كأس أمم أفريقيا بين التأجيل والإلغاء بسبب الأزمات

كشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن العمل قائم على مدار الساعة من أجل ضمان إقامة كأس أمم أفريقيا 2022 المقررة في الكاميرون، وذلك وسط ما يتردد حول إمكانية تأجيلها. ورددت تقارير أن البطولة قد لا تقام بسبب انتشار متحور أوميكرون من فايروس كورونا، والذي جرى الكشف عنه أول مرة في جنوب أفريقيا ويعد الآن سببا في الارتفاع السريع في حالات العدوى في بعض مناطق أوروبا وأفريقيا. وكان من المفترض أن تقام البطولة الأفريقية في يناير وفبراير 2021، لكنها تأجلت بسبب جائحة كورونا.
ياوندي – مازال هناك غموض حول مستقبل كأس الأمم الأفريقية 2021، هل ستلعب في موعدها أم تتأجل للعديد من الظروف المختلفة، وذلك بالرغم من بداية العد التنازلي لانطلاق البطولة، والتي تستضيفها الكاميرون.
وتضاربت الأقاويل والأنباء حول مستقبل البطولة الأفريقية هذا العام، بسبب الظروف المختلفة من فايروس كورونا واعتراض الأندية على مشاركة لاعبيها في المسابقة وحتى البنية التحتية في الكاميرون.
التقى فيرون موسينغو أومبا الأمين العام للكاف مع مسؤولين من الكاميرون لمناقشة المخاوف المتعلقة بالبطولة قبل موعدها المقرر في التاسع من يناير المقبل.
وذكر الكاف في بيان “الاجتماع بين كاف ووزارة الصحة في الكاميرون شهد التوصل إلى عدد من التفاصيل المتعلقة بالبطولة”، وقد تردد أن الكاف والحكومة الكاميرونية توصلا إلى “أرضية مشتركة بشأن البطولة المقررة في يناير”.
وقال موسينغو أومبا “كانت الاجتماعات مهمة في الحصول على مستوى من التفاهم بشأن حالة الاستعداد في الكاميرون. هناك الكثير من العمل الذي يتم القيام به”.
وأضاف “علينا أن نستمر بنفس الزخم. لا يمكننا أن نرتاح. علينا العمل على مدار الساعة. أنا لا أستريح، واللجنة المنظمة المحلية لا يمكنها أن تستريح، والكاف لا يمكن أن يستريح”.
وتابع “يجب على الجميع الانضمام إلى الجهود. نريد أن نرى نسخة عظيمة من كأس الأمم الأفريقية هنا في الكاميرون في يناير من العام المقبل”.
تأجيل كأس الأمم الأفريقية لفترة وجيزة أو نقلها إلى بلد آخر بات أمرا مطروحا في أروقة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم
ويبدو أن تأجيل كأس الأمم الأفريقية لفترة وجيزة أو نقلها إلى بلد آخر بات أمرا مطروحا بشدة في أروقة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خصوصا بعد أن طفت على السطح مسألة النزاع المسلح التي يعرفها شمال البلاد منذ فترة.
وقبل أسابيع مضت ظهرت شكوك كثيرة حول قدرة الكاميرون على استضافة المحفل القاري بعد أن جهزت اللجنة المكلفة بتتبع مسار الاستعدادات ملفا سلبيا عن وتيرة أشغال تهيئة الملاعب المقرر احتضانها للمباريات، لكن جاء موقف الكاف بعد أيام ليعلن جاهزية الكاميرون ويثبت الكان في موعده في الفترة الممتدة بين التاسع من يناير والسادس من فبراير من السنة القادمة رغم أن العديد من المؤشرات كانت تنبئ بالتأجيل أو الإلغاء ومنها انتشار فايروس أوميكرون في القارة السمراء.
وإن حصل سحب التنظيم من الكاميرون مرة أخرى فسيشكل ذلك ضربة موجعة للبلد الذي تم اختياره لاحتضان النسخة الماضية 2019 لكن تم سحب تنظيمها قبل فترة بسبب عدم جاهزية ملاعبه وإسنادها إلى مصر.
مطب آخر
يبدو أن المطبات التي تقف في طريق استضافة الكاميرون لكأس أمم أفريقيا 2021 لا تنتهي، وآخرها الرسالة التي وجهتها رابطة الأندية الأوروبية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتهدد فيها بعدم تحرير لاعبيها من أجل المشاركة مع بلادهم، وذلك بسبب بروتوكولات فايروس كورونا. وقالت رابطة الأندية الأوروبية “على حد علمنا، لم يعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم حتى الآن عن بروتوكول طبي وتشغيلي لكأس أمم أفريقيا، وفي غيابه لن تتمكن الأندية من تحرير لاعبيها من أجل البطولة”.
وبالإضافة إلى البروتوكولات الصحية للنهائيات القارية المقررة بين التاسع من يناير والسادس من فبراير، تحدثت رابطة الأندية الأوروبية قبل كل شيء عن خطر غياب اللاعبين الدوليين عن فرقهم لفترة أطول مما كان متوقعا سابقا، وذلك بسبب “الحجر الصحي وقيود السفر” المرتبطة بشكل خاص بتفشي متحورة أوميكرون.
واستنادا إلى القواعد المخففة لتسريح اللاعبين الدوليين والتي أكدها فيفا عدة مرات منذ أغسطس 2020، يمكن للأندية الامتناع عن تسريح لاعبيها إذا كان “الحجر الصحي لمدة خمسة أيام على الأقل إلزاميا لدى الوصول” إلى البلد الذي يلعب فيه المنتخب الوطني أو لدى العودة إلى الفريق الذي يلعب فيه اللاعب.
وأكد المجلس الإداري لرابطة الأندية الأوروبية في أوائل الشهر الحالي على ضرورة “احترام” هذه المبادئ “بشكل صارم” كما جاء في الرسالة الموجهة إلى ماتياس غرافستروم الأمين العام المساعد لفيفا. ورأت رابطة الأندية أنه “خلافا لذلك، لا يمكن تحرير اللاعبين من أجل الانضمام إلى المنتخب الوطني”.
ولطالما أعربت الأندية الأوروبية عن امتعاضها من موعد إقامة كأس أمم أفريقيا لأنها تصادف في منتصف الموسم الكروي في القارة العجوز، ما يعني أن الأندية ستحرم من خدمات لاعبيها الأفارقة في فترة حاسمة من الموسم.
والجميع يدرك أهمية لاعبين مثل الهدافين المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه ولاعب الوسط الغيني نابي كيتا بالنسبة إلى ليفربول الإنجليزي، وخسارته لهذا الثلاثي ستؤثر بالتأكيد على فريق المدرب الألماني يورغن كلوب.
وبحسب التقارير في الصحافة الإنجليزية، من المتوقع أن يغادر هذا الثلاثي ليفربول بعد مباراة “بوكسينغ داي” التقليدية في السادس والعشرين من الشهر الحالي ضد نيوكاسل يونايتد، ما يعني أن “الحمر” سيخسر هؤلاء النجوم المؤثرين ضد ليستر سيتي، تشيلسي، برنتفورد، كريستال بالاس وبيرنلي، استنادا إلى الدور الذي سيصل إليه كل واحد منهم مع منتخب بلاده.
وسيكون الدوري الإنجليزي الممتاز من الأكثر تأثرا بكأس أمم أفريقيا، إذ قد يصل عدد لاعبيه المشاركين في النهائيات القارية إلى أربعين، أبرزهم إلى جانب صلاح ومانيه وكيتا، هداف مانشستر سيتي الجزائري رياض محرز حامل اللقب القاري مع بلاده، ونجم أرسنال المجرد مؤخرا من شارة قائد النادي اللندني لأسباب مسلكية الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ.
الأنباء تضاربت حول مستقبل البطولة الأفريقية هذا العام، بسبب الظروف المختلفة من كورونا وحتى البنية التحتية في الكاميرون
وحاولت وسائل الإعلام أن تقف على موقف الاتحاد الأفريقي للعبة من هذه الرسالة، لكنه رفض التعليق وأشار إلى البيان حيث حث أمينه العام موسينغو أومبا الجميع للعمل على مدار الساعة لضمان جاهزية كل شيء قبل المباراة الافتتاحية في التاسع من يناير.
ويتواجد موسينغو أومبا حاليا في الكاميرون حيث انضم إلى وفد الاتحاد القاري الموجود هناك للعمل مع لجنة التنظيم المحلية وحكومة الكاميرون من أجل ترتيبات الحدث.
وشدد حسب ما نقل عنه موقع الاتحاد الأفريقي للعبة على “أننا نريد رؤية نسخة عظيمة من كأس الأمم الأفريقية هنا في الكاميرون في يناير من العام المقبل”.
أخبار زائفة
أضاف موسينغو أومبا “لقد وضعنا أفضل نظام دعم لهذه المسابقة. خلال الأشهر القليلة الماضية عمل مكتبنا في القاهرة وكذلك مكتبنا في ياوندي عن كثب مع حكومة الكاميرون واللجنة المنظمة المحلية لضمان تهيئة أفضل الظروف الممكنة للزوار. نحن نعمل الآن على عدد من الجوانب بما في ذلك ضمان حركة 24 فريقا مشاركا والشركاء التجاريين وأصحاب المصلحة الآخرين القادمين إلى الكاميرون”.
وبينما أشار إلى بعض المجالات التي لا تزال بحاجة إلى الاهتمام قبل الأسبوع الافتتاحي للمنافسة، لا يزال أمين عام “كاف” متفائلا بقوله “هناك الكثير من التقدم في معظم الأمور التشغيلية وهناك عمل يتم إنجازه ليلا ونهارا من قبل الدولة المضيفة الكاميرون لضمان أن جميع مرافق الفرق جاهزة. نحن نعلم الجهد الهائل الذي يبذله الجميع كجزء من اللمسات الأخيرة على الأرض. نحن نرى هذا التقدم ونعترف به”.
وكان من المفترض أن تنظم الكاميرون نسخة 2019، لكن تم إسناد التنظيم إلى مصر لعدم الجاهزية، وتم إسناد تنظيم بطولة 2021 إلى الكاميرون ومن ثم تم تأجيلها إلى يناير 2022 بسبب جائحة كورونا. وتتزامن الرسالة الموجهة من رابطة الأندية الأوروبية إلى فيفا مع تزايد الشائعات حول إلغاء محتمل لكأس أمم أفريقيا أو تأجيل جديد للنهائيات القارية.
ووصف مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الكاميروني لكرة القدم ما يشاع بأنه “أخبار كاذبة”.
أكثر تعقيدا
بدا المدرب البوسني – الفرنسي للمنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش متشائما من إمكانية المضي قدما في تنظيم كأس أمم أفريقيا المقررة مطلع العام المقبل في الكاميرون، معتبرا أن إقامتها “أصبحت أكثر فأكثر تعقيدا” بسبب تفشي فايروس كورونا وتهديد الأندية الأوروبية بعدم تسريح لاعبيها.
وقال خليلوزيتش غداة التهديد الذي أطلقته رابطة الأندية الأوروبية بعدم السماح للاعبيها بالمشاركة، إنه في “ظل الوضع الصحي أصبح الأمر أكثر تعقيدا وصعوبة”.
وقال خليلوزيتش “هناك سؤال كبير، هل ستُقام أم لا؟ في الوقت الحالي إنها معركة كبيرة بين مجموعات ضغط مختلفة”، مضيفا “اللاعبون ملزمون بالانضمام للمنتخب لكن كل الأندية تفعل كل شيء حتى لا يأتي اللاعبون إلى الكاميرون، وحتى أن البعض هدد اللاعبين وأخبرهم أنهم قد يفقدون مكانهم في الفريق، وأن يتم بيعهم”.
وتابع “من الواضح أن مشاركة جميع اللاعبين الذين يلعبون في أوروبا ستكون مشكلة كبيرة”، مُذَكِرا بأن لاعبي المغرب يلعبون في إنجلترا وإسبانيا وفرنسا أو إيطاليا.
وتابع “من جهتي، إذا لم يحضر اللاعب، فهذا يعني أن ارتباطه بالمنتخب الوطني ليس قويا بما فيه الكفاية، يمكنني الامتناع عن ضم شخص يرفض الحضور حتى لو كان التهديد قادما من جهة الأندية… يمكنه (للاعب الذي يرفض القدوم) أن يقول وداعا للمنتخب”.
وأعلن مسؤولون الخميس أن المشجعين الذين من المقرر أن يواكبوا مباريات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم الشهر المقبل في الكاميرون، سيُطلب منهم إظهار دليل على التطعيم وتقديم نتيجة سلبية لاختبار فايروس كورونا.
ويأتي الإعلان الصادر في بيان مشترك وقعه وزراء الرياضة والصحة في الكاميرون والكونغولي فيرون موسينغو أومبا الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” في وقت تتزايد فيه التكهنات بإمكانية إلغاء البطولة أو تأجيلها مرة أخرى، بعدما كان من المفترض أن تقام عام 2021 قبل أن يتم تأجيلها إلى يناير 2022 بسبب جائحة كورونا.
وتابع البيان “لن يتمكن المشجعون من دخول الملاعب ما لم يتم تطعيمهم بالكامل وإظهار اختبار سلبي لأقل من 72 ساعة أو اختبار سلبي أقل من 24 ساعة”. وأضاف “على الرغم من هذا التحدي الإضافي الذي يمثله هذا الوباء، فإن كأس أممنا يجب أن تُقام”.
ويعد النادي الأهلي المصري من أكثر المتضررين من إقامة البطولة الأفريقية هذا الموسم، لأنها تتعارض مع إقامة كأس العالم للأندية التي تقام في دولة الإمارات خلال الفترة من الثالث حتى الثاني عشر من فبراير 2022، وسيشارك الأهلي فيها بصفته بطلا لقارة أفريقيا. وأبدى الأهلي اعتراضه على موعد إقامة البطولة، في ظل مشاركة منتخب مصر في البطولة وفي حال وصوله إلى دور متقدم سيفتقد الأهلي للعديد من قوامه الأساسي في مونديال الأندية نظير مشاركتهم مع الفراعنة في البطولة الأفريقية.
وأكد أحمد مجاهد رئيس اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة شؤون اتحاد الكرة المصري في تصريحات صحافية سابقة أن الأهلي سيشارك بكامل نجومه في مونديال الأندية كما سيشارك المنتخب المصري بكامل نجومه في كأس الأمم الأفريقية.