قطر تلاقي الجزائر لكسر احتكار أفريقيا لنهائي كأس العرب

لن تكون المهمة سهلة أمام القطريين أصحاب الأرض في مواجهة محاربي الصحراء الجزائريين الأربعاء في نصف نهائي كأس العرب لكرة القدم، في مسعاهم لكسر احتكار عرب أفريقيا للمباراة النهائية مع ضمان وصول أحد منتخباتهم في نصف النهائي الثاني بين مصر وتونس.
الدوحة - ينتظر عشاق بطولة كأس العرب لكرة القدم، بفارغ الصبر المواجهة “الآسيوية الأفريقية” بين منتخبي قطر والجزائر الأربعاء، ضمن الدور قبل النهائي للبطولة التي تستضيفها قطر.
ويشارك منتخب الجزائر بتشكيلة شبه رديفة يغيب عنها المحترفون في أوروبا أبرزهم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، فيما تخوض قطر المنافسات بكامل طاقتها، بعد أشهر من المنافسات في قارات مختلفة، في أميركا الجنوبية وكونكاكاف وأوروبا استعدادا للمونديال الذي تستضيفه نهاية العام المقبل.
أبرز المرشحين
مواجهة مصر وتونس ستكون نارية على ملعب 974، بين منتخبين كانت الانتفاضة عنوان تأهلهما إلى هذا الدور
رغم أن المنتخب الجزائري كان من أبرز المرشحين لنيل اللقب حتى قبل انطلاق البطولة، وفرض نفسه خصما قويا منذ الدور الأول بفوزين على السودان ولبنان وتعادل مع مصر ليعبر المغرب في ربع النهائي، لن تكون قطر ممرا سهلا أيضا. فقد تأهل “العنابي”، وصيف نسخة 1998 على أرضه، بالعلامة الكاملة من الدور الأول، وسجّل في ربع النهائي فوزا تاريخيا على الإمارات بخماسية نظيفة، رفع فيها سقف التحدّي. يضاف إلى ذلك أن أبطال آسيا 2019 سيعوّلون على جماهيرهم التي سجّلت في ربع النهائي أعلى حضور في تاريخ مباريات كرة القدم بالدولة الخليجية الغنية بالغاز (63 ألف متفرّج).
ويتوقع أن تكون المدرجات ممتلئة، وسط دعوات من المشجعين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تخصيص حصة من التذاكر لمشجعيهم بعدما تهافت عليها القطريون بمجرّد تأهل منتخبهم.
وفي هذه المواجهة التي يستضيفها ملعب الثمامة المونديالي الذي يتسع لأربعين ألف متفرج، لاعبون كثيرون يسعون إلى منافسة التونسي سيف الدين الجزيري أيضا على لقب الهداف، وأبرزهم القطري المعز علي الذي يملك في رصيده ثلاثة أهداف. وقال علي، أفضل لاعب وهداف كأس آسيا 2019، في تصريحات لوسائل إعلامية إن “مباراة الجزائر ستكون بمثابة اختبار جديد لنا، حيث نواجه منتخبا قويا ظهر بمستويات مميزة”. وأضاف “نجري التدريبات وسط معنويات عالية، والجميع يبذل قصارى جهده لتقديم مباراة جيدة”.
من جهته، أكد المهاجم القطري خوخي بوعلام القادر على شغل عدة مراكز في تشكيلة المدرب الإسباني فيليكس سانشيس “سنواجه منتخبا صاحب خبرات كبيرة (…) لكن ذلك لا يمنع أننا سنبذل قصارى جهدنا، من أجل الوصول لما نصبو إليه، وهو الفوز والتأهل للنهائي”.
على الطرف المقابل، يعوّل المدرب الجزائري مجيد بوقرة على موهبة لاعب الوسط يوسف بلايلي الذي سجل هدفا رائعا من أربعين مترا أمام المغرب في ربع النهائي، في مواجهة انتهت بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2، بالإضافة إلى لاعب الوسط المخضرم ياسين براهيمي، علما بأنهما يحترفان في قطر على غرار المهاجم بغداد بونجاح.
مواجهة نارية

اقرأ أيضاً: منتخبات أفريقيا تفرض سطوة كبيرة على الآسيويين
من جهة أخرى، ستكون مواجهة مصر وتونس نارية على ملعب 974 في منطقة راس بوعبود في ضواحي العاصمة القطرية الدوحة، بين منتخبين كانت الانتفاضة عنوان تأهلهما إلى هذا الدور من كأس العرب. ويغيب عن المنتخب التونسي محترفوه الأوروبيون على غرار وهبي الخزري، والأمر ينطبق على مصر التي تفتقد نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح. فقد عادت مصر، حاملة لقب 1992، من بعيد أمام الأردن في ربع النهائي بعدما كانت متأخرة 1-0، وقلبت النتيجة في الوقت الإضافي (3-1).
ومثلها تونس، حاملة لقب النسخة الأولى عام 1963، لكن من الدور الأول، حين تعلّمت درسا قاسيا أمام سوريا التي أسقطتها بثنائية نظيفة، قبل أن ينتفض نسور قرطاج أمام الإمارات لحسم التأهل وثم إقصاء عمان في ربع النهائي. وبالتالي، سيعوّل التونسيون على لاعبين ممتازين في هذه المباراة أبرزهم متصدر ترتيب الهدافين سيف الدين الجزيري (4)، وقائد الفريق يوسف المساكني، واليافع القادم من مانشستر يونايتد الإنجليزي حنبعل المجبري.
لكن على الجانب الآخر، يقول القائد السابق لمنتخب مصر أحمد حسن “الصقر” إن الجيل الحالي من اللاعبين في غياب المحترفين قادر على الوصول إلى أبعد نقطة في البطولة وإحراز اللقب. وقال حسن “لدينا فرصة تاريخية للوصل إلى النهائي، وقادرون على تخطي عقبة المنتخب التونسي”، مؤكدا أن “منتخبنا خاض مباراتين في غاية الصعوبة أمام الجزائر في ختام مباريات المجموعة الرابعة والأردن في الدور ربع النهائي”.
وأشار النجم الدولي السابق للفراعنة إلى “ضرورة التركيز أمام المنتخب التونسي الذي يملك وسط ملعب وهجوم قوي، والاستفادة من تواضع مستوى دفاع نسور قرطاج وحراسة المرمى بالضغط المبكر عليهم للاستفادة من أخطائهم”. وأثنى حسن على المدرب البرتغالي كارلوس كيروش وخططه بالدفع بعدد كبير من اللاعبين الشباب ومنحهم الثقة في مباريات كبيرة، في غياب بعض العناصر الأساسية.
غير أنه اعتبر أن ما ينقص كيروش هو تغيير البدايات السلبية مع تغير مراكز بعض اللاعبين ما يؤثر على التفاهم والانسجام. ولفت إلى أن البطولة أفرزت العديد من اللاعبين القادرين على حجز أماكن أساسية في قائمة المنتخب الأول خلال مشواره في كأس الأمم الأفريقية والتصفيات الأفريقية الحاسمة المؤهلة لمونديال قطر 2022، على غرار مصطفى فتحي وأحمد رفعت وحسين فيصل وعمر كمال عبدالواحد ومروان داوود، وخلق جيل جديد من اللاعبين.
وأقيمت حتى الآن تسع نسخ من كأس العرب خلال سنوات متفاوتة شهدت مشاركة متقلبة للمنتخبات التي فضّلت عليها مسابقات رسمية أو تصفيات أخرى. أحرز المنتخب العراقي اللقب أربع مرات، فيما توّج المغرب باللقب الأخير عام 2012.