قمة مبكرة بين السنغال والكاميرون في سباق أمم أفريقيا

تعيش المجموعة الثالثة من مرحلة المجموعات لبطولة كأس الأمم الأفريقية على وقع مواجهة أشبه بالنهائي المبكر بين منتخبي السنغال والكاميرون اليوم الجمعة. وتقام المباراة المرتقبة بين المنتخبين، اللذين كانا ضمن 5 منتخبات مثلت القارة السمراء في نهائيات كأس العالم بقطر، ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة، التي تشهد أيضا لقاء آخر بين منتخبي غينيا وغامبيا.
أبيدجان - يتواجه منتخب السنغال حامل اللقب المعروف باسم “أسود التيرانغا” مع أسود الكاميرون “غير المروّضة” في مباراة تنبئ بنزال قوي الجمعة في الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس أمم أفريقيا في كرة القدم المقامة في كوت ديفوار. ويتصدر منتخب السنغال حامل اللقب ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، متفوقا بفارق نقطتين على أقرب ملاحقيه منتخبي الكاميرون وغينيا، بينما يقبع المنتخب الغامبي في ذيل الترتيب بلا رصيد من النقاط.
وكشر المنتخب السنغالي، الذي توج باللقب لأول مرة بنسخة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون، عن أنيابه مبكرا في النسخة الحالية، بعدما حقق انتصارا كبيرا بنتيجة 3 – 0 على منتخب غامبيا في الجولة الأولى للمجموعة، الاثنين الماضي، ليوجه رسالة شديدة اللهجة لباقي منتخبات البطولة عن قدومه للمنافسة بقوة على كأس المسابقة. ورغم الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الملقب بأسود التيرانغا فإنه جاء بأقل مجهود في ظل رغبة نجومه في عدم الإفراط ببذل الجهد، تحسبا للمواجهات الصعبة المقبلة التي تنتظر الفريق في لقاءاته بالبطولة.
وخطف اللاعب الصاعد لامين كامارا (20 عاما) الأنظار إليه في اللقاء، بعدما سجل هدفين للمنتخب السنغالي، ليتوج بجائزة رجل المباراة عن جدارة، لاسيما وأنه اللاعب الوحيد الذي أحرز ثنائية في الجولة الأولى من دور المجموعات، ليتصدر ترتيب هدافي النسخة الحالية لأمم أفريقيا حتى الآن.
وقال لاعب نادي ميتز الفرنسي في المؤتمر الصحفي عقب المباراة “سعيد بتسجيلي هدفين في اللقاء، ينبغي أن أحافظ على تركيزي الآن في بقية المباريات، وما الذي يمنعني من تسجيل أهداف أخرى مستقبلا”. وأضاف كامارا “إنني مسرور للمشاركة مع المنتخب السنغالي الأول رفقة لاعبين كبار مثل ساديو ماني وآخرين، هؤلاء اللاعبون هم من ساعدوني من أجل التألق”.
شكل باهت
من جانبه، أشاد أليو سيسيه، مدرب منتخب السنغال، بالمستوى المميز لكامارا، الذي أصبحت جماهير الفريق تعول عليه كثيرا للمضي قدما في البطولة. وتحدث سيسيه عن كامارا قائلا “إنه لاعب شاب وحان وقته، سجل هدفين أمام غامبيا، وقدم أداء مميزا، اللاعبون الشباب يجب أن نتركهم يطورون أنفسهم”.
في المقابل، ظهر منتخب الكاميرون، الذي حصل على البطولة أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 و2017، بشكل باهت للغاية في مباراته الأولى بالمسابقة، وتعادل 1 – 1 مع منتخب غينيا في الجولة الأولى، الاثنين الماضي. ووجد المنتخب الكاميروني، الذي منيت شباكه بهدف مبكر في الدقيقة العاشرة من عمر اللقاء عن طريق محمد بايو، صعوبة بالغة في تفادي الخسارة أمام المنتخب الغيني، الذي لعب بعشرة لاعبين مع نهاية الشوط الأول عقب طرد أحد لاعبيه، ليدرك التعادل الذي جاء بشق الأنفس بواسطة لاعبه فرانك ماغري.
ويأتي هذا التعادل المخيب في وقت كثرت فيه التكهنات بشأن وجود خلافات بين النجم الكاميروني السابق صامويل إيتو، الذي يتولى رئاسة اتحاد كرة القدم في بلاده حاليا، وريغوبير سونغ، زميله السابق في منتخب الأسود غير المروضة، الذي يتولى منصب المدير الفني للفريق الآن.
وأصدر اتحاد الكرة الكاميروني بيانا للرد على تلك التقارير الإخبارية التي انطلقت عقب مباراة الفريق ضد غينيا، حيث كتب “لاحظنا كثيرا من الأخبار الكاذبة والشائعات التي لا أساس لها من الصحة والتي تم تداولها على منصات المعلومات، ومع ذلك فمن المرجح أن تؤدي هذه الأخبار المزيفة المدروسة بشكل فج إلى زعزعة استقرار الفريق”.
وشدد الاتحاد الكاميروني لكرة القدم على أنه “لم تحدث أي مشادة بين المدرب ريغوبير سونغ ورئيس الاتحاد، ولم يحدث أي استبعاد للموظفين في الاتحاد، خلافا للادعاءات المتداولة”. ويدرك لاعبو الكاميرون أن الفرصة ستكون مواتية أمامهم لمصالحة جماهيرهم الغاضبة حال الفوز على السنغال، والتقدم خطوة مهمة نحو الصعود إلى الأدوار الإقصائية.
وتعد هذه المواجهة هي الخامسة بين المنتخبين في أمم أفريقيا، حيث بدأت اللقاءات بينهما في نسخة المسابقة عام 1990 بالجزائر، وانتهت بفوز السنغال 2 – 0، قبل أن يرد المنتخب الكاميروني الدين سريعا ويفوز على منافسه 1 – 0 بدور الثمانية في النسخة التالية التي استضافتها الملاعب السنغالية عام 1992. وكانت المواجهة الثالثة بينهما في أمم أفريقيا هي الأشهر بين المنتخبين، عندما التقيا في المباراة النهائية لنسخة المسابقة عام 2002 بمالي، وشهدت فوز الكاميرون 3 – 2 بركلات الترجيح، لتظفر باللقب للمرة الرابعة في تاريخها آنذاك.
معنويات مرتفعة
بعد البداية الرائعة التي قدمها كلا المنتخبين في مستهل مبارياتهما ببطولة كأس الأمم الأفريقية، يتطلع منتخبا الرأس الأخضر وموزمبيق إلى الصعود إلى دور الـ16 في المسابقة القارية. ويلتقي منتخبا الرأس الأخضر وموزمبيق الجمعة في الجولة الثانية بالمجموعة الثانية لمرحلة المجموعات للبطولة.
ويخوض كلا المنتخبين المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد المستوى الرائع الذي ظهرا به خلال الجولة الافتتاحية للمجموعة، لتنتعش آمالهما في بلوغ الأدوار الإقصائية للبطولة، التي يصعد إليها متصدر ووصيف كل مجموعة من المجموعات الست بالدور الأول، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث. وقبل افتتاح لقاءات الجولة الثانية بالمجموعة في وقت لاحق الخميس بين منتخبي مصر وغانا، يتصدر منتخب الرأس الأخضر، الذي يشارك في أمم أفريقيا للمرة الرابعة، ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، عقب فوزه التاريخي 2 – 1 على منتخب غانا، الأحد الماضي، في الجولة الأولى بالمجموعة.
وثأر منتخب الرأس الأخضر، الذي حقق انتصاره الأول في تاريخ لقاءاته مع غانا، من خسارته أمام منتخب النجوم السوداء 0 – 2 بدور الثمانية لنسخة البطولة التي أقيمت بجنوب أفريقيا عام 2013، في المقابل، يتقاسم منتخب موزمبيق المركز الثاني بترتيب المجموعة مع نظيره المصري، عقب تعادله 2 – 2 مع منتخب الفراعنة، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 7 ألقاب، بالجولة الأولى للمجموعة.