كأس أمم أفريقيا في طريقها إلى التأجيل

الـ”كاف” يفوّض موتسيبي لحسم مصير البطولة.
الثلاثاء 2021/12/21
موقف محرج

فشل اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي عقد بالدوحة على هامش احتضان قطر لمباراة السوبر الأفريقي بين الأهلي المصري والرجاء البيضاوي في الخروج بقرار حاسم بشأن مصير كأس الأمم بالكاميرون.

الدوحة - شهد اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم الذي عقد بالدوحة للخروج بقرار حاسم بشأن مصير كأس الأمم انقسامات كبيرة في صفوف أفراد المكتب التنفيذي بين معسكر فرانكفوني (الدول الناطقة بالفرنسية) داعم لطرح التأجيل، ودول كوسافا (جنوب القارة) التي دعمت إقامة النهائيات في موعدها بالكاميرون، وقللت من المخاوف بشأن تأخر التجهيزات في هذا البلد.

وقالت مصادر إن أعضاء المكتب التنفيذي التابع لـ”فيفا” يضغطون لتأجيل “الكان” مقابل تصدي العديد من أعضاء المكتب التنفيذي للـ”كاف” لهذا المخطط الذي رأوا أنه بتوصية من جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي الذي يصر على اختراق استقلالية الـ”كاف” بهذه الطريقة. كما دعا أعضاء المكتب التنفيذي التابع للـ”كاف” باتريس موتسيبي إلى عدم السماح للفيفا بمزيد من التوغل والسيطرة على قرارات الـ”كاف”.

وأدى الفشل في الخروج بتوصية موحدة إلى رمي أفراد المكتب التنفيذي بكرة القرار الحاسم والنهائي في ملعب باتريس موتسيبي رئيس الـ”كاف” بإيفاده بشكل عاجل للقاء مسؤولين حكوميين بالكاميرون والتباحث معهم بشكل واضح والعودة إلى الدوحة لحضور السوبر الأفريقي، وبعدها اتخاذ قرار نهائي وحاسم ينهي تخبط المنتخبات وتذمر مدربيها خاصة مع الغموض الحالي حول مصير البطولة.

نجاح أول

مصير كأس الأمم لم يحسم بعد
مصير كأس الأمم لم يحسم بعد

تولى الجنوب أفريقي باتريس موتسيبى منصب رئاسة الاتحاد الأفريقي في مارس الماضي، ويسعى جاهدا لنجاح أول أمم أفريقيا في عهده بالتزامن مع إعلانه عن خطط مستقبلية لتطوير المسابقات الأفريقية حتى تحقق عوائد مالية أكبر. وموتسيبي هو رجل أعمال في الأساس، ويدرك جيدا “لغة الأموال”، ويعلم أن تأجيل أو إلغاء البطولة الأفريقية قد يعرض الـ”كاف” إلى دفع تعويضات مالية ضخمة تصل إلى الملايين من الدولارات للاتحاد الكاميروني الذي بذل قصارى جهده حتى تقام أمم أفريقيا في موعدها.

وكان موقف الـ”كاف” ضعيفا عندما تم الإعلان عن موعد كأس العالم للأندية الجديد والذي يتعارض مع أمم أفريقيا، إذ يقام مونديال الأندية خلال الفترة من الثالث حتى الثاني عشر من فبراير 2022، بينما تقام كأس الأمم الأفريقية خلال الفترة من التاسع من يناير حتى السادس من فبراير المقبلين.

وتحدث مسؤولو الـ”كاف” آنذاك أنهم خاطبوا “فيفا” من أجل السماح للاعبين المشاركين مع منتخباتهم في البطولة الأفريقية بالانضمام إلى فرقهم مباشرة بمونديال الأندية.

وتضارب المواعيد مع مونديال الأندية والبروتوكول الطبي وضغط رابطة الأندية الأوروبية، كل هذه الأزمات وأكثر تهدد مصير أمم أفريقيا التي يعني تأجيلها أو إلغاؤها فشل الـ”كاف” في أول اختبار قوي وحقيقي في ولاية موتسيبى واستمرار تجاهل “فيفا” للبطولات الأفريقية للعبة.

ولا تزال الشكوك تحوم حول إقامتها، إذ أكدت الصحافة العالمية أن البطولة ستتأجل، بينما أوضح الـ”كاف” أنه لم تتم مناقشة تأجيل البطولة أو إلغائها.

تضارب المواعيد مع مونديال الأندية والبروتوكول الطبي وضغط رابطة الأندية الأوروبية، كل هذه الأزمات وأكثر تهدد مصير أمم أفريقيا التي يعني تأجيلها أو إلغاؤها فشل الـ”كاف”

وبالتزامن مع هذه الأنباء تقدمت رابطة الأندية الأوروبية بطلب رسمي إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم توضح خلاله صعوبة إرسال اللاعبين الأفارقة المحترفين في الأندية الأوروبية للمشاركة في البطولة مع منتخبات بلادهم بسبب عدم وجود بروتوكول صحي واضح للمسابقة الأفريقية.

وانتقد قطاع كبير من الرياضيين موقف الأندية الأوروبية خاصة أن اللجنة المنظمة للبطولة الأفريقية أعلنت في نوفمبر الماضي عن البروتوكول الصحي الخاص بأمم أفريقيا خوفا من تفشي كورونا بين صفوف الفرق المشاركة.

ويتضمن البروتوكول إنشاء بطاقة صحية يدخل بها المشجع ملعب المباراة، وستتكون البطاقة الصحية من فحص كورونا لم تمر عليه سوى 48 ساعة للأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاح، أما الذين حصلوا على لقاح كامل سيكون عليهم إجراء فحص كورونا بحد أقصى 7 أيام قبل المباراة.

وأوضح المصدر أنه من المقرر أن يسافر باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى الكاميرون خلال 48 ساعة لمتابعة التحضيرات ومناقشة الأمر مجددا قبل اتخاذ القرار النهائي والمتوقع أن يكون يوم الأربعاء.

يُذكر أن بطولة كأس الأمم الأفريقية كان من المُقرر لها أن تُقام في عام 2021 قبل أن يتم تأجيلها إلى مطلع 2022.

وقاد الكاميرونى صامويل إيتو حملة مع رؤساء الاتحادات المحلية في القارة الأفريقية خلال الأيام الماضية للعمل على تخليص الـ”كاف” من العناصر المسيطرة عليه من الاتحاد الدولي ومطالبته بضرورة إقامة البطولة في موعدها، خاصة أنه سبق وأن حضر كل المشكلات التي واجهت الاتحاد القاري بعد تدخل “فيفا” الكبيرة وسيطرة رجالها على كل مقاليد الأمور منذ فترة تولي أحمد أحمد رئاسة الـ”كاف” خلفًا لعيسى حياتو.

أحداث ساخنة

الفيفا تصر على تأجيل البطولة
الفيفا تصر على تأجيل البطولة

يعيش الاتحاد الأفريقي أحداثا ساخنة خلال الساعات الجارية في ظل الاجتماعات المتعلقة بمصير بطولة الأمم المقررة بالكاميرون مطلع العام المقبل.

وتفرق مصير البطولة الأفريقية بين ثلاث جهات، فالاتحاد الدولي “فيفا” يضغط لتأجيل البطولة، بينما الاتحاد الكاميروني يتمسك بحقه في استضافة البطولة في موعدها المحدد سلفا، فيما ينقسم مسؤولو الـ”كاف” ورئيسه باتريس موتسيبي خوفا من الفشل الذي يهدد أكبر مسابقة في ولايته الأولى.

وتصاعدت الضغوطات من جانب الاتحاد الدولي “فيفا” ورئيسه جياني إنفانتينو لفرض قراره بتأجيل “الكان” حتى عام 2023 وليس الصيف المقبل تمهيدا لتمرير قرار مستقبلي بإقامة بطولة الأمم الأفريقية كل 4 أعوام وليس كل عامين، مع إقامة كأس العالم كل عامين.

المرأة الحديدية

السنغالية فاطمة سامورا أصبحت الورقة التي يضغط بها إنفانتينو على الـ”كاف” من أجل الانصياع لرغبته في تأجيل البطولة
السنغالية فاطمة سامورا أصبحت الورقة التي يضغط بها إنفانتينو على الـ”كاف” من أجل الانصياع لرغبته في تأجيل البطولة

السنغالية فاطمة سامورا المرأة الحديدية والمفوضة السابقة من الـ”فيفا” للإشراف على الـ”كاف” أصبحت الورقة التي يضغط بها إنفانتينو على مسؤولي الـ”كاف” من أجل الانصياع لرغبته في تأجيل البطولة.

وكانت سامورا من قبل اليد الباطشة لإنفانتينو عندما نفذت مخططه في الإطاحة بالملغاشي أحمد أحمد من مقعد رئاسة الـ”كاف” بعدما أثار غضب رئيس الـ”فيفا” لتعود إلى المشهد من جديد في مهمة أخرى.

واجتمعت سامورا برئيس الـ”كاف” باتريس موتسيبي وبحضور أنفانتينو لتتقدم بطلب رسمي من أجل تأجيل “الكان”، مؤكدة على حجم الصعوبات التي تعترض تنظيم البطولة خلال الفترة من التاسع من يناير وحتى الثامن من فبراير المقبلين، ما سيكبد الـ”كاف” خسائر مالية ضخمة.

19