتين هذا الموسم، حيث سحقه برباعية نظيفة في الدوري على ملعبه “سانتياغو برنابيو” في أكتوبر الماضي، قبل أن يكرر السيناريو ذاته في المباراة النهائية لمسابقة الكأس السوبر المحلية 5-2 في مدينة جدة السعودية.
كان هذا التتويج باكورة ألقاب المدرب الألماني مع برشلونة. ورغم هذا التفوق الواضح، إلّا أن فليك أشاد بنظيره الإيطالي الثلاثاء، قائلا، “يمتلك ريال مدريد فريقا رائعا وأحد أفضل المدربين في العالم… لقد فاز (أنشيلوتي) بكل شيء،” مضيفا “هو رجل نبيل… أكنّ له كل الاحترام.” وتابع “يوم السبت، سنلعب النهائي ضد ريال مدريد، وبالطبع ضد كارلو.”
مبابي يأمل في استعادة ثقة جماهيره عن طريق رفع الكأس الثالثة له بعد فوزه بالسوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتيننتال للأندية
وسيحتاج أنشيلوتي إلى إيجاد سبل عدة لإيقاف “الساحر” بيدري في خط الوسط، بالإضافة إلى الجناحين الديناميكيين لامين جمال والبرازيلي رافينيا.
ولا يمرّ ريال مدريد بأفضل حالاته هذا الموسم إذ خسر في 12 مباراة مقابل مباراتين فقط في جميع المسابقات في الموسم الماضي. وبلغ برشلونة نهائي المسابقة بعد فوزه السهل على ريال بيتيس 5-1 وفالنسيا 5-0 في الدورين ثمن وربع النهائي تواليا، قبل أن يقصي القطب الثاني للعاصمة أتلتيكو باجمالي المباراتين 5-4.
وهو أول نهائي لنادي كتالونيا منذ عام 2021، عندما ظفر باللقب للمرة الـ31 القياسية في تاريخه بتغلبه على أتلتيك بلباو الذي يحتل المركز الثاني في عدد الانتصارات (24).
استرجاع الكبرياء
من ناحيته، احتاج ريال الذي فاز بآخر ألقابه الـ20 في عام 2023، إلى هدف في الشوط الإضافي الثاني من مدافعه الألماني أنتونيو روديغر في مباراة الإياب التي انتهت بالتعادل 4-4، لإقصاء ريال سوسييداد بنتيجة 5-4 في مجموع المباراتين بعد فوزه 1-0 ذهابا في نصف النهائي في سان سيباستيان.
وبعد خروج ريال من الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال الإنجليزي في وقت سابق من هذا الشهر (خسر 1-5 بإجمالي المباراتين)، يتوق الميرينغي إلى الفوز على برشلونة بهدف استعادة كبريائه.
وفي حين يفتقد برشلونة هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، متصدر ترتيب الهدافين في “الليغا” برصيد 25 هدفا، والظهير الأيسر أليخاندرو بالدي للإصابة، قد يغيب لاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا عن صفوف ريال حتى نهاية الموسم بعدما أعلن النادي الملكي الخميس عن تعرضه لإصابة في الفخذ. كما غاب النجم الفرنسي كيليان مبابي، ثاني هدافي الدوري بفارق 3 أهداف عن ليفاندوفسكي، عن الفوز الصعب لريال على خيتافي 1-0 الأربعاء، حيث يتعافى من إصابة في كاحله، لكن أنشيلوتي قال إنه من المتوقع أن يكون لائقا لمواجهة برشلونة.
أي شيء وارد

تعرض مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي السابق لصافرات الاستهجان من جماهير ريال خلال الفوز على أتلتيك بلباو 1-0 نهاية الأسبوع الماضي، عندما ظهر وجهه على شاشات ملعب “سانتياغو برنابيو”، وهو يأمل في استعادة ثقة جماهيره عن طريق رفع الكأس الثالثة له منذ قدومه إلى إسبانيا بعد فوزه بكأس السوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتيننتال للأندية.
ولكن منذ أن حطّ مبابي في مدريد، يجد الفريق صعوبة في إيجاد التوليفة الأفضل عندما يلعب الفرنسي إلى جانب البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو والإنجليزي جود بيلينغهام، ما ينعكس سلبا على الدفاع الذي يعاني أحيانا.
وقال أنشيلوتي “ربما هم المرشحون للفوز، لكن المباراة النهائية تبقى مباراة نهائية، وأي شيء وارد. ” وأضاف “علينا أن ندافع جيدا، وأنا مقتنع بأننا سندافع جيدا ونحصل على فرص هجومية.”
ومن المرجح أن يعتمد برشلونة على جيرارد مارتين في مركز الظهير الأيسر بدلا من بالدي، وهي نقطة يمكن لريال مدريد استغلالها، ربما من خلال رودريغو، على الرغم من أن البرازيلي لم يسجل في آخر 11 مباراة له. وقال أنشيلوتي مازحا، “على المستوى الإحصائي، عليه أن يلعب، لأنه إن لم يسجل طوال هذه الفترة، فسيسجل عاجلا أم آجلا.” واستطرد قائلا، “في مثل هذا النوع من المباريات، يسجل دائما، وأنا أثق به تماما.” وتشير الأرقام إلى أن رودريغو سجل هدفي فريقه في الفوز على أوساسونا ليتوج بكأس ملك إسبانيا قبل عامين، وهو اللقب العشرين للنادي.
واعتبر المراقبون أن وصول المهاجم الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد يعد ناقوس خطر، ولحظة سحق لطموحات برشلونة للعودة إلى نخبة الفرق الأوروبية. ولكن بنظرة واحدة على جدول الدوري هذا الموسم، سنجد أن القصة مختلفة، حيث يتصدر برشلونة الترتيب بفارق 4 نقاط عن الريال، ويبدو أن الفارق البارز بين الفريقين يتمثل في تسجيل الأهداف.
ونجح هجوم برشلونة في تسجيل 89 هدفا في الدوري الإسباني حتى الآن مقابل 65 هدفا للريال، وبالتالي يتفوق البرسا على الفريق الذي كان ينظر إليه منذ فترة وجيزة بامتلاكه خط الهجوم الأقوى في أوروبا، ونجح البرسا في تحقيق ذلك دون الاعتماد على نفس الأسماء اللامعة التي يمتلكها المرينغي.
ولا يزال الهيكل والتماسك هما حجر الأساس لأي فريق ناجح، وتعزز نجاحات خط هجوم برشلونة هذا الموسم تلك الفكرة.