قطر تراهن على نجاح كأس العالم لفرض مكانتها

سانشيز يثق في قدرة العنابي على الظهور بوجه مشرف.
السبت 2022/11/19
أفريقيا ممثلة بجماهيرها النوعية في مونديال الدوحة

سيُفتتح المونديال يوم غد الأحد على ملعب البيت الواقع في مدينة الخور (شمال). ومع الإعلان عن بيع نحو 3 ملايين بطاقة، يتوقع أن تمتلئ المدرجات التي تتسع لستين ألف متفرج في مباراة قطر المضيفة والمشاركة للمرة الأولى في المونديال أمام الإكوادور.

الدوحة - لم يكن طريق قطر إلى بطولة كأس العالم مفروشا بالورود، بل على النقيض من ذلك كان مليئا بأشواك الانتقادات، ولا يزال أمامها الكثير لتقوم به من أجل تسيير فعاليات البطولة بسلاسة كي تبقي في الذاكرة صورة أنها موقع استضافة ناجح، وليساعد ذلك في تأكيد مكان ومكانة الدوحة على الساحة العالمية.

ويقول محللون إنه مع استعداد قطر لانطلاق البطولة، ستكون معايير النجاح هي أن يستمتع المشجعون والجماهير بالمباريات دون وقائع وأحداث جسام مما يسمح للدوحة بصرف الانتباه عن الانتقادات.

وعلى المحك الكثير بالنسبة إلى الدولة الخليجية صغيرة المساحة قليلة السكان والتي يبلغ عدد المواطنين القطريين فيها نحو 350 ألفا فقط، يمكن أن تسعهم جميعا الملاعب الثمانية الجديدة التي بنتها قطر لاستضافة بطولة كأس العالم.

وبالنسبة إلى الدوحة تعد استضافة هذه البطولة جزءا من إستراتيجية أوسع نطاقا للعب دور أكبر من حجمها في الشؤون الدولية. أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم، حقيقة احتفت بها الدوحة باعتبارها نقطة تحول للمنطقة، وذلك عندما تم الإعلان عن منح قطر حق تنظيم البطولة في عام 2010. لكن مسؤولين قطريين بدوا مستائين بشكل متزايد مما يعتبرونه انتقادات ظالمة تضمنت دعوات إلى المقاطعة.

نقطة تحول

محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: الذرائع التي تُساق لمقاطعة بطولة كأس العالم ليست منطقية
محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: الذرائع التي تُساق لمقاطعة بطولة كأس العالم ليست منطقية

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن الدعوات إلى مثل تلك الخطوة جاءت من عدد محدود من الدول تُعد على أصابع اليد، عشرة على الأكثر، ولا تُعتبر ممثلا لبقية العالم الذي يتطلع إلى البطولة. وقال لصحيفة لوموند الفرنسية "الذرائع التي تُساق لمقاطعة بطولة كأس العالم ليست منطقية. هناك الكثير من مخالفة الواقع في تلك الهجمات التي تتجاهل كل ما حققناه".

ومع وضع اللمسات الأخيرة من قبل المنظمين تصاعدت وتيرة اللاعبين المنسحبين بسبب الإصابة الخميس، بعد إعلان منتخب السنغال غياب أفضل لاعب أفريقي وثاني أفضل لاعب في العالم المهاجم ساديو مانيه، بسبب اضطراره إلى الخضوع لجراحة في ساقه.وستكون ضربة كبيرة لبطل أفريقيا الواقع في مجموعة أولى تضم قطر المضيفة وهولندا والإكوادور. كما أعلنت الأرجنتين، بطلة 1978 و1986، انسحاب مهاجميها نيكولاس غونساليس وخواكين كوريا بسبب الإصابة.

فنيا شهد الخميس سلسلة من المباريات الإعدادية الأخيرة قبل صافرة البداية في ملعب البيت، فتغلبت إسبانيا على الأردن 3 – 1 في رحلة نادرة إلى عمّان، وسجل المغربي حكيم زياش العائد من الاعتزال هدفا “عابرا للقارات” في مرمى جورجيا (3 – 0) ودكّت البرتغال شباك نيجيريا برباعية دون نجمها المخضرم كريستيانو رونالدو المريض. ويخوض الدون البالغ 37 عاما موندياله الخامس على غرار غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي القادم الأربعاء مع لاعبي التانغو بعيدا عن الأضواء إلى مقرّ إقامته في المدينة التعليمية.

ويسعى ميسي، البالغ 35 عاما وأفضل لاعب في العالم سبع مرات، إلى إحراز اللقب الوحيد الذي ينقصه، ليرتقي إلى مصاف العمالقة الكبار مثل البرازيلي بيليه ومواطنه الراحل دييغو مارادونا.ولدى الأرجنتين حظوظ وافرة في نيل اللقب، إلى جانب البرازيل بطلة العالم خمس مرات (رقم قياسي) التي مازح نجمها نيمار زميله ميسي في باريس سان جرمان الفرنسي قائلا “في بعض الأحيان نتحدث عن إمكانية اللقاء في نصف النهائي أو في النهائي. أقول لميسي إنني سأكون البطل وسأهزمه ونضحك على ذلك".

ثقة تامة

تتويج الأرجنتين أو البرازيل باللقب العالمي ينهي الهيمنة الأوروبية
تتويج الأرجنتين أو البرازيل باللقب العالمي ينهي الهيمنة الأوروبية 

وفي حال تتويج البرازيل أو الأرجنتين ستنتهي هيمنة أوروبية مستمرة على اللقب بدأت منذ 2006 حتى 2018 في البطولة التي تقام مرة كل أربع سنوات والتي سيرتفع عدد المشاركين فيها إلى 48 منتخبا في 2026. لكن الركن الثالث من قوة سان جرمان الضاربة الفرنسي كيليان مبابي يبدو جاهزا للدفاع عن لقب “الديوك” رغم الإصابات التي لحقت بتشكيلة المدرب ديدييه ديشامب التي يتقدمها لاعبا الوسط بول بوغبا ونغولو كانتي.

وأعرب فيليكس سانشيز المدير الفني للمنتخب القطري عن ثقته في قدرة فريقه على الظهور بشكل جيد في منافسات بطولة كأس العالم، خاصة وأنه يمثل البلد المنظم. وقال سانشيز في تصريحات للصحافيين قبل انطلاق البطولة "في 2019، كان من الصعب تخيل أننا سنفوز بكأس آسيا، ولكننا توجنا باللقب، لا أتحدث عن أننا سنصبح أبطال العالم، ولكن بكل تأكيد هدفنا هو المنافسة في أعلى المستويات". وسيلتقي المنتخب القطري مع نظيره الإكوادوري في المباراة الافتتاحية للبطولة، ثم يواجه السنغال بعدها بـ5 أيام، قبل أن يختتم مبارياته في المجموعة الأولى بمواجهة هولندا.

◙ أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم، حقيقة احتفت بها قطر باعتبارها نقطة تحول

وقال سانشيز (46 عاما) "نواجه منتخبات تواجدت من قبل في نهائيات كأس العالم، أو توجت بلقب بطولة أمم أفريقيا، العديد من اللاعبين هم الأفضل في العالم في مراكزهم، يمتلكون خبرة اللعب في بطولة كأس العالم أو دوري الأبطال". في المقابل لا يملك المنتخب القطري الخبرة الدولية الكبيرة، حيث أن كل لاعبي المنتخب يلعبون في الدوري القطري. ولم يودع أي منتخب استضافت بلاده المونديال منافسات البطولة من دور المجموعات، باستثناء منتخب جنوب أفريقيا في نسخة 2010.

ويواصل المنتخب القطري على قدم وساق استعداداته للمواجهة الافتتاحية، مع تأكيد مسؤوليه على جاهزية اللاعبين بدنيا وذهنيا. وخلال حصة تدريبية على ملعب أسباير في العاصمة القطرية الدوحة، قال المسؤول الإعلامي للعنابي “اللاعبون الـ26 الذين اختيروا لتمثيل المنتخب في هذا الحدث التاريخي للكرة القطرية جاهزون". وأضاف "هذا الظهور الأول لنا في بطولة كأس العالم واللاعبون متحمسون لأن أسماءهم ستخلد في التاريخ كأول منتخب قطري يشارك في بطولة كأس العالم، هم مستعدون بدنيا وذهنيا".

غراف

 

18