قمة خليجية بنكهة عالمية بين قطر والسعودية

منتخب "أسود الرافدين" يقارع البحرين لحجز مقعد في نهائي خليجي 24.
الخميس 2019/12/05
معركة ثأرية

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الخليجية والعربية الخميس صوب ملعب “الجنوب” في العاصمة القطرية الدوحة لمتابعة مواجهة كروية من العيار الثقيل حيث يلتقي المنتخبان السعودي والقطري في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الخليج الحالية. كما يلتقي المنتخبان العراقي والبحريني على ملعب “عبدالله بن خليفة” بنادي الدحيل في مواجهة خليجية قوية.

الدوحة – يتواجه منتخبا قطر والسعودية مساء الخميس، على ملعب الجنوب، في نصف نهائي بطولة خليجي 24، المقامة حاليا في الدوحة، وتختتم منافساتها الأحد. المباراة لا تقبل القسمة على اثنين، ومن المتوقع أن تشهد الكثير من الإثارة والندية في ظل وجود النجوم الذين تمتلئ بهم قائمة المنتخبين الطامحين للمرور إلى نهائي هذه النسخة، أملا في نيل اللقب.

ويسعى منتخب قطر خلال هذه المباراة لتكريس تفوقه في الفترة الأخيرة على الأخضر، والذهاب إلى النهائي لاسيما أن البطولة تقام على أرضه وبين جماهيره، كما يطمح إلى الفوز باللقب للمرة الرابعة في تاريخه، والانفراد بالمركز الثاني من حيث عدد مرات الفوز بالبطولة، حيث يتساوى العنابي مع السعودية، والعراق، بحصول كل منتخب على 3 ألقاب.

على جانب آخر، تحمل المباراة طابعا ثأريا، بالنسبة إلى الأخضر، خاصة أن آخر لقاء جمعه بالعنابي في كأس الخليج كان في نهائي نسخة 22 بالرياض، وفازت قطر 1-2، بينما جدد العنابي فوزه في آخر مباراة جمعتهما بشكل عام، في كأس أمم آسيا 2019، إذ تغلب على السعودية 0-2 بدور المجموعات.

وصل الأخضر السعودي إلى الدور نصف النهائي لخليجي 24 بعد تصدر المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط، حيث فاز على البحرين، وعمان، بينما خسر في اللقاء الافتتاحي أمام الكويت. ووصل المنتخب القطري إلى الدور نفسه بنتائج مماثلة، حيث خسر مباراة الافتتاح أمام العراق، قبل أن يعدل مساره بفوزين متتاليين أمام اليمن، والإمارات، ليحتل المركز الثاني خلف أسود الرافدين متصدر المجموعة الأولى.

تكافؤ كبير

فنيا تبدو المباراة متكافئة، ولا يمكن لأي متابع أن يرجح كفة منتخب على حساب آخر، أو أن يعطي أفضلية لصاحب الأرض على حساب السعودية، إذ أن اللقاء يمثل ديربيّا خليجيّا، يمكن أن يحدث فيه كل شيء، ولن يكون فوز أي منهما بمثابة مفاجأة.

ويتسلح المنتخبان بكتيبة مميزة من النجوم الكبار، فقطر لا تزال بنفس تشكيلتها المتوجة بكأس أمم آسيا، وتمتلك لاعبين من نوعية أكرم عفيف المتوج أخيرا بجائزة أفضل لاعب في آسيا، إضافة إلى القائد حسن الهيدوس، وعبدالكريم حسن، وإسماعيل محمد، وكريم بوضياف.

خارج الخطوط سيكون الصراع أوروبيا خالصا بين المدربين الإسباني فيليكس سانشيز، والفرنسي هيرفي رينارد

أما الأخضر فجاء إلى البطولة مدعوما بنجوم لامعين أيضا، يتقدمهم لاعبو الهلال المتوجون قبل أيام بدوري أبطال آسيا، على غرار الموهوب سالم الدوسري والقائد سلمان الفرج، إضافة إلى ياسر الشهراني، وعبدالله عطيف، وهتان باهبري، وإلى جانبهم أيضا صاحب المهارات العالية عبدالفتاح عسيري، وجميعهم يمثلون القوة الضاربة للمنتخب السعودي.

وخارج الخطوط سيكون الصراع أوروبيا خالصا بين الإسباني فيليكس سانشيز مدرب قطر، والفرنسي هيرفي رينارد مدرب السعودية، وتحمل المباراة أهمية كبيرة لكل منهما، لاسيما أنها تمثل احتكاكا مثاليا، يطمئن كلا منهما على قوة فريقه. ويتطلع سانشيز إلى خطب ود هذه البطولة، بعدما هبط أداء العنابي قليلا منذ أمم آسيا الأخيرة، وتعد خليجي 24 فرصة لتصحيح الصورة، بينما يريد رينارد تثبيت أقدامه مع الأخضر، والتعرف بدرجة أكبر على لاعبيه، في لقاءات تنافسية على مستوى عال من هذا النوع، وعلى الصعيد الشخصي يرغب في أن يعيد إلى أذهان الجميع أنه مدرب ألقاب، كما فعل في القارة السمراء مع زامبيا وكوت ديفوار، ولذلك يركز على العبور إلى النهائي لتحقيق طموحه.

 على مدار الشهور الثلاثة الماضية، التقى المنتخبان العراقي والبحريني مرتين وانتهت المباراتان بالتعادل، ولكن الفريقين يدركان أن مباراتهما الخميس لا تقبل القسمة على اثنين ولا بد فيها من فائز. في الدور قبل نهائي البطولة، ورغم تباين مسيرة الفريقين في الدور الأول للبطولة الحالية، تبدو المواجهة بينهما الخميس في غاية التكافؤ ومن الصعب التكهن بهوية الفائز فيها لاسيما وأن لكل من الفريقين أسلحته القوية التي يستطيع من خلالها حسم المواجهة لصالحه.

وبغض النظر عن نتائج الفريقين في الدور الأول، أظهر الأداء الذي قدمه المنتخبان العراقي والبحريني في الدور الأول أن كلا منهما لديه الفرصة للفوز في المباراة والعبور إلى المباراة النهائية. ويمتلك الفريقان حافزا معنويا هائلا قبل المباراة حيث يتطلع المنتخب العراقي إلى الفوز بلقبه الخليجي الرابع لإسعاد شعبه وسط المعاناة التي يعيشها منذ سنوات طويلة.

اللقب الأول

في المقابل، يتطلع المنتخب البحريني إلى التقدم خطوة جديدة نحو الفوز بلقبه الخليجي الأول لاسيما بعدما تأهل بجدارة لهذا الدور على حساب المنتخب العماني حامل اللقب وكذلك على حساب المنتخب الكويتي صاحب الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب الخليجي (عشرة ألقاب).

وكان الفريقان التقيا مرتين في الشهور الثلاثة الماضية حيث تعادلا 1-1 ذهابا وسلبيا في مباريات الإياب ولكن مباراة الخميس تحتاج إلى نتيجة الفوز للعبور إلى المربع الذهبي. وفي المقابل، كانت آخر مواجهة بينهما انتهت بالفوز هي المواجهة المثيرة في نهائي بطولة كأس أمم غرب آسيا وفاز المنتخب البحريني على نظيره العراقي 0-1 في عقر داره، ما يمنح منتخب أسود الرافدين دافعا إضافيا للبحث عن الفوز والثأر من نظيره البحريني.

ومنحت البطولة الحالية ثقة كبيرة لمعظم لاعبي الفريقين حيث أشرك المدربان السلوفيني سريتشكو كاتانيتش المدير الفني للمنتخب العراقي والبرازيلي هيليو سوزا المدير الفني للبحرين معظم اللاعبين المقيدين في قائمتي الفريقين خلال المباريات الثلاث التي خاضها كل منهما في الدور الأول.

22