كأس آسيا: اليابان تحت المجهر وكوريا الجنوبية تطارد باكورة ألقابها

الدوحة- ستتنافس المنتخبات الـ24 المشاركة في بطولة كأس آسيا على مدى نحو خمسة أسابيع لإحراز اللقب المرموق على ملعب لوسيل الذي يتسع لـ88 ألف متفرج، وكان مسرحا للمباراة المثيرة في نهائي مونديال قطر العام أواخر عام 2022 والتي شهدت تتويج الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح.
وُزّعت المنتخبات على ست مجموعات، بحيث يتأهل أوّل وثاني كل مجموعة إلى الدور الثاني، بالاضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث. وكانت البطولة مقرّرة أصلا صيف عام 2023 في الصين لكنها نُقلت إلى قطر بسبب القوانين الصارمة المتعلقة بجائحة كوفيد في الصين.
وستستعين قطر بمعظم ملاعب المونديال، باستثناء ملعب 974 الذي كان مؤلّفا من حاويات على أن يتم تفكيكها لاحقا. وتعرّضت قطر في الفترة التي سبقت نهائيات كأس العالم، لانتقادات قوية. لقيت قطر الإشادة على تنظيمها لكأس العالم، لكن المنتخب الوطني فشل على أرض الملعب ومني بثلاث هزائم وسجل هدفا وحيدا في أسوأ نتيجة لأي مضيف لكأس العالم. وتخوض قطر غمار البطولة بصفتها حاملة اللقب في النسخة الأخيرة عام 2019 في الإمارات، لكنها مطالبة بالارتقاء بمستواها في البطولة القارية وسط عدم يقين بشان مستواها الفني.
فقبل شهر من استضافة البطولة، ارتاى الاتحاد القطري إقالة المدرب البرتغالي الخبير كارلوس كيروش من منصبه وتعيين الإسباني "تينتين" ماركيز لوبيز بدلا منه، ما أعطى الأخير وقتا قصيرا لإعداد فريقه بالطريقة المناسبة. لكن الإسباني الذي يشرف على تدريب الوكرة في الدوري القطري أكد عدم اكتراثه بهذا الأمر بقوله "أعرف اللاعبين، وأعرف عقليتي وأعرف.. فكرتي في اللعب". وتخوض قطر المباراة الافتتاحية ضد لبنان على ملعب لوسيل الجمعة. وتبدو اليابان وصيفة النسخة الأخيرة المدجّجة بلاعبين معظمهم يدافعون عن ألوان أندية في البطولات الخمس الكبرى الأوروبية، مرشّحة بقوّة لتعزيز رقمها القياسي من الألقاب (4 حاليا).
فأل خير
وتُعتبر قطر فأل خير على المنتخب الياباني الذي حقق صولات وجولات في المونديال الأخير، بفوزين لافتين على ألمانيا وإسبانيا في دور المجموعات، قبل السقوط بصعوبة أمام كرواتيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي. وكان عام 2023 رائعا بالنسبة إلى كتيبة المدرب هاجيمي مورياسو، حيث تعرض المنتخب الياباني لخسارة وحيدة في 11 مباراة، وحققت فوزا لافتاً على ألمانيا وديا 4-1. واختار مورياسو جناح برايتون الإنجليزي المتألق كاورو ميتوما في صفوف تشكيلته الرسمية على الرغم من إصابة الأخير في كاحله.
في المقابل، لا يمكن الاستهانة بالمنتخبات الأربعة الأخرى التي شاركت في مونديال قطر وهي كوريا الجنوبية، السعودية، إيران وأستراليا. فقد وضع مدرّب كوريا الجنوبية الألماني يورغن كلينسمان نصب عينيه إنهاء الصيام الطويل الملازم لفريقه في كأس آسيا منذ أكثر من 60 عاما. وتُعّد كوريا الجنوبية من أبرز المنتخبات القارية وقد وصلت إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم 2002 عندما استضافت البطولة مع اليابان، لكنها لم ترفع اللقب القاري منذ عام 1960.
وخسر "محاربو تايغوك" أمام أستراليا في نهائي كأس آسيا 2015، ثم خرجوا من الدور ربع النهائي أمام قطر بعدها بأربع سنوات في نسخة الإمارات. وقال كلينسمان "مضى 64 عاماً (على آخر لقب)، وهي فترة طويلة بالنسبة إلى كوريا، لقد حان الوقت لنغيّر هذا الأمر". وأضاف "علينا أن نبحث عن الهدف الأسمى، وإذا لم نصل إليه فهذا خطأ المدرب، لا مشكلة".
تحت دائرة الضوء
تتركّز الأنظار على المنتخب السعودي الذي يشرف على تدريبه الإيطالي روبرتو مانشيني، بعد تدفق النجوم الأجانب بصفقات باهظة إلى اندية الدوري المحلي بقيادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. وتبدو السعودية مرشحة وحيدة لاستضافة مونديال 2034.
ويواجه الفريق الفلسطيني مهمة شاقة للخروج من مجموعة تضم إيران والإمارات وهونغ كونغ، مع تركيز لاعبيه على الحرب الدائرة في غزة بعد أن فقد بعض اللاعبين أقاربهم. وقال التونسي مكرم دبوب مدرب منتخب فلسطين "الجميع يتابع الأخبار، قبل وبعد التدريب، سواء كان ذلك في الحافلة أو في الفندق".