قمة بين الأرجنتين والمغرب تسرق الأضواء في أولمبياد باريس

يخوض منتخب المغرب تحت 23 عاما، اختبارا صعبا، عندما يواجه نظيره الأرجنتيني، اليوم الأربعاء على ملعب جيوفروا غيشار بمدينة سانت إيتيان، ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات في منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.
باريس - تفتتح منافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 ظهر الأربعاء بمباراتين في التوقيت نفسه، الأولى ضمن منافسات المجموعة الثالثة بين إسبانيا وأوزبكستان على ملعب بارك دي برانس في باريس حيث ستقام المباراة النهائية في التاسع من الشهر المقبل، والثانية قمة مثيرة ضمن المجموعة الثانية بين الأرجنتين والمغرب على ملعب “جيوفروا غيشار” في سانت إتيان.
تعد مباراة المغرب والأرجنتين من أبرز المباريات في الجولة الأولى، حيث يطمح كلا المنتخبين لتحقيق انطلاقة قوية في البطولة. ويمتاز المنتخب الأرجنتيني بترسانة من اللاعبين الموهوبين القادرين على صنع الفارق في أي لحظة، فيما يعتمد المنتخب المغربي على الروح القتالية والتنظيم الجيد داخل الملعب لتحقيق نتيجة إيجابية.
تكتسب المباراة أهمية خاصة للمنتخب المغربي، حيث يسعى لتحقيق نتيجة إيجابية تعزز من حظوظه في التأهل إلى الدور التالي، الجدير بالذكر أن المنتخب المغربي قدم أداء جيدا في المباريات التحضيرية، مما يزيد من تفاؤل الجماهير المغربية بقدرة فريقهم على المنافسة بقوة في البطولة. ويتطلع منتخب المغرب تحت 23 عاما لتكرار إنجاز المنتخب الأول الذي دخل التاريخ خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة، باحتلاله المركز الرابع في المسابقة.
ينتظر أن تكون الجماهير المغربية حاضرة بأعداد كبيرة خلال المواجهة الأولى لمنتخبهم في الأولمبياد، والتي سيحتضنها ملعب “جيوفروا غيشار” بمدينة سانت إيتيان.
على غرار الأرجنتين، تواجه إسبانيا منتخبا عربيا صعب المراس هو مصر وصيف بطل أفريقي ومنافسه في الجولة الثالثة
وتملك المغرب جالية كبيرة في فرنسا، إذ يفوق عددها المليون نسمة وفقا لإحصاءات تم القيام بها في عام 2020. وينتظر أن يفوق عدد الجماهير المغربية الـ15 ألف متفرج، وذلك رغم إجراء المباراة يوم عمل في فترة الظهيرة، بجانب عودة عدد كبير من أفراد الجالية إلى المغرب من أجل قضاء العطلة الصيفية.
أظهرت المباريات الأخيرة لمنتخب الأرجنتين الأولمبي معاناته من مشاكل فنية كبيرة جعلته يقدم مستويات متوسطة. وكان منتخب التانغو خسر أمام غينيا بهدف دون رد في مباراة ودية أقيمت يوم الجمعة الماضي. يذكر أن منتخب الأرجنتين فشل في الحصول على موافقات عدة أندية أوروبية للتعويل على بعض الأسماء القوية يتقدمها حارس المرمى إيميليانو مارتينيز.
وفي نظر بعض الفنيين تبدو الأرجنتين مرشحة فوق العادة للظفر باللقب الثالث في تاريخها بعد عامي 2004 و2008 على الرغم من غياب نجمها الأول ميسي ودي ماريا. تملك في صفوفها أربعة أبطال للعالم هم حارس المرمى خيرونيمو رولي، بديل إيميليانو مارتينيس في مونديال قطر، المدافع المخضرم نيكولاس أوتاميندي (36 عاما)، لاعب الوسط المهاجم المنتقل حديثا إلى ليون الفرنسي تياغو ألمادا ومهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي خوليان ألفاريس.
وستكون مهمتها الإبقاء على اللقب في أميركا اللاتينية للنسخة الثالثة تواليا، بعد سيطرة البرازيل على نسختين 2016 و2020 (أقيمت عام 2021 بسبب جائحة كوفيد). لكن المغرب الذي عزّز بدوره صفوفه بمدافع باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي وهداف دوري أبطال آسيا مهاجم العين الإماراتي سفيان رحيمي لن يكون لقمة سائغة في سعيه إلى فك نحس دور المجموعات والذهاب بعيدا على غرار المنتخب الأول صاحب الإنجاز التاريخي في مونديال قطر عندما بلغ دور الأربعة. وتضم المجموعة منتخبا عربيا ثانيا هو العراق الذي سيلاقي أوكرانيا لاحقا في اليوم ذاته.
حظوظ كبيرة
من جهتها، تملك إسبانيا التي توج منتخبها الأول منتصف الشهر الحالي بلقب كأس أوروبا في ألمانيا، حظوظا كبيرة للمنافسة على المعدن الأصفر والظفر به للمرة الثانية في تاريخها بعدة عام 1992 في برشلونة. وبدورها لم تسلم من رفض الأندية في بلدها من تسريح نجومها وعلى رأسها برشلونة وأتلتيك بلباو اللذان قررا عدم الترخيص لنجمي الكأس القارية لامين جمال ونيكو وليامس تواليا. لكن صفوف “لا روخا” الأولمبي تزخر بالمواهب الواعدة كفيرمين لوبيس وأليكس باينا اللذين توجا باللقب القاري هذا الشهر، إلى جانب المدافع الكتالوني باو كوبارسي الغائب الأبرز عن كأس أوروبا.
وعلى غرار الأرجنتين، تواجه إسبانيا منتخبا عربيا صعب المراس هو مصر وصيف بطل أفريقيا ومنافسه في الجولة الثالثة الأخيرة. وتمني كل من مصر والمغرب النفس بتكرار إنجاز نيجيريا والكاميرون اللتين فجرتا المفاجأة بخرق التتويجات الأوروبية على الخصوص عندما كسبتا لقبي نسختي 1996 و2000 وسجّلتا تواليا اسم القارة السمراء على لائحة المتوّجين باللقب.
وتبدأ مصر مشوارها بمواجهة جمهورية الدومينيكان. ولا تختلف الحال بالنسبة إلى فرنسا الطامحة إلى اللقب الثاني في تاريخها بعد الأول عام 1984 في لوس أنجلس، وهي تستهل سعيها بمواجهة الولايات المتحدة في مرسيليا معوّلة على خدمات المهاجم المخضرم ألكسندر لاكازيت.
آمال كبيرة
عقدت منتخبات عدّة آمالا كبيرة على مشاركة نجومها في مسابقة كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، لكنها أصيبت بخيبة أمل رفض أنديتها تسريحهم وستضطر إلى خوضها في غيابهم، خصوصا الأرجنتين وإسبانيا وفرنسا المرشّحة الأبرز إلى اللقب.
كثر الحديث عن قائمة طويلة من النجوم أمثال الفرنسيين كيليان مبابي وأنطوان غريزمان والأرجنتينيين ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا، لكن في نهاية المطاف لن يطأ أي منهم عشب أحد الملاعب السبعة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد للمشاركة في المسابقة التي تنطلق الأربعاء قبل يومين من حفل افتتاح الألعاب المقررة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس المقبل.
والمسابقة التي تنتهي منافساتها في التاسع من أغسطس والمخصّصة للاعبين تحت 23 عاما، بالإضافة إلى ثلاثة أكبر من هذه الفئة العمرية، ليست مدرجة في الرزنامة الرسمية للاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وبالتالي فإن الأندية ليست ملزمة بتسريح لاعبيها.
وبعدما كانت مسابقة كرة القدم للرجال مرشحة لكي تكون واحدة من أبرز المنافسات في باريس 2024، ستقام في نهاية المطاف بتحفّظ نسبي، حيث ستتفوق عليها الرياضات الأولمبية التقليدية مثل ألعاب القوى والسباحة والجودو، وبعض الرياضات الجماعية الأخرى مثل كرة السلة مع “منتخب الأحلام” الأميركي وفرنسا وعملاقها الواعد فيكتور ويمبانياما، إلى جانب كرة القدم النسائية حيث ستكون نجماتها حاضرات.